يتحدث إبراهيم عيسى عن نشأة الأهلي وأن أول رئيس له كان إنجليزياً، ويقول أن مؤسس الأهلي هو إدريس راغب بك الماسوني كما وصفه، ويذكرنا إبراهيم عيسى بأيام خوالي عندما كان البعض يشير إلى "فلان شيوعي اقتلوه" وكأنه يتحدث بأسلوب المخبرين، فتعالوا لنعرف من هو مؤسس الأهلي ورئيسه الأول ومن هو إدريس راغب بين مؤسسيه، إبراهيم عيسى في بداية حلقته أسلوب تخوين وتكفير الناس ثم مارسه بلا خجل في شيزوفرينيا فاضحة.
فصاحب فكرة تأسيس النادي الأهلي هو عمر لطفي بك وتكفي هذه الوثيقة من محضر الجمعية العمومية عام 1919 عندما تحدث عبد الخالق ثروت باشا رئيس النادي الأهلي في الجمعية العمومية عن فكرة إنشاء النادي الأهلي ومن هو مؤسسه فقال:
"الآن وقد انتهينا من أعمال الجمعية العمومية فأنى أنتهز هذه الفرصة لألقى على حضراتكم كلمة عن تاريخ هذا النادي فأن تفضلتم وسمحتم بذلك فأن أول ما ينطق به لساني في هذا الحديث هو اسم المرحوم عمر لطفي بك ذلك لأنه الواضع لهذا النادي وصاحب الفكرة في تأسيسه.
كان المرحوم عمر بك لطفي وكيلاً لمدرسة الحقوق وكنت في ذلك العهد موظفاً بوزارة الحقانية فكنت معه بحكم وظيفتنا في علاقة مستمرة وكان رحمه الله على ما تعلمون كثير والاشتغال بأمور الشبيبة عظيم الاهتمام بأحوالهم ولكل ما يعود عليهم بالفائدة، حضر إلى ذات يوم وقال لي أن كثيراً ما فكر في أحوال طلبة المدارس العالية وكيفية تمضيتهم لأوقات فراغهم وفى علاقات خريجها بعضهم ببعض فرأى أن بعضاً من الطلبة يقضون أوقاتهم في المحال العمومية ليس لهم في أنواع الرياضة غير الجلوس في القهاوي وأن البعض الآخر وهو من يرى الترفع عن ذلك يعتكف في منزله وأن الطلبة بمجرد إتمام دراستهم واشتغالهم بأمور معاشهم إذا ما تفرقوا في البلاد وبعدوا عن القاهرة انقطعت بينهم أسباب الألفة وأصبحوا أغراباً بعضهم عن بعض.
شكا إلى تلك الحال وما يترتب عليها من المضار الأدبية والمادية وقال أنه يرى خير دواء لها تأسيس فناء في نقطة صحية خارج المدينة تكون منتدى لطلبة المدارس العليا ومتخرجيها يقضون فيها أوقات فراغهم ويتمرنون فيه على الألعاب الرياضية ويكون للطلبة الذين قضى عليهم جهاد الحياة أن يكونوا خارجاً عن القاهرة واسطة في الاجتماع بإخوانهم المقيمين فيها كلما سنحت فرصة العودة إليها، لم أتردد لحظة في الحكم بأن تحقيق هذه الفكرة هو من خير ما تخدم به الشبيبة المصرية ولكني لا أخفى عليكم أن أملى في نجاح المشروع كان أقل بكثير من عدم أمكان تنفيذه أو من سقوط النادي بعد تأسيسه وعذري في هذا التخوف أنى جريت في حكمي هذا عبر قياس الحاضر بالغابر والمستقبل بالماضي فكم من مشروعات وطنية قامت بضجة عظيمة وأقبل عليها الناس أيما إقبال لكنها ما لبثت أن أخذت في التلاشي والفناء حتى أصبحت أثراً بعد عين، لم أرد مع ذلك أن أثبط همته بمخاوفي هذه وقلت في نفسي لعل في هذه الحركة بركة واتفقنا على العمل فسعى رحمه الله حثيثاً حتى وفق إلى تشكيل نقابة أخذت على عاتقها دفع المال لتأسيس النادي وقد تأسس بالفعل".
وهنا قال فكرى أباظة وسط تصفيق شديد من الأعضاء:
"بصفتي الشخصية أشكر معالي الوزير الخطير على تصريحاته العظيمة ونصائحه الثمينة وأشكره على أحياء ذكرى المربى العام المرحوم عمر لطفي بك الذي فكر في إنشاء هذا النادي ونادى المدارس العليا، نشكره من كل قلوبنا وندعو الله أن يوفق كبرائنا وعظمائنا إلى المشروعات النافعة".
ثم تعالوا لنعرف أكثر وأكثر الكثير عن وطنية عمر بك لطفي، ويكفينا أن نقرأ كتاب "مصطفى كامل باعث الحركة الوطنية" للمؤرخ الراحل عبد الرحمن الرافعي وفيه يتحدث عن نشأة نادي المدارس العليا وتأثيره على الحركة الوطنية، لنعلم أن عمر لطفي ورفاقه كانوا من مؤسسي الحركة الوطنية المصرية في ذلك الوقت:
هذا هو الأهلي وهذا هو صاحب فكرة تأسيسه، رجل قال عنه الزعيم مصطفى كامل أنه معلمه، رجل تحدث عنه رجال عظام كعبد الخالق ثروت وفكري أباظة، رجل شعر بقيمة دعوته لتأسيس أول نادي مصري رياضي رجال بحجم طلعت باشا حرب مؤسس الاقتصاد المصري وأمين باشا سامي ناظر مدرسة دار العلوم "الكلية حالياً"، ولا يضيره على الإطلاق انضمام أناس مثل إدريس راغب المتهم بالماسونية من قبلك، فلم يكن مؤسس الأهلي وصاحب فكرته رجل مخابرات، والله أعلم بالنيات وما تخفي الصدور، ثم لماذا لا تخبرنا "ماذا فعل الأهلي للإضرار بمصر؟"، ولو تتبعنا كثيرين يعيشون بيننا الآن يا سيد إبراهيم عيسى وبحثنا خلفهم لربما اكتشفنا ما لا يمكن أن تصدقه عين ولا يخطر على قلب بشر "وخلى الطابق مستور".
استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان
المثير للغثيان بل والقرف مما قاله إبراهيم عيسى أن يقول أنه يعتقد جازماً أن أسلوب رجال النادي الأهلي في إدارة ناديهم بكتمان وسرية وإخفاء الأسرار يسير طبقاً للفكر الماسوني.
هل يصدق أحد أن هذا الكلام الغير مسئول يصدر من شخص يقول عن نفسه أنه مثقف ويعتلي منصة الخطاب في قناة فضائية، ألم يقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الطبراني في معاجمه الثلاثة، والبيهقي في شعب الإيمان، وأبو نعيم في الحلية، وابن عدي في الكامل وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 3/436 (حديث رقم 1453) وفي صحيح الجامع برقم943: "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان, فأن كل ذي نعمة محسود"، أليس الأهلي صاحب نعمة؟.
ولقد طبّق الرسول صلى الله عليه وسلم ما قاله خير تطبيق، ومن أمثلة ذلك تعبده صلى الله عليه وسلم سرا في غار حراء، ثم اجتماعه - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه سرا في دار الأرقم بن أبي الأرقم.
كذلك يعلمنا القرآن في حكاية يوسف عليه السلام وعلى لسان يعقوب عليهم السلام قال تعالى "قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين" صدق الله العظيم.
ويقول الإمام علي كرم الله وجهه "سرك أسيرك فإذا تكلمت به صرت أسيره".
فهل من أجل كرهك وبغضك للنادي الأهلي يا سيد إبراهيم عيسى تنكر على رجاله الاقتداء بما يقره ديننا الحنيف وتتهم رجاله بإتباع تعاليم الماسونية؟، بئس ما قلت، أمن أجل كرة القدم وما فعلته بعض الجماهير تنحدر لهذا المنحدر الخطير دون تفكير؟، ما الفارق إذن بينك وبين من تستنكر أفعالهم؟.
ولا يتوقف الكتمان عند الحديث النبوي، فأبجديات أي عمل ألا تتحدث أو تطنطن أو تقوم بدعايتك حوله قبل ان ينتهى التخطيط له، هذا اذا كان يخص العامة حصول معلومات عنه، ولكن عندما لا يكون للعامة شأن، فماذا يريد عيسى من حرص الأهلي على عدم الجعجعة كغيره من الأندية بمناسبة وغير مناسبة؟.
فضلا عن اشغال كافة عناصر الاهلى بحجم التصريحات وربما تتحول هذه العناصر لجزء من منظومة الصراخ والجعجعة دون إنتاج، فإذا كان عيسى يحب ذلك فى ناديه فما شأن الاهلى بذلك؟، إلا اذا كان عيسى حريص على الاهلى ويتمنى له ان يكون كناديه باعتباره محبا له!.
من هم مؤسسو الأهلي؟
وتعالى معنا يا سيد إبراهيم لتعرف من هم مؤسسو الأهلي طبقاً للوثائق الثابتة والمذكورة في الكتاب الذي صدر عام 1932 بمناسبة اليوبيل الفضي للنادي الأهلي وغالبية من فيه على قيد الحياة ومصر لا تزال محتلة من الإنجليز:
أما ميشيل أنس أول رئيس للنادي الأهلي فتولى رئاسته من 24 أبريل 1907 وحتى الثاني من أبريل 1908 أي أقل من عام، وفي ظل وجود احتلال إنجليزي سعى لغلق نادي طلبة المدارس العليا وتم ذلك بالفعل كما جاء بكتاب المؤرخ الراحل عبد الرحمن الرافعي، فمن الحكمة أن يتم الاستعانة برجل من الإنجليز لتخليص أرض للنادي والحصول عليها لإنشائه وهو ما تم بالفعل، ولا يضير النادي في شيء، بالعكس هو ذكاء من مؤسسي النادي فليس من الحكمة أن تقف في وجه محتل غاشم ولا تصنع شيء بل الحكمة أن تستطيع أن تخدع المحتل لتبني كياناً مصرياً وطنياً خالصاً.
النادي الأهلي للرياضة البدنية
أيضاً يتساءل إبراهيم عيسى عن: لماذا لم يسمى النادي الأهلي "النادي الوطني" إذا كان وطنياً بحق؟، وكأن عدم تسميته بالنادي الوطني تعني عدم وطنيته، في استغلال ساذج لسذاجة بعض من يسمعونه، ولا أدري حقيقة إن كنت تتحدث بجد أم بهزل؟، هل هذا هو الاحترام لمشاهديك وقرائك؟، لا أدري يا إبراهيم هل أبكي أم أضحك على ضحالة طرحك لهذه النقطة؟، حقيقة أرثى لحالك، وعموماً يا سيد إبراهيم نترك الوثائق تتكلم لنعرف من صاحب اقتراح تسمية النادي باسم "النادي الأهلي للرياضة البدنية".
ففي محضر اللجنة العليا للنادي في 25 فبراير 1908 اقترح أمين باشا سامي تعديل اسم النادي من "النادي الأهلي للألعاب الرياضية" إلى "النادي الأهلي للرياضة البدنية" وهنا صورة من محضر الاجتماع:
وحتى نعرف من هو أمين باشا سامي ومآثره لخدمة الوطن، يجب أن نعلم أنه كان وكما سبق القول ناظر مدرسة دار العلوم "الكلية حالياً" وكان يحمل لقب "بك"، وها هي صفحة من مجلة الهلال في ذلك الوقت تتحدث عن بعض ما قدمه للوطن:
هذا هو الأهلي يا سيد إبراهيم عيسى وهؤلاء هم رجالاته، فمن هم رجالكم؟.
رئيس الجمعية العمومية
ثم يتحدث إبراهيم عيسى نافياً أن يكون لسعد باشا زغلول صلة بالنادي الأهلي، وينكر أنه كان وزيراً للمعرف عند تأسيس النادي الأهلي ويقول أنه كان عضواً بالبرلمان وموظف صغير بالحقانية، بل ويتهم الأهلاوية بالجهل بالتاريخ وهنا نضع له الوثائق التي تنفى جهلنا وتقرر من هو الجاهل وتثبت أنه هو نفسه بعيد كل البعد عن معرفة التاريخ، وحين يقرأه تأتي قراءته من باب "لا تقربوا الصلاة".
ففي موقع "ذاكرة مصر المعاصرة" نجد وثيقة بتاريخ تعيين سعد باشا زغلول وزيراً للمعارف، ولدينا وثيقة أخرى بتعيين السيدة "نبوية موسى" لمدرسة عباس، وكلنا يعلم من هي نبوية موسى، كما نضع أمام الجميع صورة من محضر اللجنة العليا في 18 يوليو 1907 باعتبار "سعادة ناظر المعارف" رئيساً للجمعية العمومية للنادي.