يقول راوي القصه : كنت علي موعد مع صديق في مقهي احدي الفنادق ، وصلت الي قاعه المقهي قبل الموعد بساعه فذهبت الي زاويه هادئه
خافته الاضاءه فتقدمت الي من هو جالس علي تلك الاريكه لاهنئه لاختياره هذه الزاويه الهادئه ...فوجدت رجلا في الخمسينيات وعيناه تخفيان
دموع خائفا من ان يراها احد .....فقلت له السلام عليكم ....فقال وعليكم السلام .....وسكت
فقلت هل يمكنني الجلوس ام انها محجوزه ؟؟؟؟؟ فقال : نعم تفضل
فجلست وانا ساكت .....ولكن كيف للثرثار بان يجلس دون ان يعذب لسانه ....
فقلت : عفوا ..ولكن لماذا تعذب عينيك وتمنع دمعتيك من التدحرج علي خدك ...لو كنت مكانك لارحت عيني من تحمل حراره الدمع الحزينه
وارسلتها علي خدي .......فما ان سمع كلامي حتي تدحرجت الدموع علي خديه ......
فقلت : لابد انك تذكرت اناسا اعزاء عليك !!!
قال : وما يدريك ؟؟؟؟ قلت : اري معزتهم في عينيك ...ومتي ستلقيهم ؟؟؟؟؟؟؟ قال : والله اتمني في كل لحظه ولكن المسافه بعيده جدا ....
فقلت ايها العاشق اخبرني بقصه عشقك ...قال ساخبرك ولكن لابد ان اصحح معلومه ياسمين هي ابنتي التي كانت تبلغ من العمر 10 سنوات
ففوجئت بالمعلومه .......فقال هل تحب ان تسمع قصه حبنا الكبير ؟؟؟؟
قلت نعم وبكل شوق ....قال رزقني الله بولد وبنت كان ولدي احمد يكبر ياسمين بثمان سنين .......كانت ايه من الجمال لها وجه نوراني وملائكي
ومع بلوغها التسع سنوات رايتها من تلقاء نفسها تلبس الحجاب وتصلي وتواظب علي قراه القران فكانت كلما انهت واجباتها الدراسيه تفترش سجاده
صلاتها وتبدا في ترتيل طفولي ساحر للقران فكنت اقول لها قومي العبي مع صديقاتك كانت تقول : صديقي هو قراني وصديقي هو ربي ونعم
الصديقثم تواصل القراءه وكانت تشتكي ياسمين من الم ف بطنها ولكن تاخذ المسكنات ولم اعطي للامر جديه حينها وبعدها انتقلت للعمل في
امريكا فلما عاود الالم اليها اخذتها لطبيب متخصص وقال سوف تظهر النتائج بعد اسبوع وعندها طلب مني الطبيب الحضور العاجل وباصطحابي
ياسمين فذهبنا اليه وقال تفضل في الغرفه الاخري
وفي الغرفه انزل الدكتور علي راسي صاعقه ..........تمنيت عندها لو ان الارض انشقت وبلعتني ..فقال منذ متي وياسمين تعاني من المرض ؟
قلت منذ سنه تقريبا وكنا نستعمل المهدئات وتتعافي .فقال الطبيب ولكن مرضها لا يتعافي بالمهدئات ...انها مصابه بسرطان الدم في مراحله
الاخيره جدا ....ولم يبقا لها من العمر الا سته اشهر ...فلم اتمالك نفسي وانخرطت في البكاء فلما سمعت زوجتي صوتي دخلت ولما علمت اغمي
عليها وهنا دخلت ياسمين وابني احمد والذي احتضن اخته وقال : مستحيل ان تموتين .......فقالت ياسمين ببرائتها المعهوده اموت؟؟؟ يعني ماذا
اموت ؟ فتلعثم الجميع ثم قال الطبيب : يعني سترحلين الي الله ........قالت حقا سارحل الي الله ؟ وهل هو سيئ الرحيل الي الله ؟ الم تعلماني يا
والدي بان الله افضل من الوالدين والناس وكل الدنيا ؟ وهل رحيلي الي الله يجعلك تبكي يا ابي ويجعل امي يغمي عليها ؟ !!
وقع كلامها البريئ وقع صاعقه اخري ........فهي تري الموت رحله شيقه فيها لقاء الحبيب ......
مضت السته اشهر ثقيله وحزينه علي اسره ستفقد ابنتها المحبوبه ....ولكن العكس كان لياسمين كل يوم كان يزيد تقربها من ربها ....
وحان يوم رحيلها ، واشرق بالانوار وجهها ، وامتلات شفتاها بابتسامه واسعه ، واخذت تقرا سوره يس التي حفظتها وبعض السور الاخري وايه الكرسي .........
ثم قالت : تنح يا والدي قليلا فان سقف الحجره قد انشق واري اناسا مبتسمين لابسين البياض وهم قادمون نحوي ويدعونني لمشاركتهم في التحليق
معهم الي الله تعالي .
.......وما لبثت ان اغمضت عينيها وهي مبتسمه ورحلت الي الله رب العالمين .......
ثم اجهش الاب في البكاء وبكا بكاء مريرا ........
*****************************************************************
اسفه بجد لاني طولت عليكم لكن لما قراتها اثرت فيا كتير وقررت اني لازم انزلها واعرف رايكم فيها
لو عجبتكم بالله عليكم تدعولي