بأى حال جئت يا عيد ... قصة قصيرة من تأليفى

يحس بالعطش على نحو مفاجىء كعادة كبار السن او من رحل بهم العمر الى ارذله..

فيقوم ليذهب الى دورة المياة التى تقع على شماله من موقعه بوسط غرفة المعيشة بشقته التى يقطنها

بمفرده ..لكنه لم يستطع القيام حيث ان الشرائح المثبتة بقدمه منعته هذه المرة

احس بعبرة _ دمعة _ ساخنة تسيل على وجنته اليمنى فهو الذى كان ملىء السمع والبصر منذ عشر

سنوات فقط اصبح الان كائنا ضعيفا مريضا وحيدا بعدما ماتت زوجته الطيبة وتزوج ابنه وبنته وتركوه
وحيدا ولا يزوراه الا فى المناسبات لحفظ ماء وجههم امامه

حيث انه لم يبخل عليهم بشىء وهم صغار فهو الموظف الحكومى المخلص الذى اخلص وتفانى فى عمله

صباحا ومساء وكان يعمل باحدى محلات الملابس الجاهزة كى يتعلم اولاده ويعيشوا حياة ميسورة

كان يعمل لخمسة عشر ساعة متواصلة ولكنه عندما بلغ الستين من عمره ان الاوان للاستراحة من العمل

الوظيفى لكنه ابدا لم يسترح فالجلوس فى المنزل وحيدا بلا عمل هو اكبر عذاب لشحص نشط مثله

حتى عمله بالمحل قد ذهب ادراج الرياح حيث تمر البلاد بحالة كساد مما ادى بصاحب العمل الى توفير
العمال وكان بطلنا منهم

هو الان ينام ليلا ونهارا ولا يفعل فى يومه سوى طهو بعض المأكولات التى يعرف طهيها ويقرا الجريدة

وينام ليحلم بكوابيس مفزعة يقوم على اثرها من نومه وجسده كله مبللا بالعرق

يتصل بأولاده فيرد حفيده ليخبره بأن امه نائمة والطفل البرىء ينسى السماعة مرفوعة فيسمع الكهل

العجوز صوت ابنته وهى تقول _ شاطر ياحبيبى _

حتى ابنه الاكبر عندما ينظر فى عينه الشابة يحس وكأنه يقول له .متى ستموت كى ارثك ؟

يهبط ادراج بيته ليذهب الى احد اصدقائه فى العمل والذى احيل للتقاعد بدوره ويطرق الباب بيديه الواهنتان
اللذان شق فيهما الزمن خطوطه وحفرت بهما الدنيا تجاعيدها

ينتظر اجابة فلا يجد سوى الباب المجاور لشقة صديقه ينفتح واحدهما يقول ان المتوفى قد مات لانه وقع على الارض بينما يهم بالجلوس على الكرسى ولم يحتمل جسد المتوفى المريض اهوال السقطة المفاجأة...

تصعقه الصدمة وكأن احدهم قد سكب عليه دشا من الماء البارد فى صقيع يناير

ينزل ادراج بيت صديق عمره ورفيق حياته والدموع لا تريد ان تخرج من مقلتى عينيه

حتى الدموع تعانده
ربما فقدت عينيه القدرة الفسيولوجية على انتاج الدموع... فينظر الى السماء فى بؤس ويتمتم
انها الشيخوخة تفعل ماتريد

يقترب عيد الاضحى ... انه الموعد الذى ينتظره منذ شهرين حيث ان اولاده يزورونه اول يوم فى العيدين الفطر و الاضحى
فلذات كبده يزورانه يومان فقط فى السنة .........

فينزل ليصلى صلاة العيد وهو مبتسم ومتفائل برغم ان السماء ملبدة بالغيوم

ويعود لبيته ويمنى نفسه بزيارة ابنته الصغيرة وزوجها وابنه الكبير وزوجته وجميع الاحفاد

يعد الدقائق والثوانى وينتظر بين الفينة والاخرى ان يدق احدهم الباب

ويتوقع من سيأتى اولا ويخمن انهاا ابنته لانها عودته على ذلك

ينظر الى عقارب الساعة والسكون المطبق يلتهم روحه

دقات العقارب
يزيد صوتها ارتفاع وبالرغم من سمعه الضعيف الا انه يسمعها بوضوح لتخترق الدقات طبلة اذنه وكأنها تخبره بأن ميعاد قدومهما قد فات

دقات العقارب
تضغط وبقوة على اعصابه التى لا تحتمل مثل هذه المواقف شديدة الصعوبة فيقول لنفسه بأنهم اوشكوا على المجىء....

يتناول الهاتف ليطلب ابنته ويرد حفيده الصغير بأن امه قد ذهبت فى _ مشوار مهم _
وكعادة الطفل الصغير ينسى ان يضع السماعة ويغلق الخط ...وللمرة الثانية يسمع صوت ابنته تقول لحفيده_ هديك عيدية كبيرة المرادى _

وفى هذه المرة انفجر الدمع من مقلتى الرجل العجوز أنهارا ..حتى بللت ذقنه التى حلقها لاستقبال اولاده

وتجاوزت الدموع ذقنه لتبلل ملابسه ويحس حينها بأن قدميه قد تخوناه من فرط الصدمة فيتهاوى على
الكرسى الصغير لكنه يتجاوزه ليسقط على الارض

ولم يحتمل جسده المريض اثار السقطة المفاجئة
يحاول ان يستجمع قواه التى خارت لينطق اى لفظة استغاثة فلا تخرج الكلمة من فمه

وفى هذه اللحظة مر امام عينيه شريط حياته وهو يرى امهما تلد اطفاله
وهو يذهب بابنه الى المدرسة
وهو يعمل حتى الصباح فى دورية كى يسدد لاولاده مصروفات العام الدراسى الجديد
وهو يقبل جبهة ابنته ليلة زفافها
وهو يعطى لابنه النقود كى يدفع مصروفات المستشفى لحظة ميلاد حفيده

يرى كل هذا فى مشاهد متلاحقة تمر عليه كأنها _برومو فيلم اقترب ميعاد عرضه... يعرض المنتج اهم لقطاته على المشاهدين فى دعاية للفيلم كى يدخلوه

واخر المشاهد التى يراها قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة
مشهد زوجته الحنون وهى تموت لتتركه فى وحدة وعزلة لم يجد لها حلا ابدا

لم يجد بعد رحيلها سوء جحود الابناء والفراغ القاتل والمرض وتشابه الايام
يلفظ هنا انفاسه الاخيرة....

وهنا
يدخل ابنه الكبير ويتفحص جثة ابيه باشمئزاز ويتأكد من وفاته ليقول لزوجته بلهجة انتصار

_ اخيراااا مات _
---------------------------------------------------
cut
قمت بتأليفها وكتابتها وانا اجلس امام شاشة الكمبيوترفعذرا لو بها اى اخطاء املائية او درامية

لا اله الا الله
فعلا قصة محزنة جدا
شكرا يا نجم على القصة

بجد يا محمد أسلوبك في الكتابه جااااااااامد :D

بس القصه الي انت كتبها دي بتحصل في الحقيقه كتير جدااااااااااااااااااا بس لازم الابناء دول هيحصل فيهم كدا لازم يعرفوا كان ابوهم بيحس بالام اد ايه

لازم زي مكانوا بيعملوا في والدهم يحصل فيهم

__________________________________________________-

أشهد أن لا اله الا الله و أشهد أن سيدنا محمد رسول الله

اللهم ارحمنا واغفر لنا مسلمين ومسلمات مؤمنين ومؤمنات الاحياء منا والاموات

لا الة الا الله
دوام الحال من المحال
بكرة اولادهم تعمل معاهم اكثر من ذللك
بجد قلمك رائع جدا فى تالق بستمرار
تحياتى
البتاجول

stop كتب:

بجد يا محمد أسلوبك في الكتابه جااااااااامد :D

بس القصه الي انت كتبها دي بتحصل في الحقيقه كتير جدااااااااااااااااااا بس لازم الابناء دول هيحصل فيهم كدا لازم يعرفوا كان ابوهم بيحس بالام اد ايه

لازم زي مكانوا بيعملوا في والدهم يحصل فيهم

__________________________________________________-

أشهد أن لا اله الا الله و أشهد أن سيدنا محمد رسول الله

اللهم ارحمنا واغفر لنا مسلمين ومسلمات مؤمنين ومؤمنات الاحياء منا والاموات

شكرا جزيلا ستوووووب
الحقيقة انا بكتب القصص دى وانا قاعد ع الجهاز
انا حتى مش براجع انا كتبت ايه
اكيد انا عندى احسن من كده
بس مكتوب على ورق
وبكسل انقله على المنتدى فبألف وانا قاعد ع الجهاز
سامحونى بجد لو فيه غلطات فى اللغة العربية
i just try

الحريف كتب:

لا اله الا الله
فعلا قصة محزنة جدا
شكرا يا نجم على القصة

محمد رسول الله
فعلا الحياة مليانة قصص دى جنبها متساويش حاجة
البنى ادم بمرور الوقت وتقدم الزمن بتضمحل اخلاقه يا لؤى
شكرا جزيلا على مرورك الكريم

عمر كتب:

فعلا كان ليك حق تقولي بثقة أدخل شوف القصة اللي كتبتها أسلوب رائع في الكتابة وربط الأحداث والأوصاف ببعضها , التغلغل في النفس البشرية وتشريح خلفيات ردود أفعالها , بتكتب بشكل إحترافي فعلا يا هجام , اللغة العربية كويسة جدا وحرصك على اساخدام كلمات عربية أصيلة ((عبرة بدل دمعة)) شيء جميل جدا ...بإستثناء كلمة بييس :D , بجد أستمر في تمرين عضلة الكتابة عندك مين عارف يمكن ييجي يوم منعرفش نكلمك فيه من الشهرة اللي هتنالها بسبب هذا الأسلوب الساحر في الكتابة :roll: .

ايه ده يا عمر
الكلام الكبير ده كله ليا ؟
لا اكيد انت بتبالغ :)
انا كلمة بيس كاتبها بعد كلمة cut
يعنى بالعربى كده النهاية
يعنى القصة كانت انتهت تماما
لذلك كتبت بعدها بيس ... لان القصة كانت خلصت وانا بس كنت بحط بعدها تنويه او تعقيب بعيد خالص عن احداث القصة
عامة ياسيدى انا شيلتهالك خالص
:D :D :D
شكرا على متابعتك يا عمر

البتاجول كتب:

لا الة الا الله
دوام الحال من المحال
بكرة اولادهم تعمل معاهم اكثر من ذللك
بجد قلمك رائع جدا فى تالق بستمرار
تحياتى
البتاجول

طبعا كما تدين تدان
ومن زرع الشوك اكيد لن يجنى العنب
عامة يا معلم شكرا لمرورك
تقبل تحياتى

يارب يا سالم يارب

يسمع من بقك

ياريت تصلح التوقيع بتاعك
فقنا عذاب النار وليس فنا عذاب النار فى ارخ سطر يا سالم
وشكرا لمرورك الكريم

ما شاء الله عليك يا محمد الى الامام دائما
لا اجد غير انى اقول
اللهم اجعل الحياة زيادة لنا فى كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر

شكرا جيرسى يارب كلنا الى الامام
تقبلى تحياتى على مرورك الكريم
وتقبلى احلى بيس

هقول أيه ولا أيه ولا أيه , العيون حلوة والرموش غنوة والكلام ميطلعش إلا من محمد سمير هجام باشا ...قصة حلوة أوي

واخر المشاهد التى يراها قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة
مشهد زوجته الحنون وهى تموت لتتركه فى وحدة وعزلة لم يجد لها حلا ابدا

لم يجد بعد رحيلها سوء جحود الابناء والفراغ القاتل والمرض وتشابه الايام
يلفظ هنا انفاسه الاخيرة....

وهنا
يدخل ابنه الكبير ويتفحص جثة ابيه باشمئزاز ويتأكد من وفاته ليقول لزوجته بلهجة انتصار

_ اخيراااا مات _


احييك يا محمد احنا طبعا بنشوف المشاكل دى فى الواقع
الا بنعيشه بس مش بنشعر بصعوبته الا لما نقرائه باحساسك العالى
اتمنالك التوفيه يا شاعر ومؤالف هبتدى احقد عليك
ربنا يوفقك

ما شاء الله اسلوبك حاو جدااااااااااااااااااااااااااااا فى الكتابة ...انا حسيت انى بقرا لحد بيكتب من 40 سنة ...

اقصد اسلوبك بيدل على النضج فى كتاباتك...مش حد هاوى

اتمنى فعلا ان انت ان شاء الله تستمر و فى المستقبل ان شاء الله الناس كلها تقرا كتاباتك

فعلا ماشاء الله جميله اوي يامحمد وقصه مؤثره فعلا وللاسف واقعيه وفعلا الاولاد دول لازم ربنا هيعمل فيهم كدا مع اولادهم زي ما عملوا في ابوهم ربنا يوفقك يا محمد وماشاء الله اسلوبك في الكتابه جميل وافكارك اجمل وحافظ علي الموهبه دي لانها نعمه من ربنا ومن نجاح لنجاح ان شاء الله

حلوه جدا جدا
وواقعيه طبعا
مهي الحنيه عامة مش بتشترى
وكما تدين تدان ف النهايه
كلام معروف

بس انت بارع اكتر ف كتابة القصص فعلا

دمت بخير :)

انا مش مستغرب من جمال القصه ؟؟
علشان انت كا كتاباتك جامده؟؟
تسلم الايادى

بجد الكلام وحده مش هيقدر يوفيك حقك
أسلوب ومضمون وإحساس بتوصله بطريقة غير عادية
بجد احنا فخورين بيك يا هجام
ربنا يوفقك

اسلوب جميل ومؤثرة
ومفيش كلام يتقال
ربنا يوفقك