رغم أن القرن الواحد والعشرين باق عليه 90 عاما كاملة لينتهي لكن يجب أن نؤكد أن حسن شحاتة سيكون نجم القرن الواحد والعشرين بسبب الإنجازات التي حققها علي مدار أربع سنوات فقط من 2006 إلي 2010 لمصر؛ فبلا شك حسن شحاتة أو «معلم الكرة المصرية» لن ينافسه أحد رغم أن الأجيال القادمة قد تحقق الكثير وقد تتفوق عليه في الأرقام، لكن السبب الوحيد الذي سيجعله بطل القرن الواحد والعشرين هو استفزازه لكل من سيأتي بعده ليحقق جزءاً من إنجاز شحاتة مع مصر، لكن هل شحاتة حقق فقط إنجازات مع المنتخب كمدير فني ولم يحقق شيئاً مع الزمالك أو مع النادي العربي الكويتي عندما كان لاعباً؟ الإجابة هي طبعاً «لا» فحسن شحاتة له إنجازات تتحدث عن نفسها يعلمها الصغير قبل الكبير في مصر والوطن العربي، وأكبر دليل علي هذا أن أحد أكثر المحللين الرياضيين الذي ينتقدون حسن شحاتة في إدارته الفنية للمنتخب واختياراته للاعبين هو الدكتور علاء صادق الذي ينتقد شحاتة منذ فترة باعتباره مختلفاً معه في بعض الأفكار والسياسات الفنية للمعلم بلا شك، لكنه أول من صنع كتاباً كاملاً في عام 1980 عن حسن شحاتة مؤرخا مسيرة المعلم كلاعب عملاق حريف لم يتكرر، وحمل الكتاب اسم «روائع لن تتكرر .. حسن شحاتة» وشارك معه في الكتابة فتحي سيد أحمد، لكن ماذا قال علاء صادق في هذا الكتاب أو بمعني أصح ما المقدمة التي كتبها صادق عن شحاتة
صادق كتب تحت عنوان «حكاية حسن شحاتة باختصار».. قال فيها:
في بلدة كفر الدوار التابعة لمحافظة البحيرة كان مولد حسن شحاتة سنة 1947 ومع استمراره في دراسته بكفر الدوار استمر في مزاولة لعبته المحبوبة مع فريق كفر الدوار ضمن ناشئيه، وتبدو مع مرور الأيام رغبته في أن يكون نجماً لتأتي فرصته عندما اختير ضمن منتخب بحري للناشئين ويلاقي الزمالك في واحدة من المباريات الودية، ويتم الاتفاق معه بعد أن ظهرت للمسئولين بالزمالك موهبته ورغم أنه لم يشترك مع منتخب بحري إلا شوطاً واحداً وكان ذلك في بداية سنة 1968 والنشاط الكروي الرسمي متوقف.
بعد أن أصبح شحاتة لاعباً بنادي الزمالك أُذن له بالسفر للكويت لينضم لنادي كاظمة الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية، ويكون سبباً رئيسياً ومباشراً في صعوده للدرجة الأولي، بل إنه في كثير من الأحيان كان ينافس علي القمة بفضل جهود النجم المصري حسن شحاتة.
لم تكن هذه هي الصفحة الناصعة فقط لسجل شحاتة المعلم في كرة الكويت، بل كانت له صفحة أخري أروع عندما شارك النادي العربي الكويتي في الأدوار النهائية لبطولة أندية آسيا والتي أقيمت ببانكوك عاصمة تايلاند واستحق عن جدارة لقب أحسن لاعب أسيوي في هذه الدورة.
عاد شحاتة إلي الزمالك بعد استئناف النشاط الكروي سنة 1973 وإن كان خلال مدة وجوده بالكويت قد شارك فريق مصر في عدة لقاءات سيأتي ذكرها فيما بعد.
ولأن حسن شحاتة لاعب فنان أصيل.. هداف وخطاف بكل معاني الكلمتين.. ممول ومنظم من الطراز الأول.. يجيد اللعب في كل المراكز.. قائد ماهر يعرف كيف يعامل زملاءه.. لاعب كأحسن ما يكون الخلق.. وفاء نادر الوجود لمصر وللزمالك والكرة.. عشق الكرة بقدميه ورأسه بنفس الإجادة.. لا يثير المشاكل وإنما يقرب ما بين الجميع.
لكل هذه الأسباب فقد رأينا أن نعلن سجله الكروي علي الجماهير المصرية بكل ميولها.. ضمن سلسلة كتابنا الرياضي الشهري.. ولكل هذه الأسباب رأينا أن نطلق علي الكتاب اسم «روائع لن تتكرر «حسن شحاتة»، لعلنا نكون قد أصبنا.
عزيزي القارئ..
بعد أن تصل إلي نهاية سجل شحاتة المعلم فإننا نوجه إليك السؤال: هل أصبنا الهدف؟».
وبعد مقدمة الدكتور علاء صادق وفتحي سيد أحمد عن شحاتة التي أنهياها بسؤال للقارئ عن: هل أصابا الهدف؟ كتب لهما شيخ النقاد الرياضي الراحل مقدمة للكتاب كتب فيها:
«جديد فريد في نوعه هذا الكتاب عن نجم الكرة المصرية حسن شحاتة.. فقد صدرت عن حسن وعن غيره من نجوم الكرة كتب عديدة ولكن أياً من هذه الكتب لم يستطع أن يقدم للمكتبة الرياضية المصرية ما يقدمه هذا الكتاب.
إنه كتاب إحصائي من الدرجة الأولي تفتقر إليه المكتبة الرياضية بحق.. فالثابت أن جميع نجوم الكرة في مصر أهملوا إهمالاً تاماً، ومثلهم الأندية وحتي اتحاد كرة القدم، إحصاء المباريات المحلية في مسابقات الدوري والكأس والدولية.. وأتحدي أن يعرف لاعب عدد ما سجله من أهداف في حياته علي المستوي المحلي أو الدولي، بعكس ما يحدث في الخارج، حيث توجد سجلات لكل لاعب تحتوي علي عدد ما اشترك فيه من مباريات محلية ومباريات دولية سواء علي مستوي بطولات الأندية القارية أو الدورات القارية والأوليمبية وكأس العالم، وتحتوي أيضاً علي عدد ما سجله كل لاعب من أهداف في كل مسابقة وفي كل موسم ومجموع ما سجله من أهداف في حياته. وهذا الكتاب قد تدارك هذا التقصير والإهمال والنقص في المكتبة المصرية الرياضية بجهود مضنية بذلها مؤلفاه فتحي سيد أحمد ودكتور علاء صادق حين جمعا كل المعلومات عن التاريخ الرياضي لحسن شحاتة .. ولا شك أنهما سيقدمان إلي المكتبة الرياضية عدداً آخر من الكتب الإحصائية عن كثير من نجوم الكرة في مصر.
إنه كتاب يستحق أن يقتنيه كل المهتمين بالنواحي الإحصائية؛ لأنه سيكون في المستقبل واحداً من سلسلة كتب يمكن عن طريقها تحديد مرحلة من مراحل تاريخ الكرة المصرية بكل دقة وبغاية الوضوح».
وبعيداً عن هذا نجد أن الكتاب ينقسم إلي 7 فصول كل منها يحمل عنواناً يسجل فيه مشاركات حسن شحاتة في الدوري أو الكأس أو مع المنتخب أو في البطولات الأفريقية للأندية. يبدأ الكتاب بفصل تحت عنوان «حسن شحاتة إنجازات وألقاب» يستعرض كل الإنجازات التي قام بها شحاتة كلاعب وأيضا الألقاب التي حاز عليها المعلم عندما كان لاعباً، ثم ينتقل الكتاب إلي سجل شحاتة مع منتخب مصر مستعرضا صورا نادرة لحسن شحاتة مع زملائه في المنتخب، وفي هذا الفصل وصف وتأريخ لكل مباراة شارك فيها مع المنتخب وكم مرة فاز المنتخب في وجوده وبالطبع عدد الأهداف التي أحرزها في المنتخب، بل وصل الأمر إلي تفصيل المشاركات أي عدد المباريات التي لعبها مع المنتخب في تصفيات كأس العالم، وكم مرة فاز وتعادل وكم مرة لقي الهزيمة وعدد الأهداف التي أحرزها في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، الغريب أن حسن شحاتة لم يحرز هدفا واحدا في ثماني مباريات التي خاضها في التصفيات المؤهلة لكأس العالم من أصل 16 هدفا أحرزها مع المنتخب في 46 مباراة دولية شارك وهكذا يمر كتاب علاء صادق علي مباريات شحاتة الدولية ليوضحها بشكل تفصيلي، ثم ينتقل في فصل آخر يستعرض فيه مشاركات شحاتة في بطولات أفريقيا للأندية الثلاث، حيث خاض شحاتة 13 مباراة في هذه البطولة - حسب ما ذكر الكتاب - حيث أحرز 4 أهداف في هذه المباريات، لكن الأمر لا يتوقف عند هذا، بل إن علاء صادق وفتحي سيد أحمد يخصصان فصلاً كاملاً عن أول بطولة يحرزها حسن شحاتة مع الزمالك، وهي بطولة كأس مصر عام 74، وفي هذا الفصل يعرض الدكتور علاء وصفاً تفصيلياً للبطولة من أنه شارك في 12 مباراة واستبدل في 3 مرات وشارك مرة كبديل وسجل 8 أهداف، ثم يستعرض بعد ذلك تاريخ شحاتة في كأس مصر، حيث كتب عن بطولاته الثلاث التي أحرزها وأيضا عن سبب هتاف الجماهير الشهير للمعلم وهو «حسن شحاتة يا معلم .. خللي الشبكة تتكلم»؛ حيث وصف الهدف الذي بسببه أطلقت الجماهير هذا الهتاف وهذا الهدف أحرزه في مرمي عوض حنفي حارس مرمي إسكو في كأس مصر عام 1977، ويستمر الكتاب في استعراض مشوار حسن شحاتة لكن هذه المرة مع الأندية المصرية بمعني عدد المباريات التي شارك فيها شحاتة مع الزمالك أمام الأندية المصرية من أول الأهلي حتي إسكو وبلقاس وبلبيس والمياه وعدد الأهداف التي أحرزها في شباك هذه الأندية وهو أمر يجب علي محبي حسن شحاتة أن يقرأوا بالتفصيل هذا الكتاب الرائع في وصفه وتأريخه لمباريات شحاتة وأهدافه.
أما أمتع الفصول في هذا الكتاب فهو فصل «شحاتة في الدوري العام» يجب أن نقول إن هذا الفصل لمن لم يعش في هذا الوقت وهم حاليا كثيرون، ورغم حبهم الحالي لشحاتة لكن عندما يقرأون ماذا كتب علاء صادق عن شحاتة في هذا الفصل لن تخرج بغير الحب الزائد لحسن شحاتة فهناك قصص ممتعة عن المعلم ومواقفه مع الزمالك والأفعال غير العادية التي قام بها شحاتة ووصف تفصيلي لمباريات شحاتة في الدوري وهو فصل يجب قراءته ولا يجب أن يفوتك خاصة لو كنت زملكاوي لتعرف معني الانتماء غير العادي لشحاتة، ثم يأتي الفصل الذي إن قرأته لن تجد غير المتعة وتحزن أن هذه الأهداف لم تجد فرصة للظهور بشكل كبير علي شاشات التليفزيون، وهذا الفصل يحمل عنوان «أهداف لا تنسي للمعلم» وفيها وصف رائع لكل الأهداف المميزة للمعلم بدأها بهدف شحاتة في كأس الأمم الأفريقية عام 74 في مرمي الكونغو برازافيل، ثم يختتمه بشرح تفصيلي لهدف شحاتة في مرمي الخضري حارس مرمي المصري في الدوري العام سنة 1980 ووصف في النهاية «بأن سعودي والخضري وإينو ومسعد نور وكل فريق المصري لن ينسي هذا الهدف، وأيضاً لن ينسي شحاتة وجعفر وكل فريق الزمالك في هذه المباراة، هذا الهدف لن ينساه جمهور الكرة الزملكاوي الذي شاهد المباراة في الملعب، هذا الهدف لن ينس جمهور الكرة العريض علي اختلاف ميوله الذي شاهد المباراة علي شاشة المباراة، هذا الهدف لماذا .. لأنه هدف إعجازي وأسطوري ولن يتكرر» هكذا وصف د. علاء صادق أحد أهداف شحاتة في الدوري.
ومن ضمن الفصول مقالة كتبها أحد أهم الكتاب الرياضيين حتي وقتنا الحالي وهو الكاتب الجميل عبدالرحمن فهمي تحت عنوان «لماذا حسن شحاتة؟» الذي وصف شحاتة بكثير من الصفات التي أثبتتها الأيام رغم أنه كتبها عندما كان شحاتة مازال يلعب؛ فعبدالرحمن فهمي عرض صفات في مقالته عندما ستقرأها ستعرف أن شحاتة بالفعل إنسان محب لبلده وصاحب أخلاق كريمة، ثم ينتهي الكتاب بحوار مع حسن شحاتة يتحدث فيه عن نفسه في كتاب لعلاء صادق يقول فيه ....
«أبدأ حديثي بقولي إن سعادتي تكتمل بسماعي هتاف» حسن شحاتة يا معلم.. خللي الشبكة تتكلم»، وبالطبع لا يعلوا هذا الهتاف إلا بعد أن تهز إحدي كراتي شباك الخصوم.. وبالطبع كل أهدافي التي ذكرتموها في الكتاب رائعة، ولكن لي ذكري خاصة مع هدف إسكو الثاني في بداية دوري 76/77، وهو الذي أحرزته بكعب قدمي بعد أن تركت الكرة تمر أمامي فخدعت الدفاع وحارس المرمي وظنوا أن الكرة مرت مني.
الأهلي والتخطيط السليم
النادي الأهلي يتميز بأنه مكتمل الصفوف يعتمد في نجاحه علي التخطيط السليم من إدارة واعية إلي مدرب كفء ومجموعة متجانسة متفاهمة من اللاعبين ذوي المهارات الطيبة ولديهم جمهور كبير يؤيدهم في كل مكان.
أحسن مبارياتي المحلية
وأحسن مبارياتي المحلية هي مباراة إسكو التي وفقني فيها الله لأحول هزيمة الزمالك إلي فوز في الدقائق الخمس الأخيرة بعد أن أصاب جمهور الزمالك اليأس لأن إسكو استمر فائزاً أكثر من ثمانين دقيقة دون أن نتمكن من هز شباكه رغم أننا كنا الفريق الأحسن والأخطر والأكثر استحواذاً علي الكرة منذ بدء المباراة حتي نهايتها.
أكبر مبلغ تقاضيته من الكرة كان ألف ومائة جنيه لما فزنا بكأس مصر عام 1979.. وأخيراً كرمني جمهور الزمالك ونادي الزمالك في يوم تكريمي وكان لابد أن أستمر مع الزمالك هذا الموسم. وقال عن فاروق جعفر إن مستوي جعفر البدني والفني يؤهله لأحسن لاعب في مصر لمدة عشر سنوات متتالية لو اهتم بنفسه، وأنا غير راض عن جعفر هذا الموسم لأن «روقه» الذي أعرفه لاعب خارق ومعجزة في عصره. وعن محمود الخطيب أكد أنه أحسن مهاجمي مصر وأخطر لاعب يواجه المرمي وأي خطأ لمدافع أمام المرمي يترجمه إلي هدف.
وحقيقة أنا أسعد عندما يزاملني الخطيب في المباريات الدولية لأنه لا يضيع الفرص السهلة ولم يحدث بيننا أي خلاف طوال فترة لعبنا بالمنتخب».