أخشي كثيرًا من مواجهة الكاميرون في دور الثمانية للبطولة وأشعر بأنها ستكون مباراة صعبة للغاية لمنتخب مصر، وأن حظوظنا في الفوز فيها ستكون ضئيلة رغم حالة التفاؤل المبالغ فيها التي تسود بين الإعلام والجماهير في مصر لمواجهة الكاميرون.
فأنا لا أؤمن مطلقا بمقولة «الكعب العالي» التي تقول إن كعبنا عالٍ علي الكاميرون وإننا دائما نفوز عليها حتي لو كانت أفضل منا فنيًا، فكرة القدم لا تعترف بمثل هذه الخرافات والمهاترات، بل تعترف بالعرق والمجهود والتركيز داخل الملعب.
فأنا أعرف أن الحذاء ذا الكعب العالي هو شيء جميل يميز المرأة ويضفي عليها جمالا وسحرا، ولكن الكعب العالي ليس له علاقة بكرة القدم لأن الكرة لعبة للرجال فقط وليست للسيدات.
أعلم أن حظوظنا مع الكاميرون كبيرة في السنوات الماضية، فقد تغلبنا عليهم في القاهرة في تصفيات كأس العالم، ثم تعادلنا معهم علي ملعبهم وأخرجناهم من التصفيات ومنحنا بطاقة التأهل لكوت ديفوار، كما تغلبنا عليهم مجددًا في مباراة الافتتاح في «غانا 2008» بنتيجة كبيرة، وعدنا وفزنا عليهم مرة أخري في نهائي البطولة، ولكن كل هذه الأمور ليست في صالحنا علي الإطلاق بل علي العكس تماما.
منتخب الكاميرون في البطولة الحالية أفضل كثيرًا من البطولة السابقة..
فالمنتخب الكاميروني سيخوض لقاءه أمامنا بروح كبيرة وبرغبة في الانتصار والثأر، ولن يتركنا نفوز عليه مجددا بسهولة، وعلي العكس قد يخوض لاعبونا اللقاء بتركيز أقل وهدوء نسبي معتمدين علي ترديد مقولة «الكعب العالي» التي من الممكن أن تكون سببا في إخراجنا من البطولة.
ولا ننسي أننا لم نستطع الفوز علي نيجيريا طوال 47 عامًا وكان كعبها عاليًا علينا ولكننا حققنا الفوز عليها في بداية البطولة 3-1، كما لا ننسي أننا تفاءلنا بوجود الجزائر معنا في تصفيات كأس العالم 2010 باعتبار كعبنا عاليًا عليها وأنها كانت الطريق لتأهلنا لكأس العالم 1990 ولكن للأسف لم يتحقق ذلك.
منتخب الكاميرون أيضا في البطولة الحالية أفضل كثيرا من البطولة السابقة، حيث يؤدي أداء جماعيًا مميزًا تحت قيادة مدربه الفرنسي الشاب بول لجوين، كما يمتلك «الأسود» كوكبة من النجوم تلعب في أبرز الأندية الأوروبية وتمتلك خبرة كبيرة ومهارة عالية.
ونجحت الكاميرون في تحويل تأخرها أمام زامبيا 0-1 إلي تقدم 2-1، ثم عادت مرة أخري لتحول التعادل 2-2 إلي فوز 3-2 في الدقائق الأخيرة، وفي لقائها أمام تونس أيضا نجحت الكاميرون في تحويل تأخرها مرتين خلال اللقاء لتتعادل 2- 2.
بالطبع أعلم أن البعض سيهاجمني كالعادة بدعوي أنني متشائم، ولكنني أؤكد أن هذه المقالة ليست دعوة للتشاؤم ولكنها دعوة للتركيز في المباراة المقبلة والإصرار علي الفوز فيها وبذل أقصي مجهود داخل الملعب وعدم الاعتماد علي التاريخ والكعب العالي فقط لأن الكعب العالي ينكسر في كثير من الأحيان.
بقلم خالد طلعت
وانا معاك يا خالد في كلامك
ربنا يستر