كيف تصبح شحاتا محترفا ؟
( دليلك الشخصي لأسرار المهنة !)
يعتقد البعض أن مهنة الشحاتة مهنة من لا مهنة له .. إلا أن للشحاتة أصول و قواعد لا بد للقارئ أن يلم بها..
فالشحاتة لم تعد السبيل الوحيد لمن لا مهنة له بل أصبحت في حد ذاتها مهنة يصل بعض ممارسيها لدرجة الإحتراف..في هذا الموضوع سنحكي معا عن الأنواع و التقنيات المختلفة لمهنة الشحاتة..
أنواع الشحاتين يختلف باختلاف درجة احترافهم و تمرسهم .. فهناك الشحات المبتدئ و النص نص , وهناك الشحات الحاصل على الماجستير و الدكتوراه في هذه المهنة ..
أنواع الشحاتين يا عزيزي كالتالي :
شحات موديل قديم
و هو الشحات المبتدئ الغير محترف .. و هذا الشحات يلتزم بالتقاليد القديمة الخاصة بمهنة الشحاتة.. و هي المدرسة الكلاسيكية في الشحاتة ..
هذا الشحات يرتدي ملابس مهلهلة و قد نبت ذقنه و نما شعره كي يريك كم هو بائس.. و يكتفي هذا الشحات بترديد بعض العبارات على غرار :
-لله يا بيه – إلهي تترد لك في عافيتك – إلهي ما يحوجك لحد !
و هي دعوات – كما لاحظت – تتمنى تحقيقها للأسف.. فتضطر لدفع ما فيه القسمة و النصيب – كما يقولون – كي تحظى بهذه المغريات التي قدمها لك ..
المشكلة هنا هي أنه ليس سيدنا الخضر أو ولي من الأولياء كي تكون أبواب السماء مفتوحة له طوال الوقت ..
ربما يكون وغدا نصابا يريد بعض المال كي يشتري بعض الكلة ليشمها ..و هنا لا أعتقد أن دعواته مستجابة لهذا الحد الذي تظنه.. تدفع له و انت و نيتك بقى !
الشحات الرومانسي
هذا الشحات يتشابه في الشكل مع الشحات من النوع السابق.. إلا أنه أكثر احترافا و اكتسب بعض المهارات و التقنيات العلمية الجديدة بمرور الوقت..هذا الشحات يا سيدي يأتيك في الوقت الذي لا ينبغي له أن يتواجد فيه.. يعني مثلا :
تمشي في الشارع في أمان الله مع خطيبتك.. في هذه اللحظات الرومانسية حيث تكون أكثر تسامحا و حبا للحياة !..
يأتيك هذا الوغد الزنيم و يقترب منك و يقول بصوت مسموع لخطيبتك :
-حاجه لله يا بيه .. ربنا يخليلك المدام !
و هنا يضعك في مأزق فلسفي عميق.. أنت تعلم تماما أنه وغد و أنه استغل هذه اللحظة الجميلة.. لكنك إن لم تدفع له شيئا فربما تظن خطيبتك التالي :
- تظن أنك لا تحبها و لم تعجبك هذه الدعوة ..بل و ربما تفكر في أنك غير جاد في الموضوع !
- تظن أنك بخيل.. لا تدفع بعض القروش كي تظهر كرمك أمامها ..
- تظن أنك غير حساس.. فربما تكون خطيبتك من النوع الحساس الذي لم يقابل هذا النوع من الشحاتين من قبل !
هنا تضطر صاغرا لدفع شيء ما لهذا الوغد لمجرد أن ينصرف..
أحيانا يقوم هذا النوع بحيلة أكثر براعة .. و هي أن يكون بائعا للورد أو لعقود الفل الذابلة .. و هنا تضطر للدفع صاغرا طالما إن الموضوع فيه ورد !
الشحات الصامت !
و هذا النوع أكثر تطورا من كل ما سبق.. ربما لم تلاحظه بعد- لأن أسلوبه جديد نوفي- لكن بالتأكيد ستجده في مكان ما لو دققت النظر زي حالاتي..
كنت أقود السيارة في أحد ميادين المعادي.. فوجدت منظرا يقطع نياط القلوب:
طفل صغير بجوار المطب – حيث تهدئ السيارات سرعتها- جالس على الرصيف يبكي .. و أمامه كرتونة بيض ساقطة على الأرض و قد انكسر كل ما فيها ..طبعا منظر مثير للشفقة.. هنا تفكر.. ربما هو ابن البواب و قد ذهب لشراء هذه الكرتونة , و ينتظره الآن عقاب شنيع لا قبل له به..
هنا في هذا التكنيك تم وضع minimum charge للمبلغ الذي ستدفعه..فلا يجب أن يقل بأي حال من الأحوال عن سعر كرتونة البيض !
تدفع له و تشعر بالسعادة تغمر قلبك لهذا العمل النبيل الذي قمت به للتو .. إلا أن هذا الشعور يزول حين ترى نفس الولد في اليوم التالي لكن في مكان مختلف.. و أيضا قرب المطب حيث تهدئ السيارات سرعتها كي تراه.. يابن الذين !!!
و هناك تطبيق أكثر روعة لهذه الفكرة.. أسلوب تاني يعني لكن نفس الفكرة:في مطلع الكوبري .. تجد عربية كارو مائلة للخلف – عشان المطلع – و قد سقط و تهشم كل ما بها من فخار.. و بجوارها رجل كبير يبكي على تحويشة العمر.. كم ستدفع له ؟
ملعوبة مش كده ؟