عما قريب

عما قريب


تساؤل مستمر حول اصل تلك النظرة ,هل هى نظرة حب ام اعجاب ام ربما تعجب ,بل احيانا كان
ينتابنى شعور بأن فيها جزء من سخرية .
مرحلة من المجادلة فى اما ان تلك النظرة اصبحت مؤثرة او أنها تمر مرور الكرام .ثم يتبدل الحال
الى ذكريات تبث فى قلبى لتلك النظرات من حين لاخر , ثم اشعر بأن الامر اكبر مما اعطيه بالا
ولكن لابد هنا من وقفه ,انه دائما كان يخالجنى شعور بأننى اعيش فى خرافة وهمية لا اساس لها من
الجذور الا عقلى ونفسى وجموحهما .
ودائما ما يبلغنى احساس بان هناك خطأ وذنب وان الله عز وجل ما تسول لى نفسى بانه يدعمنى
انما هى وساوس الشيطان ليغرقنى اكثر فى ذلك البئر.
اعود الى قلبى الذى ربما اعتقد انه قد جاء الوقت ليعلمنى انه قد جاء الوقت لكى اجد شخصا
بجانبى بل ولما لا وان يدلنى عل دلك الشخص بل ايضا وما يمنعه من ان يشعرنى ان ذلك
الشخص ربما هو ايضا يدركنى ويريدنى بجانبه .
يسيطر الامر على كيانى ويجعلنى لا اكاد اتذكر ما كانت اخر ذكرى او صورة اصابت
ذهنى من تلاحقها وتتابعها كالسهام الناجحة .
ما زال يروادنى احساس الذنب بل ومع كثرة تلك المشاعر وتدافعها وتخالطها وتضاربها
يزداد ذلك الاحساس حتى اكاد اصاب بالجنون .
ولما لا ومع تناقض الانسان المثير للدهشة ,اجد نفسى لا افكر الا فى تلك اللحظة التى
(اعتقد)انه سيطمئن قلبى عندها واشعر ان كل ما فات لم يكن خرافات واهية واننى لم
اسقط فى تلك الهاوية . الا اننى فى نفس الوقت اذكر الله جيدا واعلم انه ليس كل ما يأمله
المرء خير له بل واكثر من ذلك ,ما الذى سيحدث بعد ذلك الاطمئنان هل ساحصل على
ما اريد ام انها بداية النهاية او نهاية البداية كلاهما سيان ؟



اجلس مع الصديقات ومع مرور الوقت اجد نفسى اولاهم فى ادراك تلك المشاعر السامية
الا اننى اخرهم فى احساسى بها فقد سبقونى الي عيشها .
ولكن اجد صوتان بداخلى ربما اولهم صوت غيرة والاخر صوت فرحة , ربما الغيرة اساسها
طبيعة الانسان وطبيعة تلك النقطة السوداء التى فى القلب التى اعمل دوما على ترويضها
,والفرحة من اننى لست راضية على اي من تلك الاحاسيس التى سبقونى اليها ليس لذاتها
وانما للكيان المحيط بها والوسيلة التى ترسلها وتستقبلها وفرحتى بدعائى الله ان يرزقنى
اياها بطريقة اخرى يرضاها ويرضى لى بها ,تلك الفرحة التى يخالطها حزنى على الذنب
الذى يصيبوه لانفسهم ودعائى لهم ولى بان يغفر الله ويهدينا دائما .


بالاضافة الى الاحساس بالذنب تتوارد الى بعض الافكار حول فناء الحياة الدنيا وانها ليست الا
لعب ولهو وما لتلك الحقيقة القوية من الفصل فى كل ذلك وايضاح الصواب .ولكن ماذا نفعل
فى انسانيتنا ومشاعرنا وغرائزنا ونفوسنا التى تقف امامنا كالعدو الذى لا نراه ولكنه يحمل
اسلحة مهلكة , ثم فجأة تاتينى ذكرى لنظرة قاسية من تلك النظرات تلحقها نظرة اخرى رقيقة
وحانية تضطرنى ان اتناسى تلك القاسية واعفو عنها .........يقف عقلى عند اعفو عنها ويهاجمنى
وما يدفعك الى ذلك العفو ,ما لديك من ادلة تحملك على ذلك العفو فيجيب قلبى او نفسى او شيطانى
ابا كان منهم ويقول شعور لا اعلم مصدره انما يطمئننى بالخير .يأتى من بعيد صوت خافت
يتمتم ويقول كم اتمنى ان يكون مصدره قلبى وليس (نفسى او شيطانى )وان تكون بصيرة
المؤمن وليس عمى النفوس .


بعد جزء بسيط من الوقت ياخذنى خاطر يرتدى ثويا صافيا ويحمل معه نسمات هدوء وسكينة
ان التوكل على الله اتم التوكل هو الحل لكل تلك التضاربات القاسية .


وقبل ان تأتى العاصفة كما تسول لى نفسى وحقا لا اعلم ربما يكون الامر اشبه بيوم صيف
خانق لا اكثر ,تأتى ايام مباركة طاهرة ليس بها الا الخير سواء خيرا بين الناس او خيرا
للنفس بتقواها وتوبتها ,اجد على مسمعى ومقرأى وبصرى ما يجعلنى اعلم علم اليقين
لا يشوبه اى ظن بان القلب لله الاكبر محبة وايمانا وان اول من يسكن القلب لابد وان يكون
الله الرحمن الرحيم محبة خالصة لوجهه الكريم وان كل ما هو دون ذلك فهو ادنى .


كان حق على ان اقول الله وحده ولكن لعلمى بضعفى الشديد وقلة حيلتى احسست بانى
سأقول ما لن اقدر عليه وارجو الله ان يرزقنى تلك المحبة الخالصة وانما لقول الصدق
ووصف الحال لم اذكرها , ومن محبة الله تأتى محبة الخلق جميعا ومكانتهم كل على مدى
قربه ..........تذكرنى كلمة محبة ببدء الحديث وقولى لعدم معرفتى لاصل تلك النظرة هل
هى حب ام ,,, ام ,,,, فشعرت باتساع الكون بين تلك المحبة وذلك الحب
اولا لقرب الاولى منى واستطاعتى لها باذن الله وبعد الثانية عنى وشكى فى وجودها
كواقع ام سراب .
ثانيا لسمو الاولى وطهرها كمحبة للخالق الواحد الاحد وان الثانية وبكل يأس اعلم ان
يشوبها جزء من حاجتى الانسانية وضعفى .
ثالثا ليقينى بان الاولى عظيمة الاجر غالية الثواب وان الثانية ومع ايمانى بها وايمانى
باهميتها زائلة مع زوالى او فناء الدنيا .

للحظات بعد كتابتى لتلك الجملة الاخيرة تاهت بى الافكار مجددا واصابنى القلق من مدى
اخلاصى فيما اقول وشعورى بحاجتى ان يأتى اليوم الذى اجد فيه نفسى تشعر بهما معا مع
اختلاف المكانة والاهمية بلا شك , واجد نفسى ابحث هل ممكن ان اجد من يعيننى على
محبة الله وان يكون لى عونا وان يكون حبه فى الله حقا ؟ وسؤال من الذى فى رأسى الى
ذلك الذى بين ضلوعى هل وجدت حقا ذلك المعين وهل وجدت تلك الاخلاق , ام
ستجلب الايام بعد ذلك ما لم نعلم بوجوده ابدا ؟