الخميس, 11 يناير, 2007
وا معتصماه .. وا إسلاماه ( منقول من منبر دنيا الوطن )
إمراة مسلمة تنادي المعتصم.. وتستنجد بالقرضاوي.
ديموقراطية فرنسا ينتهكها التمييز العنصري
الوقت : 10 مساء
اليوم : الخميس
التاريخ: 4/1/ 2007
المكان: بوابة رقم 4 – مطار شارل ديجول- فرنسا
أتقدمُ بلباسي الإسلامي المحتشم نحو بوابة دخول الطائرة القطرية رحلة رقم (016( QRالمتجهة إلى الدوحة . أضعُ كل حاجياتي في جهاز الكشف ؛ أدخلُ عبر الجهاز الآخر . لم يرن أي جرس من الجهاز . يوقفني رجل أمن صارم القسمات ويأمرني بخلع الجاكيت الطويل . أقول له لايجوز لأنه يكشف عورتي وأنا انسانة مسلمة. وحدث نفس الشيء لابنتي . يتقدم زوجي محاولاً توضيح الموقف لرجل الأمن ؛ وبأنني مستعدة لخلع الجاكيت وراء الستارة الموضوعة لمثل هذه الحالات ، ويؤخذ الجاكيت ليوضع داخل الجهاز . وفعلا يأخذون الجاكيب وأبقى أنا وابنتي – كمجرمتين- نطلُ من خلف الستارة بانتظار الجاكيت !! يأخذون الجاكيتين ويأمروننا بأن نخرج –أمام الرجال – ونحن كاشفات اليد والنحر ونلبس بنطلونات . يتقدم منا مسؤول في الخدمة الأرضية – وليس من الأمن – وبلهجة تخلو من التهذيب بأنه سوف يأتي إلينا بالشرطة !! يدركون في الغرب كم يخاف العرب والمسلمون من الشرطة !!؟.. قال له زوجي احضروا الشرطة !! انكم لم تجدوا أي شيء معنا يستدعي كل هذه الإجراءات!! في هذه الأثناء يتناول أحد مفتشي الجمارك حقيبتي وحقيبة ابنتي ويفرغ كل ما بهما ويلقيه في كيس خلفه .. رغم أن قلم الشفاة والتحديد ليسا من السوائل التي يُحرم القانون دخولها إلى الطائرة . يتقدم زوجي محاولاً "استجداء" رجل الأمن بأن الطائرة سوف تتأخر وليس هنالك داع لكل هذه المسرحية الطويلة .. ويقول لرجل الأمن بأن ديننا يحرم خروج المرأة أمام الرجال بهذه الطريقة .. يرد رجل الأمن : دينك لك.. وأنا أقوم بأداء مهمتي ولايهمني دينك !! يتكهرب الجو أكثر حيث مَثلنا أنا وابنتي وزوجي أمام رجليّ بوليس وكأننا مجرمين . في تلك الأثناء يقوم شاب من الأمن – تبدو ملامحه عربية – برمي ماقيمته 800 يورو من أدوات التجميل التي لم أفتحها _ يعني جديدة _ وهو يقول : أنتم مسلمون .. أنا يهودي .. ويفاخر وهو يهز رأسه مستهزئاً : لن تأخذين شيئاً ..
اضطررنا أن نخرج أنا وابنتي أمام الرجال بصورة لا تليق بنا كمسلمتين. دخلنا القاعة نحو الطائرة ؛ وإذا برجل الخدمة الأرضية يصرخ فينا_ اذهبوا إلى بلادكم لاتعودوا.. كرر العبارة مرتين باللغة الانجليزية. رد عليه زوجي بأن مايقوله يناقض الديموقراطية الفرنسية التي نحترمها..فنحن نأتي للسياحة ونتصرف في حدود القانون ؛ وليس في خصالنا مخالفة الأعراف أو الانتماء لجماعات تعتقدونها إرهابية . كرر الرجل عبارته وهو يهز رأسه بسخرية : Go to your home (إذهبوا لبلادكم)!؟ هل هذه أصول الضيافة الفرنسية ؟ وهل ترضى الحكومة الفرنسية الديموقراطيه بهذا السلوك !!؟
إن الحالة التي مررنا بها لا تفسير لها سوى روح عنصرية تلبّست العاملين في تلك القاعة ؛ ولقد ثبت ذلك من عدم تفتيش امرأة عربية كاشفة .. ولم يفتحوا شنطة يدها ويعبثوا بمحتوياتها ويلقونها في (الزبالة) . كما أن ترديد الشاب – ذي السحنة العربية – بأنه يهودي ؛ أمام الناس وهو يبتسم ابتسامات صفراء في وجه ابنتي دليل على عنصرية واضحة .
إنني هنا استصرخ ضمير الأمة المسلمة .. وضمير معتصم عربي يرفع هذه القضية إلى وزارة الخارجية الفرنسية لفتح ملف تحقيق شامل في ملابسات ماحدث ؛ خصوصاً وأن الجاكيتين ظهرا سليمين ولم يكن بهما ما توقع رجال الأمن . بل لم يكن الأمر ليستحق أن يأخذ هذا المنحى ؛ خصوصاً بعد أن تم إدخال الجاكيتين في الجهاز وتأكدوا من سلامتهما .
إن العبارت التي وردت على لسان رجال الأمن الفرنسيين ؛ والمفتش – الذي تبدو عليه سحنه عربية ويفاخر بيهوديته ؛ ويهزأ بالمسلمين ، وكذلك رجل الخدمة الأرضية ؛ لا شك تخرج عن أصول الضيافة الفرنسية والقانون الفرنسي الذي لا يفرق بين الناس على أساس اللون أو المذهب أو اللباس .
إنني استصرخ رجال الدين وعلى رأسهم فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي – الذي يحمل شعار الوسطية ويقود حملة حوار الأديان – أن يتصدى لهذه القضية ويوصلها إلى المنابر الدولية والجمعيات الحقوقية الاسلامية والمسيحية ؛ على أن ما حدث إهانة للمسلمين بلا سبب . وتصرف غير لائق من مسؤولين فرنسيين اعتمدوا على اللباس الإسلامي كوسيلة لتحقير إمراتين جُرمهما أنهما مُسلمتان !!
لقد كشف رجال الأمن في مطار (شارل ديجول) عن عوراتنا دون حق .. بل لأننا نلبس اللباس الإسلامي المحتشم ؛ وفي ذلك نظرة عنصرية لا يسمح بها القانون الفرنسي .
فيا أيها المعتصم العربي حان وقت رفع الأذى عن مسلمتين اصابهما التعصب العنصري الأعمى على يد مسؤولين فرنسيين يفاخر أحدهم بأنه يهودي .. وذلك أيضاً نوع من التمييز يعاقب عليه القانون الفرنسي .
ويا شباب المسلمين .. أدعوكم لأن تمطروا وزارة الخارجية الفرنسية بخطابات الاحتجاج والسعي لمعاقبة المتشددين العنصريين في تلك الليلة التي ( خرّبت) رحلة استجمام إلى بلد الثقافة والديموقراطية والحريات .
إنني إمرأة مسلمة وابنتي فتاة مسلمة قد لقينا إهانة كبيرة في (مطار شارل ديجول) ولابد من رد اعتبارنا ومحاسبة رجال الأمن الذين شوهوا صورتنا الإسلامية وحجزونا وصنعوا " مسرحية " لا داعي لها أدت إلى أن نكون أنا وابنتي ( فرجة) للمسافرين من جنسيات مختلفة ؛ ناهيك عن روح الاشمئزاز منا وهز الرؤوس والتلفظ بعبارات يشتم منها رائحة النفور والاستهزاء بنا كمسلمين .
إنني أدعو صاحب كل قلم شريف أن يستنكر هذا الفعل العنصري – الذي تم توجيهه للإسلام – عبر إهانتي وإهانة ابنتي – وأدعو الجمعيات المناصرة لحقوق الإنسان للوقوف إلى جانبي ؛ علما بأننا لم نعترض على الإجراءات الأمنية ولم يطلق جهاز الأمن أي صوت عندما مررنا من خلاله. كما ندعو الجمعيات الفرنسية إلى الوقوف معنا ضد تصرفات رجال الأمن ؛ خصوصاً وأننا كنا سنطير على طائرة قطرية ؛ وحبنا لوطننا وتربيتنا تمنعنا من أن نسبب أي أذى لأي كائن . كما أننا نعيش في رخاء ومحبة داخل وطننا ولا يوجد بيننا من يمكن أن يفكر في أن يكون ما فكر به رجال الأمن في المطار المذكور .
وأخيراً .. فإن هذه القضية قضية عنصرية ضد الإسلام في المقام الأول .. وتجب إثارتها من هذا المنطلق ؛ لكي يعرف العالم مدى " تجاسر" اليهود في العقلية الغربية التي تمارس الديموقراطية بأشكال انتقائية .. وأن هؤلاء يتلذذون في إهانة المسلمين ..واتخاذهم اللباس الإسلامي رمزاً للإرهاب والاستعداء .
أختكم المسلمة
عائشة محمد عبدالله
مواطنة قطرية
للتواصل مع القضية : بريد ألكتروني:
hamsalkhafi@hotmail.comأضافها ماجدة سليمان في مقال سياسي @ 05:12 م