متوسط 16200 كلمة للنساء مقارنة ب 15600 للرجال ، نتائج توصلت اليها ابحاث تناولت ثرثرة كل من الجنسين منذ عام 1960 ، أطاحت بنظرية ان النساء لايمكنهن التوقف عن الحديث ، فقد تبين بأن عدد الكلمات التي يستخدمها الرجل والمرأة في اليوم الواحد تقريبا متطابقة مع تقدم بسيط جدا للنساء لايكاد يذكر.
وبرغم ان الرجال يتحدثون أيضا ، غير أن الثرثرة تهمة الصقت بالنساء ، ويرجح ذلك على الاغلب لميول فطرية او بيولوجية تتعلق بهرمون الاستروجين الذي يحفز على الاسترسال بالحديث دون كلل او ملل ، فتجد في جعبة المرأة اضعاف المواضيع التي يتحدث فيها الرجل ، فهي لاتكف عن تحليل وتنسيق كل المعلومات الواردة اليه . كما أن جزءا كبيرا من الانسجة الدماغية لديها خصص للتواصل والكلام بحسب ما تفسر طبيبة الاعصاب '' لوان بريزيدين'' في كتابها ''عقل النساء''.
وفيما يصف علماء نفس احاديث النساء بأنها دسمة للغاية ، يتم تناولها بأسلوب شيق ، تتنوع مواضيعها ، وقد يصل عددها لاربعين او اكثر ، ينطبق وصف ''''ماقل ودل '' على تلك التي تخص الرجال فهي لاتتجاوز أربعة يتم سردها بتمهل يعتمد على المكان والزمان والموقف ، وتحتل السياسة والرياضة والعمل والعقار أولوياتها .
ثمة تحول ايجابي ملحوظ ، وتراجع ما يسمى بثرثرة كثيرا ما وصفت ب ''كلام فارغ '' ،ايقاع العصر وضغوط الحياة خرجت بأحاديث النساء من اطار الاسرة بالمفهوم التقليدي الى مجالات ارحب اكثر عمقا وتنوعا ، وأفادت دراسة بريطانية حديثة شملت نحو ألف امرأة ، بأن احاديث النساء هذه الايام أقل مما كانت عليه في الماضي ، وتخوض في قضايا اكثر جدية مثل السياسة والاقتصاد والموسيقى والثقافة والعقار والاصدقاء وضغوط العمل ومتاعب الحمل والولادة ، أما تلك التي تخص الزوج او الشركاء في المعيشة كالحماة اوافراد من اهل الزوج او الزوجة مثلا فليس فيها ما يستحق الدردشة.
وتقول ناشطة في مجال المرأة : جمعتني جلسة ضمت بعض الزميلات العاملات ، لوهلة شعرت انني بين جمع من الرجال ، فالوظيفة كانت محور الحديث وليس الزوج والابناء ...تحدثت ''ميسون '' التي عادت للتو من دورة تدريبية باحدى دول شرق آسيا حول جدية الملتحقين بمثل هذه الدورات ، ووصفت معالم البلد الجميل ولم تتطرق الى التسوق خلافا للمعهود عن السيدات .
وبينت ''ليلى '' موظفة علاقات عامة بأن لون بشرتها الباهت يعود لأنها امضت جزءا كبيرا من الليل في كتابة تقرير هام لمناقشته في الصباح وقالت : لم انم سوى ثلاث ساعات ، نهضت باكرا لمراجعته من جديد ، حتى اضمن خلوه من الاخطاء، لم أتمكن من اعداد افطار لابنائي ، اكتفيت باعطائهم مصروفا ليشتروا من مقصف المدرسة ما يريدون .
واعتذرت '' مها '' التي تتولى ادارة مبيعات بشركة للاجهزة الالكترونية عن تأخرها بالقول :'' الدوام صارم ، والا تعرضت للخصم او توجيه انذار ، لذا انا حريصة على ان يبقى ملفي خاليا من هذه العقوبات بالطبع.
واسترسلت مبتسمة:'' النساء اكثر التزاما بتعليمات العمل من الرجال .
وحاولت ''سها'' و تعمل موظفة في بنك ، ان تبرر زيادة ملحوظة في وزنها وقالت :'' الجلوس لفترة طويلة خلف الكمبيوتر هو السبب ، اتمنى ان اجد وقتا لامارس رياضة ما ، لكن المشوار وحده بين العمل والبيت يستغرق حوالي ساعتين ذهابا وايابا ، فعملي في شرق عمان ، فيما بيتي في شمالها .
وحكت'' احسان '' التي تعمل في احد المختبرات الطبية: برغم ان اختياري لهذه المهنة كان عن رغبة ، لكن ان تعمل في مختبر يعني ان تعيش مع امراض ومشاكل الناس الصحية، كل يوم تكتشف الجديد والمحير والمؤلم ..
برغم ذلك فقد منحني ذلك قوة وصلابة ..
واشتكت'' نهال'' وتعمل مشرفة مكتبة بمدرسة خاصة ، من عدم وجود رغبة في القراءة لاي كتاب خارج المنهاج الدراسي ، فاهتمامات الطلاب اصبحت محصورة في الكمبيوتر والانترنت . والالعاب الالكترونية التي تحمل من المضار اكثر بكثير من المنافع.
وتوصل خبراء إلى اكتشاف حديث ..ثرثرة تشكل مصدر سعادة للانسان، تطيل العمر ، تغذي الروح ، تفيد في الاقتراب من الاخرين ، تشجع على مشاركة الاحاسيس وما يدور في الذهن والوجدان ، و تكون بغرض التنفيس عن الهموم والمشاكل ، إذ نادرا ما يتعرض ثرثارون لامراض القلب والاضطرابات العصبية واليأس والكآبة ،وربما لهذا يعتقد كثيرون بأن عمر المرأة أطول من عمرالرجل
الخميس 10 سبتمبر 2009 - 4:58