أوجاع الصحافة فى دمياط
بقلم / محمد بربر
مقياس واحد عندى يحدد قيمة وأهمية كل صحيفة محلية أو عامة هو قدر ما تستفيده جموع المصريين المغلوبين على أمورهم وتخفيف بعض ما يعانون من كوارث وأزمات والأزمة الحقيقية التى جعلتنى أفكر طويلا قبل كتابة كلمة فى هذا الموضوع هو ما آلت إليه أحوال الصحافة المصرية عامة وفى مدينة دمياط خاصة إصدارات عديدة انطلقت تؤرخ وتسطر وتحكى واقع الصحافة فى دمياط بعضها مشرق يحمل من الوعى والثقافة ما يجعلنا نفخر به والتجارب الأخرى عار على محافظة أنجبت الكتاب والأدباء والمثقفين حتى صارت محافظة الثقافة والأدب غالبية من تورطوا فى هذه الجرائم اللا أخلاقية من المنتمين .. للأسف .. للصحافة لا يعنى بحال أن هذا هو حال الوسط الصحفى بدمياط
, ودمياط تزخر بتجربة تاريخية ومشرفة وهى جريدة ( أخبار دمياط ) وصاحبها المرحوم زكريا الحزاوى ولكن فى الوقت الذى يشار فيه إلى بعض الصحف والصحفيين بالبنان يشار أيضا إلى أشباه الصحفيين بالوسطى ، إن الصحافة رسالة سامية والكلمة جهاد ضد الظلم والقلم سلاح يواجه الفساد والمفسدين . وهناك من مات فى سبيل مهنة الصحافة التى هى من أعظم مهن الدنيا ولكن الآن وقبل أى وقت مضى أظن أنها تحولت على يد أشباه الصحفيين إلى ( سبوبة ) وفى عرف هؤلاء أصبحت الصحيفة ورشة تدر دخلا لا بأس به وقليلا من المنظرة على خلق الله البسطاء , لكن القضية كلها تتمثل فى الواد بلية .
هذا البلية كان يعمل فى أمان الله ميكانيكى سيارات ولكنه تكبر على المهنة فسولت له نفسه أن يدونها و بلية ينطق السين ثاء وتلاحق كلماته تهتهة ويتدلى كرشه أمامه مع " بسه" وبعد أن أصبحت الصحافة سبابة كتب ما يسميه .. تجاوزا.. مقالة فى صدر الصفحة الأولى ثم يملأ باقى الصفحات بموضوعات مسروقة من على شبكة الانترنت و فى مقالته لا تندهش وأنت تقرأ الأخطاء النحوية واللغوية وأيضا ركاكة الأسلوب. " بسه" هذا نموذج من نماذج باتت تحاصر الصحافة الدمياطية وتهددها تراه يكتب غير مرة عن رجل الأعمال البطل المغوار ممول الجريدة ومن الطبيعى جدا أن تقرأ عن صولاته وجولاته ورحلاته ويضع صورته بجوار صورة الرئيس مبارك ومحافظ دمياط ،
أدهشتنى العلاقة غير الشرعية بين بثة هذا النموذج الحقير من أشباه الصحفيين وبين رجل الأعمال وهو نموذج آخر لمن يحلم يوميا بتقبيل السيد المحافظ ومصافحته .واحتضانه وتقر عيناه برؤيته .. يا سادة فى دمياط فقط يتعامل رئيس مجلس الإدارة على أنه رئيس التحرير ومن ثم نجد ضعفا فى الأداء التحريرى وغيابا لمفهوم التخصص وأراهن أن بلية لا يفرق بين التقرير والتحقيق الصحفى .. وكيف يفرق وهو من يحمل دبلوم صنايع أو سائق توك توك وربما أيضا استورجى كبير .. مع احترامى وتقديرى لأصحاب تلك المهن ، الأدهى
من ذلك والذى يضرب مهنة الصحافة ومهنية الصحفى فى مقتل هو خلط الإعلان بالتحرير لتقرأ .. عزيزى الدمياطى .. موضوعات طويلة تمدح.. بلا خجل .. كل معلن يدفع وكأنه فاتح عكا ومخلصنا من شر التتار
، وللحق لم أصادف فى حياتى أكثر من سياسة الابتزاز فجورا فقد ترك الميكانيكى ورشته ليتحول صحفيا ويحول معه المهنة إلى ورشة يبتزمن خلالها الفاسدين أمثاله ويهددهم وعليهم أن يدفعوا ليشتروا سكوته وينسى أن الساكت عن الحق شيطان أخرس وأن من مهام الصحافة التصدى لكل الفاسدين ولعل من يتابع الصحافة فى دمياط يتذكر ما حدث فى قضية أجريوم وكم من أجير حاول أن يتاجر بأرواح أهل دمياط … وأيضا كلنا يعلم ما فعلته الجريدة .. إياها .. والتى حاولت ابتزاز صاحب إحدى المراكب السياحية النيلية وأيضا صفقة البطاطس .. كل هذه أدلة على تفشى ظاهرة تهدد سمعة الصحافة والصحفيين .. ظاهرة التسول الصحفى .
. يا سادة إن الصحافة فى دمياط تئن من أشباه الصحفيين ومدعى الثقافة الذين يبيعون شرفهم لمن يدفع أكثر وزملائى يعلمون أن هناك اليوم من يدعى أنه صحفى وهو مفصول من عمله بسبب جرائم أخلاقية وهناك أيضا من يدعى الصلاة والصيام والتحدث باسم الإله وهو يلهث وراء الجنس الناعم.. والفضائح معروفة بيننا .. وأخيرا لعل هذا المقال الذى أكتبه الآن وأنا حزين على حال الصحافة يحرك ساكنا .. لكن سؤال طرحه مذيع قناة النيل الثقافية يسألنى عن توقعاتى لمستقبل الصحافة الإقليمية .. الحقيقة أننى لم أجد إجابة أصدق من كلمة … خايف … وخوفى سيتبدد قريبا وأنا أرى جيلا من الصحفيين الشباب المحترفين قواعد وأدبيات المهنة ويقدسون رسالتها قادم بقوة ليعود بثة وأصحابه إلى ورشة الميكانيكا .. ذلك أفضل لهم ولنا .