لهيب يلتهم الغيم
حبيبتى
ها أنتِ تدخلين جسـدى
مثل عاصفة أنفلتت لتوها
من تثاؤب جبل أعد نفسـه للسقوط
وها أنتِ تتنقلين فى دم
مثلما تتنقل الجراثيم فى مستنقع
وها أنتِ تصبى صراخكِ فى حنجرتى
وتكتبين على بدنى
(هـالك . هـالك )
لك حبيبتى أن تحقنى قلبى بأوجاعكِ
وأن تغسلى مدنه بالرماد
ذلك الرماد المتطاير من قبضتك
التى تقلع الأرض ثم تلقى بها
فى هوة الكون السحيقة
هل ستدخل الملائكة إيوان جسدى
قافزة من وريد إلي وريد
حاملة هواء المجرة للرئة التي حاصرتها الأبخرة
تلك الأبخرة المنزوعة من سعالكِ
كيف تبث الملائكة فى تسابيحها
وأنتِ تقفين على جرف روحى
ومزينة بلهيب يلتهم الحب
لكِ أن تلقيني فى مجرة
توهجت تحت رموشكِ الشبيهة بالرياح
وأن تنسجى حبى على نول ريح
ها أنتى تمرين على مثل نسوة من الجن
مأهولات بوابل من الفتن والغوايات
مثلما تمر القطارات على نملة
وها أنتِ تدخليننى
ويغشين عينى بعتامة أسحارهن
هل لي أن أملك فك الطلاسم
أو تعويذة أقتلع بها جذوركِ التى نمت وتعمقت
أيتها الساحرة
قلاعي ليست محصنة
وكل دروعي منذورة للضياع
وكل جيادى مصابة بالتجاعيد
وكل عشائري وفرساني رحلت
لا حراب ولا مجانيق لي وحـدي
أحاول أن أثبت خيمتي
وأن أجمع بين أعضائي
التى تمردت علي وتطايرها رياحكِ
ما من قارب صيد
أتت به سفن قراصنة وعاد
ما من سدود أقامتها النمال
وعاقت جحافل فيلة
ماالذى تفعلة القردة
أمام الزواحف التى تتصلق
ما الذى يعوق التماسيح
عن بلع جيفة تسبح فى بركة قذرة
وما الذى يدفع البطريق إلي إنتحاره
أيتها الساحرة
التى دست أعاصيرها فى أمعائى واستراحت
الآن
أشعر أن صوتى يخفت
فهل من سبيل إلي التقيؤ ؟
هل من سبيل ؟