“ضفدع يمكنه قتل 10 رجال في نصف دقيقة
عند الحديث عن الكائنات السامة، فإن أول ما يخطر على الأذهان الثعابين أو الأصلات العملاقة أو العقارب ولدغاتها المميتة، وقد يتخيل البعض أنه نوع من الأسماك أو الاخطبوطات النادرة التي تقبع في أعماق المحيطات المظلمة، ولكن علماء الأحياء يرون غير ذلك فأخطر مخلوق سام عرفه العلماء والباحثون حتى الآن هو نوع من الضفادع ذات ألوان زاهية براقة تمتزج ببعضها البعض كلوحة فنية رائعة.
وعلى الرغم من هذا الجمال والألوان الأخاذة إلا أن علماء البيئة والأحياء يؤكدون أن سم هذا النوع من الضفادع كافٍ لقتل رجل بالغ خلال ثلاث ثوانٍ فقط، وما يزيد من خطورتها هي أن سمها ينتقل بمجرد اللمس، فبمجرد لمس جلدها الملون الجميل صاحب الألوان الزاهية يكون كل شيء قد انتهى، حيث تغطي جلدها مادة مخاطية لزجة سميكة شديدة السمية، تسمى “باتراكوتسينا”، حيث يكفي هذا السم لقتل 3000 فأر في لحظة واحدة، كما يكفي لقتل فيل على الفور، وهو أيضاً كافٍ لقتل ثمانية رجال في أقل من دقيقة، ويكمن خطر هذه المادة السمية الشديدة بأنه يسبب سكتة تنفسية فورية لا يمكن معالجتها.
القفزة المميتة
ومما يزيد من حجم هذه المشكلة أن تلك الضفادع صغيرة الحجم، حيث تتراوح ما بين 2سم إلى 5سم، وتتفاقم المشكلة أيضاً حين نعلم أن “قنبلة” السم هذه باستطاعتها القفز من 20سم إلى 30سم، وبسبب لونها المشابه للأشجار والأوراق والزهور الملونة، فهي ماهرة في الاختباء بين المروج والأزهار والأوراق، وقد يباغت أعداءه بقفزة من أعلى شجرة أو من وسط زهرة، وللعلم فهي ضفادع ليست برمائية وليست سباحة كمثيلاتها من الضفادع الأخرى، ولكنها لا تبتعد عن الماء، حيث انها تضع بيضها في بيئة مائية على حافات البرك والمستنقعات وبين تجويف النباتات، حتى يفقس ويتحول إلى شرغوف “صغير الضفدع”، ويظل يعيش بالقرب من الماء حتى تتكون له الرجلين الخلفيتين القويتين، والأيدي الأمامية، ويختفي الذنب. حينها يخرج من المحيط المائي وينمو ليكون ضفدعاً كامل النمو، وهي تعيش في مختلف مناطق العالم الإستوائية وبشكل خاص تعيش في أمريكا الجنوبية والوسطى،
وهناك أنواع منها تعيش في مدغشقر ونيوغينيا، أما موطنها الأصلي فهو كولومبيا، ومنها ما يعيش في الغابات الممطرة الاستوائية، وتعيش على جذوع الأشجار، ومنها ما يقطن الجبال الاستوائية، وعلى ارتفاعات تزيد عن 2000 إلى 3000 متر عن سطح البحر، ويسميها البعض بالسم الزركش.
الجمال السام
والغريب أن من هواة ومحترفي تربية الضفادع السامة من يقتني هذا الضفدع السام، بل وله محبوه الذين يجمعونه في أحواض خاصة، وذلك لجمال ألوانه الخلابة، ولكنهم على خبرة ودراية تامة بالتعامل مع هذا النوع السام الجميل، فبعد اقتناء هذا الضفدع السام وتربيته في أحواض خاصة يقوم الهواة بتغيير نوع الطعام الذي اعتاده الضفدع فيفقد سميته تدريجياً ويضعف كثيراً، ولكنه لا يتلاشى.