منتخب زامبيا لكرة القدم يطلقون عليه لقب منتخب "الرصاصات النحاسية" .. قالوا النحاسية ولم يقولوا الذهبية أو الفضية أو الحديدية.. السبب أن زامبيا من أكبر الدول المنتجة للنحاس في العالم وتقع ضمن الدول التي يطلق عليها "حزام النحاس
Copper Belt" في قارة إفريقيا وهي تضم زامبيا وكان اسمها قبل الاستقلال روديسيا الشمالية.. وزيمبابوي وكان اسمها روديسيا الجنوبية.. وجنوب إفريقيا وبتسوانا!
أكبر منطقة لاستخراج النحاس في زامبيا هي منطقة ندولا.
إذا ذهبت إلي مناطق استخراج النحاس ستنظر إلي الجبل التي تجري به عملية التعدين ستجد عروق النحاس بامتداد البصر تغطيها الرمال وتكشف الرياح عن بعض الأجزاء النحاسية تغطي عروق النحاس بفضل عوامل التعرية الجوية بطبقة أشبه بالطين أو الصدأ وهو ما نقول عنه في بلادنا عندما يتحول لون حلل النحاس إلي الأخضر أو الأزرق ونقول الحلل مجنزرة ولابد أن ترسل إلي مبيض النحاس ليبيضها أي يزيل من عليها الجنزارة.
هذه القشرة التي تغطي عروق النحاس وتنزع ويلقي بها بعيداً عند تعدين النحاس يأخذها الصبية والصناع المهرة ويصنعون منها أحلي وأجمل الحلي استغلالاً للونها الأخضر الزرعي الجميل ويتم عمل عقود تزين الصدور وخواتم وحلق للأذن "قرط" وفي الغالب تلف قطعة الحلي بسلوك الذهب وتعلق في سلسلة تتدلي من الصدر ويكون الطاقم كاملاً عقد علي الصدر وخاتم في الإصبع وقرط في الأذنين.
هذا المنتج الذي يستخرج من القشرة التي تغلف عروق النحاس يطلقون عليها ما لا كايت وهي منتشرة في العالم كله وأسعارها أغلي من أسعار النحاس نفسه ونحن نعرفها في مصر في محلات الصاغة والمجوهرات باسم مالاخيت وهي نوع من الأحجار لونها أخضر زاهي جميل ويباع علي أنه أحجار كريمة وغالي الثمن.. أما الصبية فيأخذون هذه الأحجار ويصنعون منها العقود والخواتم والعربات والضفادع والعصافير.. كل الأشكال والألوان والتحف وكل حيوانات الغابة وتباع ب "كواتشه" وهي عملة زامبيا والكيلو من هذه المشغولات لا يزيد علي العشرين جنيهاً مع أن فص الملاخيت في محلات الذهب في مصر ربما بمائتي جنيه وقيمته في لوساكا عاصمة زامبيا 3 جنيهات.
ولأن زامبيا من أكبر منتجي النحاس لهذا أطلقوا علي فريقهم لقب "الرصاصات النحاسية".