ناس كتيرة مش داخله عليها حكاية إني بقيت أم.. بالرغم من أنهم شافوا آثار الحمل المتمثلة في الانتفاخ التدريجي للبطن والانتفاخ المفاجئ للأنف في الشهر الأخير.. بصراحة معاهم حق لما يشوفوا واحدة لسه بتجري ورا زمايلها في الشغل وتمسكهم من قفاهم وتهزر بألفاظ لا تليق بأم فاضلة محترمة.. ولاتزال تفضل وقفات الصبيان ـ باحب اسميهم صبيان ـ علي قعدات البنات الرخمة واللوك لوك علي الفاضي ولاتزال كماهي في الشكل والمضمون والدفاع ولم تتقولب بعد كربة منزل وست بيت تلبس عباية وتمسك «بُك» وتقف تفاصل مع بياع السمك علي اتنين جنيه والتنضيف من عنده كمان! أنا نفسي لسه مش مقتنعة قوي إن «فريدة» دي تبعي خاصة وإنها مولودة مش طبيعي يعني نمت وصحيت لقيتها جنبي وخلاص.. طب إيه ضمني ما يمكن كان عندي انتفاخ واللا كان جوايا طوبة.. بصيت لها «مين دي؟».
من ساعة ماجت كل اللي فرق معايا مواعيد النوم اللي باظت خالص ووصلت لمرحلة أنه مش مهم أنام بالنهار وأصحي بالليل مش دي المشكلة، المهم أنها تنام بالنهار ولو 3 ساعات علي بعض.. حيث إن بنتي بسم الله ما شاء الله بتنام نوم قطط بتصحي كل نص ساعة ناهيك عن استغراقي في تفاصيل غريبة بداية من ما يسمي بالقشط وبالترجيع وبالبامبرز ولوازمه وهدومها اللي بتتوسخ بسرعة ما تعرفش إزاي وطريقة شيل معينة لكل مناسبة.. شيله للنوم وشيله للدلع واللعب وشيله للعياط وشيله للمغص بجانب محاولات التوفيق بينها وبين أعمال البيت فتوصلت في النهاية لشيلها أثناء أداء كل حاجة لك أن تتخيلها.. المصيبة أنه بعد كل ده لا أزال بارده تجاهها عاطفياً.. فقط أشعر بالمسئولية وكأنها بنت حد سابها عندي وانتحر.. يعني الكلام بتاع أمهاتنا «ده أنا قلبي شافك من قبل ما تشوفك عيني» وهذا السيل الأوفر من المشاعر التي لم أصل إلي أي شعرة فيها، خاصة أنها شبه أبوها كثيراً، وأحمد ربنا علي كده عشان مايشكش فيا في المستقبل ـ البنت دمها خفيف ومجنونة وابتدت تضحك وتشد الحاجات بإيديها وتبص لي أكتر من أبوها حتي لو هو اللي بيلاعبها.. عينيها حلوة قوي لما بتضحك وبقها واسع جداً لما بتعيط.. أسرح فيها وأقعد أكلمها وبعدين أدرك إني برضه لسه مش أم قوي يعني زي الأفلام ولا زي أمهاتنا.. بيقولوا لي مع الوقت هتحسي بس أنا مش عارفة أنا نفسي مش داخل عليا الموضوع ده.. أنا بقيت أم؟ طب إزاي؟ لأ مش قصدي بلاش قلة أدب.. بس عدم إحساسي بيها وصل لدرجة إني في مرة من كتر ما أنا مش عارفة أنام منها وأبوها نايم بيشخر إني سألته: «هو لو إحنا اتطلقنا مين خياخد فريدة؟» فقال لي بحماس واحد متوقع حرب علي فريدة: «أنا طبعاً» فقلت له وأنا بأتتاوب.. «طب ما تطلقني بقه».
منقول