هل نحن على أعتاب فتنة بين مصر و السعودية

مصر والسودان والسعودية , هذا المثلث الذهبي هو بذرة الوحدة الأساسية للأمة الإسلامية , تربصت به أعين كثيرة وأقسمت على تفتيته حتى لا يُبعث هذا العملاق الغائب من ثباتٍ عميق , عملاق الوحدة الإسلامية . فمصر تعني الطاقة البشرية والعقول المهيأة والموارد اللا محدودة , والسعودية رأس المال والطاقة النفطية , والزعامة الروحية , والسودان قدرات بشرية معطلة ذهب عليه طبقة من الصدأ حيث تواضع البنية الأساسية للتعليم , وقدرات طبيعية معطلة , حيث ملايين الأفدنة والموارد الخام بين صراع الشمال والجنوب , ونزاعات في دارفور وحروب أهليه لا شك وإن اتهمت بنظرية المؤامرة أن كل هذا لم يحدث مصادفة ولكن هناك من خطط ودبر ووضع بيدق الشطرنج في المكان الصحيح , ولكن لا عيب , فالعيب كل العيب في من مكث في مكانه وتراخت عضلات تفكيره واستسلم للأمر الواقع , فلم يحرك بدوره قطعة الشطرنج الصحيحة في المكان الصحيح . مصر والسعودية من جلد الطبيبين المصريين إلى حروب على الشبكة العنكبوتية حول كون مصر مأوى للدعارة ( يرسخ في ذهن الغوغاء من السعوديين أن مصر بلد للدعارة حيث يسافر الأثرياء منهم لمصر والشام قضاء سهرات حمراء , ونرد أن ذلك عيب في النظام العام ولا يجوز أن يوصم شعب بأكمله بهذا الوصف ) ....إلى تراشق بالكلام من قبل المصريين حول أوضاع الأيدي العاملة والعقول المصرية في السعودية والتمييز الحاصل ضدهم , إلى تصدير الفكر المتشدد أو الفكر الوهابي الذي لا يتناسب مع طبيعة المصري السلسة لا الطبيعة الجافة أو الخشنة طبيعة نتجت عن العيش في الصحراء والخوض فيها , كان ذلك إبان السفر للخليج في السبعينات والثمانينات من القرن المنصرم , أما ما يحدث من شكوى مستمرة من سوء معاملة البعثة المصرية فيزيد الطين بله . وإن كان معظم ما يحدث ناتج عن تصرفات خاطئة من الحجاج أنفسهم أو سوء تنظيم من البعثة المرافقة للحجيج , موقع العربية نت وجروبات الفيس بوك والمنتديات أصبحت تعج بهذه التراشقات الكلامية في مواضيع أتفه مما يحتم عليهم مصيرهم . سياتي يوم إن شاء هذا الجيل أم آبى تندمج فيه مصر والسعودية والسودان لتكوين بذرة الوحدة الإسلامية , وما ترصده العين المجردة في السماء السياسية من غيوم بين علاقتنا يبعد هذا اليوم ولكن لا ينهيه . فأجو أن نفيق من ثباتنا ونعود إلى عقولنا , وتبدأ تحريك أو قطعة ملأ أركانها الصدأ من قلة استخدمها وإهمال أهميتها , بيدق الشطرنج , بيدق الوحدة العربية , وفي هذا مقال أخر .