[د. عبد المنعم عمارة يكتب: لا يوجد فارس ولا حصان.. يا ألف خسارة على الزمالك
١/ ٣/ ٢٠٠٩
الزمالك كمان وكمان
طيب، ماذا يمكن أن أكتب وأنا لسه جاى طازة من العمرة التى أرجو أن يتقبلها الله، الذين زاروا مثلى الرسول محمداً عليه الصلاة والسلام، والذين صلوا أمام الكعبة الشريفة، والذين قبلوا الحجر الأسعد مثلى يعرفون كيف تكون العودة، يعرفون أن الإنسان عندما يعود يحاول ألا ينسى طعم الزيارة وأن يعيش أطول فترة ممكنة فى هذه الروحانية التى تسيطر على الإنسان.
وجدت أنه من الصعب أن أكتب هذه المقالة خاصة أننى كنت شبه معزول عن الأحداث الجارية فى مصر سواء السياسية أو الرياضية، ولكن مطاردة الأخ على السيسى والمطالبة بالمقال تجعلنى أخرج من هذا الجو الذى أعيشه، وأمسك الورقة والقلم وأحاول أن ألملم أفكارى وأركزها فى الذى سأكتبه.
معادلة صعبة.. كيف يمكن وأن الواجب علىّ ألا أجيب سيرة أحد ولا أنقد أحداً، وأنه غير مطلوب أن أكتب على راحتى.
عزيزى القارئ..
أقول لحضرتك ماذا فعلت فى هذه الإشكالية، أمسكت ورقة وقلماً وأحضرت جرائد يومية وراجعت ما كتب فيها ثم كتبت أهم المواضيع والأحداث وأغمضت عينىّ ووضعت إصبعى على المكتوب وكان أولها هو موضوع نادى الزمالك، وصادف ذلك الموضوع هوى فى نفسى، فالزمالك هو نجم الشاشة الآن والبطل الأوحد على الورق وليس فى الملعب.
نادى الزمالك، يا حضرات، طوال عمره سقف طموحاته لا نهائى مثل الدورى المصرى وبطولة أفريقيا والسوبر بكل أنواعه، فجأة تبخر هذا الكلام وبدأ الكلام عن المركز السادس ثم تحول إلى المركز العاشر ثم بدأت نغمة إمكانية الهبوط إلى الدرجة الأولى.
موقفهم، والقياس مع الفارق، مع القضية الفلسطينية التى بدأت بحلم تكوين دولة فلسطينية وانتهت إلى أمل فتح المعابر مع مصر والأردن وإسرائيل.
والفلسطينيون يقولون: «راجعين راجعين» والزمالك يقول: «راجع راجع».
إذن حتى الآن سقط الحلمان.. حلم إقامة دولة فلسطينية وحلم إقامة دولة زملكاوية كروية كبرى.
والغريب أن الأبناء هنا وهناك هم سبب تعثر تلك الأحلام وهذه الطموحات.
أسرة نادى الزمالك أو بعض أفراد أسرة نادى الزمالك تراه كأنه الرجل العجوز كبير العائلة الغنى والمشهور، والذين يريدون موته ليرثوه ويرثوا أمواله ويرثوا شهرته، هم يبدأون فى تقسيم التركة قبل الموت، لم يفكروا فى نقله للمستشفى المناسب أو فى وضعه فى غرفة الإنعاش، لم يطلبوا له أكابر الأطباء لعلاجه، كل ذلك غير مهم.
فالمهم هو أن يقول كل واحد ماذا سأحصل أنا؟ كيف أسبق الجميع فى الحصول على الميراث، نسوا أن الزمالك كبير ومتسع للجميع، هان الزمالك على الجميع، مع أنهم لو عاملوه كالعمدة فى الريف الذى عندما لا يستطيع الحركة يوافقون على أن الكرسى الذى يجلس عليه والعباءة التى يلبسها هى التى تحكم وتجعلهم يخضعون ويسمعون الكلام حتى لو فقد العمدة القدرة على الحركة أو على الكلام.
وللأسف لم يقرأوا تلك القصة الشهيرة التى كنا ندرسها فى الابتدائى والتى تحكى عن أن رجلاً عجوزاً شارف على الموت وجمع أبناءه ووضع أمامهم حزمة حطب صغيرة وطلب من كل منهم أن يكسر حطبة واحدة فقاموا بذلك بكل سهولة، ولكن عندما جمعها فى ربطة واحدة وطلب منهم كسرها لم يستطيعوا، فهو يريد أن يقول إن الجماعة لا يمكن تكسيرها، وأنهم عندما يتوحدون لن يهزمهم أحد.
وللأسف أيضاً لم يقرأ واقعة الرجل العجوز الذى جمع أولاده عندما شعر بدنو أجله وطلب من أبنائه الثلاثة أن يذهبوا ليحضروا له دواء قد يشفيه من مكان بعيد، وأن أمامهم طرقاً ثلاثةً هى: سكة السلامة، وسكة الندامة، وسكة اللى يروح ميرجعش.
هؤلاء الأبناء منهم من اختار السلامة، والثانى الندامة، والثالث اللى يروح ميرجعش، مشكلة هؤلاء مع الزمالك أن أعينهم لم تر طريقاً اسمها سكة السلامة ولكنهم ذهبوا إلى سكة اللاعودة وأخذوا معهم الزمالك الذى ذهب إلى بعيد وهم ونحن لا نعرف هل سيعود أم لا، هم سيحاولون العودة للنجاة بأنفسهم وليس مهماً عودة الزمالك الفعلية لا الكلامية.
فى القصة السابقة الشاطر حسن هو الذى وصل إلى سكة السلامة وهو الذى أنقذ والده من الموت.
ويتبقى السؤال: من هو الفارس الذى سيأتى على حصان أبيض لينقذ نادى الزمالك؟
سألت زملكاوياً شديد الحب للزمالك عن هذا الفارس، رد علىَّ دون تفكير: «يا عم انسى، فليس هناك فارس ولا حصان ولا حتى زمالك». ويا ميت خسارة وألف خسارة عليك يا زمالك.
■ الدورى عندهم وعندنا.
- أقر وأعترف أنا الموقع أعلاه بأننى أستمتع وأحس بالسعادة وأحب الحياة قبل وبعد مشاهدة أى مباراة فى الدورى الإنجليزى، وأقر وأعترف كذلك بأننى لا أشعر بهذا الشعور مع الدورى المصرى، تقول فرق بين السماء والأرض، أقولك آه، تقول فرق بين الجمال والوحاشة، برضه أقولك آه.
- فى مجلس الشعب عند مناقشة مشروعات القوانين المقدمة تبدأ مناقشة هذه القوانين من ناحية المبدأ وذلك قبل مناقشة مواد القانون نفسه، وما أكثر ما سمعنا الدكتور فتحى سرور، رئيس المجلس، وهو يقول: الذى يوافق من ناحية الشكل يرفع إيده، أرجو أن تأخذ بالك من حكاية يرفع إيده دى، فلا يوجد مثل ذلك فى برلمانات العالم، كله بالتصويت الإلكترونى.
والشكل هنا المقصود به مدى مواءمة القانون للمصلحة العامة ومصلحة الناس ومدى المواءمة فيه.
- أتعجب كثيراً عندما أقرأ أو أستمع إلى من يتحفوننا بنفحاتهم خاصة عندما يقولون إن الدورى المصرى أحسن دورى، وأنه روعة الروعة، ومفيش أحسن من كده.
ويتملكنى العجب أكثر أن الدورى المصرى معروض فيه مائة وعشرون مليون جنيه، ولا يتملكنى العجب عندما يكتب الناقد حسن المستكاوى عن أن ذلك العرض عرض من شركة يهودية وأنه عرض احتكارى، أى يمكن لهذه الشركة أن تبيعه للآخرين بالشىء الفلانى.
طيب لو أنا حاولت أن أتكلم عن الدورى من ناحية الشكل.. والشكل هنا غير الشكل فى مشروعات القوانين، يعنى السؤال: هل الدورى المصرى له استايل «style» أى له شكل وطعم خاص، يعنى مثلاً عندما تشاهد مباراة فى كرة القدم يمكنك بنظرة سريعة أن تقول هذا دورى مصرى. فقط انظر لحالة الملعب ومنظر اللاعبين وهم يتمشون فى الملعب لتصدر حكماً قاطعاً وتقول بينك وبين نفسك: «هو ده حبيبنا الدورى المصرى».
طيب تعالى نقارن من اللحظة الأولى لأى مباراة أوروبية، اللاعبون فى منتهى الأناقة بدلة كاملة، كرافتة لون فانلة النادى، الزرقاء مثلاً تفهم أنهم تشيلسى، والحمراء مانشستر، لاحظ أجسام اللاعبين والثقة والتركيز وهم ينزلون من الأتوبيس وفى آذانهم سماعات «i.pod» كل منهم يستمع إلى الموسيقى أو الأغنية التى يحبها، ولم لا فهو ذاهب يلعب، أى يستمتع ويمتع الآخرين، يعنى لازم يذهب للملعب وهو رايق وسعيد.
طيب انظر إلى المنطقة التى يخرجون منها إلى الملعب، جمال إيه.. نظافة إيه.. ولاحظ كيف يخرج كل لاعب للملعب وفى يده طفل صغير جميل يلبس فانلة النادى الذى يمشى معه. وقد شغلنى سؤال هايف:أين يا ترى يذهب هؤلاء الأطفال؟ طبعاً عرفت أن لهم أماكن مخصصة فهم لا يتركونهم يلوشون فى المدرجات.
طيب من فضلك هل لاحظت أى أسوار حديدية بين الجماهير والملعب؟ طبعاً لا، فالأسوار فى رأيهم هى للحيوانات وليست للبشر، وأرجوك أن تلاحظ أن جماهير إنجلترا هى الأسوأ فى العالم ومع ذلك لا يحدث شىء. كل ذلك كوم والملاعب ممتلئة عن آخرها. طبعاً لا تقارن مع ملاعب مصر، فالجماهير تخاصم الملاعب وجماهيرنا أصبحت جماهير تليفزيونية.
بلاش كل ده.. هل رأيت مباراة فى مصر تبدأ فى موعدها؟ بالطبع لا، وأنت لا تفهم مسؤولية من، تتوه معهم خاصة أنهم مرة يقولون مسؤولية المراقب، وأخرى أنها مسؤولية الحكام.
عزيزى القارئ..
نحن لا نطلب المستحيل، والموضوع لا يحتاج ميزانيات ضخمة.
فقط شىء من التنظيم والجدية.
ثم يقولون لك إنه أحسن دورى.
طبعاً يقولون، مش القرد فى عين أمه غزال، ومين يشهد للعروسة، ده إذا كان فيه عروسة أصلاً.
من فضلكم قولوا ما تريدون، ولكن والنبى بلاش تقولوا بالروح والدم نفديك يا دورى.
مشاعر
■ ■ جوزيه المدير الفنى للأهلى.. الفرق بينه وبين مواطنه مورينهو المدير الفنى السابق لتشيلسى والحالى لإنترميلان، هو كالفرق بين كريستيانو رونالدو وميسى وكاكا ورونالدينهو.. وبين أى لاعب مصرى محلى.
■ ■ جمال حمزة.. يطوّل شعره، مش نافع ، يقصّر شعره برضه مش نافع، يخيل إلىّ أن مشكلته فى التجديد هو أنه يلعب وفى عقله الباطن المستشار مرتضى منصور.
■ ■ الأمير سلطان بن فهد.. اختلفت قليلاً واتفقت كثيرًا مع الراحل الرائع الأمير فيصل بن فهد، ومع ذلك كنت أرى أن الاتحاد العربى بدأ من المملكة العربية السعودية ولابد أن يظل بها إلى الأبد، أنا مع الأمير سلطان، ولست مع الصديق محمد بن همام الذى أعلن ترشيح نفسه رئيسًا للاتحاد العربى، أخشى أن يخسر فى النهاية موقعه المهم الكبير فى الفيفا وكذلك موقعه كرئيس للاتحاد الآسيوى.
■ ■ د. مفيد شهاب.. أحسده على مواهبه المتعددة، فمن الدفاع وتبرير أخطاء الحكومة فى مجلسى الشعب والشورى والإعلام إلى رئاسة لجنة مونديال بكين، غير أنه قدم تقريرًا وافيًا عن مشكلة الرياضة فى مصر، دوره كان مهمًا فى الوساطة بين الأطراف المتصارعة سواء مع المهندس حسن صقر أو اللواء منير ثابت أو الدكتور حسن مصطفى. وفى تهدئة الأجواء الساخنة للرياضة المصرية.
■ ■ أمير عبدالحميد.. مشكلته مع الحضرى كمشكلة بعض وزراء الخارجية مع عمرو موسى.. هو رجل جاد يفتقد القبول الجماهيرى، الذى كان يميز الحضرى.
■ ■ أحمد شوبير.. هل يختار معاركه أم تفرض عليه، معارك متعددة ولكن أقواها دخوله فى معارك كان مكتوبًا عليها «ممنوع الاقتراب» وأخرى ذات خطوط حمراء. مثل معركته مع بعض جماهير الأهلى ومع المستشار مرتضى منصور، هل ما يقوم به استقواء قلب، أم جسارة أم عمليات انتحارية.
■ ■ أبوالمعاطى زكى، رئيس تحرير نجم الجماهير، صحفى شاطر ومشاغب ينتمى إلى مدرسة الكاتب الكبير محمود السعدنى هو والصحفيان أسامة خليل وجمال العاصى، تحقيقه عن الحضرى والراقصة فيه شطارة صحفية، ومع ذلك يتساءل الخبثاء: هل لو كان الحضرى مازال بالنادى الأهلى هل كنا سنرى هذا التحقيق.
■ ■ الفنان محمود الجندى.. يقدم أجمل الإعلانات الهادفة، صوت جميل معبر، أداء رائع، شعار جميل، «احسبها صح تعيشها صح» السؤال هل كان هذا هو شعار محمود طوال حياته، ممكن آه، ممكن لا.
■ ■ د. على فرج الله، الرئيس المؤقت للنادى المصرى، سار على درب أجداده الفراعنة.. سنة تغيير ما فعله الآخرون، أكبر أخطائه التغيير غير المبرر لحسام حسن، كمدير فنى للمصرى، تغيير متسرع هوائى يدفع المصرى ثمنه الآن.
■ ■ محمد حسام، رئيس لجنة الحكام، لم يستقر على اللجنة المعاونة، يرغب فى الانتقال من المقر الحالى بالاتحاد، سيدنا إبراهيم ترك رسالة لابنه إسماعيل بأن يغير العتبة، غير العتبة يا كابتن حسام.