ذكر أستاذ واستشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم ومدير المركز الجامعي لطب وأبحاث النوم بكلية الطب الأستاذ الدكتور أحمد باهمام أن "الأحلام مرحلة أساسية من مراحل النوم، وأن من المعلوم طبياً أن نشاط المخ خلال مرحلة حركة العينين السريعة التي تحدث فيها أكثر الأحلام يكون أعلى من نشاطه خلال الاستيقاظ"، مؤكدا أن النوم في الغرف المكيفة يؤدي إلى الخمول في الصباح.
وأوضح أن "الإنسان البالغ يقضي من 15 - 25? من نومه في هذه المرحلة، ويمر النائم خلال فترة النوم المعتادة (8 ساعات) بأربع إلى ست دورات من النوم يمر خلالها بمختلف مراحل النوم. حيث يبدأ بالمرحلة الأولى ثم الثانية، وبعد ذلك النوم العميق (الثالثة والرابعة) حتى يصل لمرحلة الأحلام.
وأوضح باهمام أن كثيراً من الناس لا يتذكرون أحلامهم، مشيرا إلى أن الدراسات والأبحاث أظهرت أن كل الأشخاص تقريباً الذين لا يشكون من اضطرابات النوم مثل توقف التنفس أثناء النوم يمرون بمرحلة الأحلام، وأرجع عدم تذكر البعض أحلامهم إلى عدة أسباب ، فالأشخاص الذين لا يشغلون بالهم بموضوع الأحلام قد لا يتذكرونها. كما أن الشخص الذي ينام ساعات قليلة قد لا يمر بالمرحلة الأخيرة من النوم التي تحدث فيها الأحلام الطويلة.
وأشار إلى أن "الإنسان الذي يستيقظ خلال الحلم، ويستمر مستيقظا لعدة دقائق يتذكر الحلم، أما الذي لا يستيقظ خلال الأحلام أو يستيقظ لدقائق ثم يعود للنوم. فإنه في العادة لا يتذكر حلمه.
ويقول باهمام إن " النائم في العادة يصل مرحلة الأحلام بعد 60-90 دقيقة من بدء النوم. كما أن نسبة مرحلة الأحلام تكون أعلى في دورات النوم المتأخرة مقارنة بالدورتين الأولى والثانية . لذلك تزيد الأحلام قبل الاستيقاظ".
وأشار إلى "ظهور العديد من النظريات والفرضيات حول أهمية الأحلام، كأهميته لنمو المخ . حيث يقضي حديثو الولادة حوالي 50? من نومهم في هذه المرحلة . كما يعتقد البعض أن مرحلة الأحلام مهمة لتقوية الذاكرة والتركيز حيث أظهرت إحدى الدراسات أن أداء الطلاب الذين لم يصلوا لهذه المرحلة في الامتحانات كان أقل من نظرائهم الذين وصلوا إلى مرحلة الأحلام، ويعتقد آخرون أن الأحلام مهمة لإزالة الأحاسيس والعواطف الضارة التي قد تؤثر على حالة الاستيقاظ وهناك نظرية أخرى تقول إن الأحلام مهمة لحديثي الولادة للحفاظ على درجة حرارة المخ حيث إن حرارة المخ ترتفع خلال مرحلة الأحلام"، مشيرا إلى أنه لا توجد أدلة علمية قوية تدعم ما سبق ذكره، وما زال الموضوع يحتاج إلى كثير من البحث والدراسة.
إطار:
دراسة: التعرض للتكييف يغير الساعة البيولوجية للجسم
بيّن الدكتور باهمام أن التعرض للتكييف والنوم في الغرف المكيفة يؤدي إلى الخمول في الصباح، وإلى تغير في الإيقاع اليومي أو الساعة البيولوجية في الجسم وفق دراسة علمية نشرت في مجلة
(Physiological Anthropology) حيث اختبر باحثون يابانيون هذه الفرضية بعد قياس هرمون الكورتيزول في الجسم بصورة متكررة طوال اليوم لمجموعتين من المتطوعين، المجموعة الأولى تعرضت للتكييف في الصيف لفترات قصيرة والمجموعة الثانية لفترات طويلة، مشيرا إلى أن قياس هرمون الكورتيزول من أفضل القرائن التي تحدد الساعة البيولوجية في الجسم ، وهو في العادة يزداد في الصباح الباكر، ويسبب زيادة النشاط والحيوية في الصباح، ويقل في الليل، ويصل أدنى مستوياته خلال النوم.
وتابع أن الدراسة أظهرت أن الذين تعرضوا للتكييف لساعات طويلة كان مستوى الهورمون منخفضا لديهم في الصباح الباكر، وتأخر ارتفاع مستوى الهورمون في الجسم، مقارنة بالذين كان تعرضهم للتكييف أقل، وهذا يدعم النظرية القائلة أن التكييف الصناعي قد يسبب الخمول .
الجمعة 20 أغسطس 2010 - 9:12