عيناك آخر نجمتين توارتـا خلـف السحـابْ
وتدثرا بين الغيوم على بسـاطٍ من ســرابْ
سمتا إلى قمرٍ تظألـق في حيـاءٍ ثـم غـابْ
وكأنه ألـف الحيـاة علـى دروب الإغتـراب
عيناك آخر شمعتيـن أطلتا قبـل الرحيــلْ
فأضائتا ليلي الذي يطوي سراب المستحيـل
رنتا إلى دربٍ من المجهول لايروي الغلـيلْ
لكنها شمخت إباءً مثلمـا شمـخ النخيـــل
عيناكِ قيثاران ينسكبان من لحن المســاءْ
يستأثران بلـون أطيافـي وشـلال الضيــاءْ
ويذوب في أمواجهنًّ غدي الموشح بالعنـاءْ
فتردد الأمواج قافيتي بلـحن الكبـريــاءْ
عيناكِ آخر ومضتين من السنا بعد الغـروبْ
رفَّت على رمشيهما لجج الجمال من الطيـوبْ
فانساب سحرالشعرمن طرفيهما يسبي القلوبْ
فهربت من نظراتهنَّ وكان نحوهمـا الهـروبْ