عمر عضو أسطـــــــــورة
عدد الرسائل : 8564 العمر : 36 البلد : دمياط الهوايات : شطرنج - رياضة (حديد-لياقة-جري-سباحة بظروفها) - قراءة ..كفاية عليكوا كدا المزاج : الحمد لله نقاط : 8691 تاريخ التسجيل : 18/11/2008
| موضوع: كيمياء المخ.. آفاق جديدة لعلاج الإدمان الإثنين 23 أغسطس 2010 - 14:44 | |
| كيمياء المخ.. آفاق جديدة لعلاج الإدمان 16/04/2002 طارق قابيل *
لم تنجح جهود الأطباء والعلماء في القضاء على مشكلة الإدمان رغم التقدم المتسارع في عالم التداوي والعلاج، ولم تدفع القوانين الوضعية ولا الدعوات الدينية والأخلاقية المدمنين للتخلص من إدمانهم. وما يزال شياطين البشر يبحثون عن الجديد من المخدرات، طبيعية كانت أو مصنعة لاستخدامها كمهدئات ومنشطات ومهلوسات لتعطي المدمن نشوة كاذبة، وتحيل حياته بعد ذلك إلى جحيم لا يطاق ينتهي عادة بسجنه أو انتحاره أو موته.
ولا نبالغ إذا قلنا: إن الإدمان قد انتصر في المعركة؛ حيث يعاني أكثر من 180 مليون شخص في العالم من إدمان المخدرات، وتخسر الحكومات أكثر من 120 مليار دولار نتيجة للمشكلات المرتبطة بالإدمان. كما انتصر الإدمان أيضا على الأدوية التي تحاربه؛ لأن الأدوية تؤدي عادة لظهور أضرار جانبية قد لا تقل خطورة في بعض الأحيان عن آثار الإدمان؛ حيث يعتمد العلاج الكيميائي على حفنة من الأدوية تساعد على استئصال عادة إساءة الاستخدام للمواد المسكرة والمخدرة.
ومن أسباب الفشل في علاج مشكلة الإدمان أن المخدرات تتفاوت في مستوى تأثيرها وخطورتها وفي طريقة تعاطيها، وتصنف حسب تأثيرها (مسكرات ومهدئات ومنشطات ومهلوسات ومسببات للنشوة) أو حسب طريقة إنتاجها (طبيعية أو مصنعة) وبعضها يسبب اعتمادا نفسيا وعضويا مثل الأفيون والمورفين والكوكايين والهيروين، وبعضها يسبب اعتمادا نفسيا فقط مثل الحشيش. ولكن أهم الأسباب التي أدت لشيوع الإدمان أن العلم كان يحارب عدوا مجهولا، وأن المجتمع حاول معالجة طاعون الإدمان عن طريق تشديد العقوبات دون معرفة يقينية بطبيعة عمل المخدرات والسجائر، والكحوليات، وكيفية تمكنها وسيطرتها على متعاطيها.
آفاق جديدة للبحث عن علاج
ويبحث العلماء حاليا عن وسائل جديدة لعلاج الإدمان على المستوى الجزيئي، لتصنيع عقار لا يسبب أي آثار جانبية، وإذا كان يمكننا تشبيه الدواء المتوفر حاليا للقضاء على الإدمان بـ"المدفعية الثقيلة" فإنه عندما يتم حل الألغاز العصبية والنفسية المرتبطة بالإدمان بالكامل سيتمكن الباحثون من تصميم دواء لمعالجة الإدمان بنفس الكيفية التي يتم بها تصنيع القذائف الموجهة عن بُعد مثل صواريخ "كروز"؛ بحيث يؤدي هذا الدواء عمله بدقة شديدة ولا يقضي على مراكز الشهوة والشعور بالسعادة في مخ الإنسان، وفي حالة توصلهم لهذا الدواء السحري فقد يتخلص الأطباء نهائيا من الأدوية العتيقة المستعملة حاليا، وستتحسن حياة مئات الملايين من البشر الذين أدمنوا كل شيء، بداية من التبغ والهيروين والطعام إلى استنشاق الأسيتون والجازولين.
وبدأ العلماء في المعهد الوطني لمعالجة الإفراط في المخدرات بالولايات المتحدة (تدعمه الحكومة بميزانية تزيد عن 5 ملايين دولار سنويا) مشروعا طموحا لعلاج الإدمان والقضاء عليه، وقام علماء المعهد بالتعاون مع علماء في المراكز الطبية والجامعات الأخرى ببرمجة أكثر من 60 مركبا مختلفا لعلاج إدمان الكوكايين فقط. كما قاموا بتخطيط ميكانيكا المخ للمدمنين عن طريق استعمال تقنية التصوير المتقدمة. ويقول "فرانك فوكسي" مدير قسم بحوث وتطوير العلاج في هذا المعهد: إن "الإدمان سيظل دائما معنا.. لكن هذه العقاقير الجديدة هي فرصتنا الحقيقية الأولى لتقليله".
ومن ناحية أخرى يقوم علماء البيولوجيا الجزيئية، وعلماء الهندسة الوراثية بدراسة الجينات التي تتسبب في وجود خلل وراثي يؤدي للإدمان ودراسة آلية التعبير الجيني لهذه الجينات.
فتش عن الدوبامين!
يركز العلماء على دراسة مادة كيميائية تشبه الهرمون تسمي "دوبامين" Dopamine، وتعتبر هذه المادة المحرك الأساسي لحالات السرور الإنساني. ومن المعروف أن السيال العصبي ينتقل بين الخلايا العصبية في المخ التي يزيد عددها عن 100 مليار خلية عن طريق مواد كيماوية ناقلة. وتنتقل النبضات العصبية عند نقاط اتصال معينة بين خلايا يطلق عليها العقد العصبية. ويعد "دوبامين" من الناقلات العصبية neurotransmitters التي تحمل الرسائل الكيميائية بين خلايا المخ. وتنتقل هذه المواد الكيماوية خلال الدماغ بالقفز من خلية لأخرى، بعد أن يتم إفرازها داخل خلية مخ واحدة. وترتبط هذه الكيماويات بمستقبلات متخصصة تتواجد على الخلايا لكي تواصل رحلتها.
وينقل الدوبامين معلومات تتعلّق بالشعور بحالات الانتشاء والألم، فمثلا الشعور بالبهجة نتيجة لتناول وجبة طعام لذيذة، أو نتيجة للحصول على ترقية، أو الفوز في مباراة -أي شيء يجلب السعادة – يتم حمله ولو جزئيا عن طريق الدوبامين. ويُنتج الدوبامين في خلايا المخ بمعدلات ثابتة نسبيا تحت الظروف الطبيعية، وتحتل جزيئات الدوبامين جزءا من مستقبلات الدوبامين (مراكز الإحساس بالدوبامين) طوال الوقت.
وتؤدي مواد مثل الكوكايين إلى إنتاج كميات عالية من الدوبامين تقوم بتنشيط جميع المستقبلات في الحال. ويشعر المتعاطي بغبطة شديدة نتيجة لذلك، ولكن التأثير يكون عكسيا على خلايا المخ التي تحاول إلغاء بعض مستقبلات الدوبامين، ولذلك فعندما يزول تأثير العقّار تضمر بعض مراكز استقبال الدوبامين في خلايا المخ، ويؤدي ذلك لتعكير مزاج المتعاطي، ويضطر لزيادة كمية المخدرات ليصل لنفس الإحساس من البهجة والسعادة الزائفة، وهكذا تبدأ الحلقة السلبية اللانهائية التي تؤدي إلى الإدمان في النهاية.
وكان العالم السويدي "أرفيد كارلسون" -79 عاما- قد حدد أن مادة الدوبامين هي ناقل الإشارات في المخ، وبدأ دراساته في هذا المجال في حقبة الخمسينيات، وحصل على جائزة نوبل للطب لعام 2000م عن دراساته الرائدة التي قادت إلى إثبات أن مرض الشلل الرعاش الذي يفقد فيه المريض قدرته على السيطرة على حركة الجسم ينتج عن نقص الدوبامين في أجزاء معينة من المخ، وأن بالإمكان تطوير علاج ناجح له. وتوصل "كارلسون" إلى العديد من الاكتشافات الأخرى التي أظهرت دور الدوبامين في المخ وهو ما أوضح كيفية عمل الأدوية التي تعالج مرض الفصام.
سر إدمان الطعام!
ويرتبط الدوبامين أيضا بإدمان الطعام؛ حيث كشف الباحثون في معمل "بروكهافن" القومي بنيويورك التابع لوزارة الطاقة الأمريكية أن مراكز الإحساس بالدوبامين أقل لدى البُدُن؛ لذا قد يأكلون المزيد حتى يحصلوا على الشعور بالإحساس بالرضا والمتعة. وقال العلماء: إن البُدُن قد يدمنون الطعام كإدمان الخمور أو المخدرات.
ويقدم هذا الاكتشاف مفهوما جديدا تماما لعلاج السمنة التي يعاني منها أعداد متزايدة من سكان العالم، ويعتقد العلماء أن استهداف الدوبامين قد يشكل خط هجوم آخر. ويرى الباحثون أنه ما دام تناول الطعام يشبه تعاطي العقاقير المسببة للإدمان من حيث إنه يتزايد مع استمرار العادة فإنه قد يسبب خللا في مادة الدوبامين عند البُدُن. ولهذا فقد أشارت النتائج المستخلصة من هذه الدراسة إلى أن الإستراتيجيات التي تهدف إلى تحسين أداء الدوبامين قد تفيد في علاج البُدُن أيضا من عادة إدمان الغذاء.
سر إدمان الخيانة الزوجية!
وفي دراسة أخرى مثيرة للجدل أعلن علماء أمريكيون اكتشافهم جيناً وراثياً جديداً يحدد السلوك الجنسي للرجال. وعثر العلماء على جين أسموه "مستقبل دوبامين دي 8" ويظهر بشكلين: طويل وقصير في 30% من الرجال. وقال "دين هامر" الباحث في معهد أبحاث السرطان في واشنطن في بحث قدمه للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم في "فيلادلفيا": "إن ممارسة الرجل للجنس مع أكثر من رفيقة له سبب وراثي". ويميل الرجال الذين يحملون الشكل الطويل للجين إلى معاشرة النساء بنسبة 20% أكثر من أقرانهم الذين يحملون الشكل القصير للجين.
وكان العلماء يعتقدون أن مستقبلات الدوبامين التالفة لا يتم استعاضتها بعد تدميرها، لكن دراسة علمية جديدة أكدت على أن لدى هذه المستقبلات القدرة على إصلاح نفسها عندما يتوقف المتعاطي عن تناول المواد المخدرة. واستطاعت الباحثة "نورا فولكو" تتبّع مسار الدوبامين وعرض آلية الإدمان باستخدام تقنية جديدة تعرف اختصارا بـ"بت" positron emission tomography (PET)، وهي طريقة مسحية آنية لمراقبة وفحص المخ.
وقام "ستيفن ديوي" باستخدام دواء يُستخدم في علاج حالات الصرع يدعى "فيجاباترين" Vigabatrin يعمل على تخفيض كمية الدوبامين في المخ لعلاج مجموعة من قردة البابون المدمنة للكوكايين. وقام "ديوي" بحقن الدواء إلى نصف مجموعة البابون ثم درس أمخاخ القردة قبل وبعد تعاطي الكوكايين. وأظهرت الدراسة أن نشاط الدوبامين لم يزد في أمخاخ البابون التي تناولت، بينما زاد النشاط في النصف الآخر من القردة زيادة ملحوظة.
وأظهرت تجارب تالية أن معظم حالات الإدمان التي يتم علاجها عن طريق تقويم السلوك لا تفلح، وتأكد الأطباء من أن الإدمان يعتبر مرضا من أمراض المخ. ولا يغفل الأطباء دور العلاج النفسي وتقويم السلوك في علاج حالات الإدمان، ولكنهم متأكدون أن الأدوية المصنعة بالكيمياء الحيوية قد تؤدي إلى العلاج الناجح للإدمان.
وتعتقد "فولكو" أن النقص في مستقبلات الدوبامين يؤدي لميل بعض الأفراد إلى الإدمان، وهذا النقص قد يكون عيبا خلقيا، أو ينتج عن ممارسات وعادات سيئة يقوم بها الإنسان وتعرضه للإدمان، أو قد يكون النقص في مستقبلات الدوبامين نتيجة لتعرض الشخص لتجارب حياتية مؤلمة.
العلاج الجيني للإدمان
وبالرغم من أن العلماء يدرسون منذ أكثر من عقد من الزمن الطرق المؤدية إلى الإدمان في الدماغ فإن هذه الطرق ليست مفهومة كليا. وما تزال الدوائر التي توجد داخل مخ الإنسان، والتي يحدث الإدمان عن طريقها غامضة على العلماء. والمعتقد أن العقاقير التي تسبب الإدمان تركز على بعض الممرات الخاصة بالإحساس واللذة في المخ، مثل تلك التي تجعل الإنسان يشعر بلذة الطعام والشراب وممارسة الجنس وغيرها. ويعتقد العلماء أن "نظرية الدوبامين" ليست كافية لتفسير عملية الإدمان من الناحية البيولوجية.
وفي نهاية العام الماضي 2001م اقترب العلماء من حل "لغز" إدمان الكحول والمخدرات بعد أن أظهرت دراسة أجريت على الفئران في جامعتين أمريكيتين أن الجزء الذي له علاقة بالإدمان في المخ ينتج مواد تشبه المورفين تسمى "إندورفين" استجابة لتأثير الكحول أو الكوكايين أو الأمفتامين. وقال الباحثون: "إن الإندورفين ربما يكون السبب الذي يروِّض الدماغ ويجعله مدمنا أو محتاجا إلى هذه المواد." ويفترض العلماء أن الزيادة في مادة الإندورفين -المتسببة عن المخدرات- ربما تساهم في تعزيز وتحفيز خصائص الكحول والمخدرات المحفزة للأعصاب. وقدمت نتائج هذه الدراسة تفسيرات جديدة لبعض الألغاز التي أخذت تتناغم مع بعضها كي تنتهي بحل اللغز الكبير وهو أسباب الإدمان.
ويبدو أن إدمان الكحوليات له علاقة بالمستقبل العصبي الذي يستقبل المخدر، وليس بالمادة الكيماوية ذاتها. وقد اتضح ذلك من دراسات أثبتت أن كثيراً من الحيوانات المدمنة لديها عدد أقل من المستقبلات العصبية التي تسمى مستقبلات 2. ولحل هذا اللغز استخدم العلماء في معمل "بروكهافن" الوطني في نيويورك علاجاً جينيا لزيادة كمية المستقبلات العصبية في مخ الفئران ووجدوا أن الفئران ذات المستقبلات العصبية الأكثر لا تشرب مواد كحولية مثل غيرها من التي تخضع للتجربة دون العلاج بالجينات.
وقد لا تؤدي هذه النتائج إلى وسيلة لعلاج الإدمان عند الإنسان في وقت قريب؛ لأن العلاج الجيني ما يزال في حقل التجريب، ولأن هذه الدراسة كانت مجرد خطوة أولية نحو معرفة تأثير المستقبلات العصبية على السلوك. غير أن الدراسات الحديثة والمشاريع العلمية الحالية قد تساعد الباحثين في تطوير علاج طبي سحري يقضي على الإدمان بكل أنواعه | |
|
الحريف عضو أسطـــــــــورة
عدد الرسائل : 22039 العمر : 36 المزاج : الحمد لله على كل حال نقاط : 37349 تاريخ التسجيل : 01/04/2009
| موضوع: رد: كيمياء المخ.. آفاق جديدة لعلاج الإدمان الإثنين 23 أغسطس 2010 - 20:17 | |
| موضوع جميل يا عمر شكرا يا عمر | |
|
عمر عضو أسطـــــــــورة
عدد الرسائل : 8564 العمر : 36 البلد : دمياط الهوايات : شطرنج - رياضة (حديد-لياقة-جري-سباحة بظروفها) - قراءة ..كفاية عليكوا كدا المزاج : الحمد لله نقاط : 8691 تاريخ التسجيل : 18/11/2008
| موضوع: رد: كيمياء المخ.. آفاق جديدة لعلاج الإدمان الإثنين 23 أغسطس 2010 - 21:01 | |
| العفو شكراً على المرور يا حريف | |
|