نقلا عن جريدة الشروق:
طرد المسلمين من ألمانيا، وغلق مساجدها، وانتقاد الأئمة والدعاة فى البلاد... وسائل دعائية عنصرية لم يجد حزب سياسى بألمانيا غيرها لجذب أصوات الناخبين بولاية ساكسونيا خلال الانتخابات المحلية الألمانية المرتقبة.
ووصف د.سعد الجزار مدير مركز «مروة الشربينى» للتربية والثقافة ــ الذى تأسس مؤخرا ــ لـ«الشروق» الدعاية الانتخابية للحزب الوطنى الديمقراطى اليمينى المتطرف المعروف باسم NDP بـ«الفجة»، وقال: بمناسبة الانتخابات الألمانية المحلية، يقوم الحزب فى هذه الأثناء بتوزيع مكثف لدعاية انتخابية تحض على طرد المسلمين، ومنع بناء المساجد تملأ شوارع مدينة دريسدن.
وأضاف قائلا: «من العبارات العنصرية التى تنتشر بكثافة أيضا فى الشوارع؛ لا للحجاب، ومرحبا بكل السياح عدا المسلمين، وانتقاد الأئمة والدعاة».
وتصف الاستخبارات المحلية الألمانية الحزب الوطنى الديمقراطى بأنه «عنصرى ومعاد للسامية»، وللحزب نحو 7000 عضو وله أيضا مقاعد فى برلمان ولاية إقليم ساكسونيا الشرقى، بحسب ما ذكرته وكالة ريترز للأنباء مؤخرا.
الدعوات العنصرية فى ولاية ساكسونيا، لم تقف عند حد الملصقات، بل امتدت أيضا لإيذاء المسلمات المحجبات خاصة بعد مقتل د. مروة الشربينى.
هذا ما أكده د. سامى البيلى الذى يدرس الدكتوراه بألمانيا ويقيم فى مدينة دريسدن، وقال للشروق : للأسف بعد حادث د.مروة زادت العنصرية فى ساكسونيا، وأصبحت سياسة ممنهجة تمارس من قبل حزب سياسى معترف به.
ودلل البيلى بمواقف شخصية عنصرية، وأوضح: «تتعرض زوجتى دوما لمضايقات فى الشارع، بمعدل مرتين أسبوعيا، وحدث أكثر من مرة أن وجه لها نازيون ألفاظا نابية، بل هناك من بصق على وجهها». وأرجع البيلى تزايد العنصرية فى دريسدن لـ«عدم وجود رد فعل قوى من قبل الحكومة الألمانية تجاه الانتهاكات التى يتعرض لها المسلمون».
وحذر الباحث المصرى من حدوث مواجهات متوقعة مع النازيين بدريسدن خصوصا بعد تزايد الحوادث العنصرية للمسلمين والمحجبات.
وأشار إلى أن حديث مسئولى ألمانيا عن التكامل والاندماج وعدم التمييز العنصرى، مجرد شعارات على الورق فقط، وليس لها وجود على أرض الواقع.
وتساءل مستنكرا: «هل لو الحزب النازى وجه بذاءته تلك لليهود فى البلاد، وهل لو شكك أى ألمانى فى المحرقة، هل كانت الحكومة الألمانية ستصمت؟، وزاد: هل ينتظر المجتمع الألمانى وقوع حادث آخر على غرار حادث د.مروة.
وطالب البيلى بضرورة تدخل السفارة المصرية بشكل مباشر، وقال ادعو السفير المصرى لزيارتنا والاطلاع على مشاكلنا ومعاناتنا ونقلها للمسئولين الألمان، مطالبا بوجود برامج توعية للمجتمع الألمانى لفهم الإسلام الحقيقى.