حــــــــــا ـــــــــــة شــــــــــجــــــــــن

نسمع هذه الكلمة مرارا وتكرارا

شجن

وربما نتردد حين يسألنا احدهم عن معنى الكلمة

وقد ترددت كثيرا

وتوصلت اخيرا ان الشجن هو حالة مابين الفرح والحزن


وينطبق على هذه المواقف المعنى الحرفى للكلمة
ولا اجد تفسيرا لهذه الحالة التى امر بها من
احساس عالى جدا وسمو للروح وزيادة فى ضربات القلب
سوى هذه الكلمة السالف ذكرها فى عنوان موضوعنا

وهذه بعضا من المواقف التى تدل على كلمة _ شجن _


عندما ترتدى بنطلونا قد غسلته لك والدتك وتضع يدك فى جيبك فتجد جنيها او نصف جنيه او اكثر او اقل وقد بقى فى السروال _ البنطلون _ دون ان يحدث له اى شىء بعد غسيل امك له
عندها تشعر بشجن عجيب واحساس غريب يتملكك

عندما تفتح _ الميزد كول _ فتجد شخصا عزيزا لم يتصل بك منذ سنوات وترى انه اخيرا تذكرك وقام بالاتصال بك وياحبذا لو كان احد رفاق المرحلة الابتدائية

عندما يتصل بك احد اصدقائك القدامى ليقول لك بأنه قد اشتاق اليك ويود ان يقابلك ليتحدث معك بعد غياب ربما يكون قد دام سنون

عندما تتأخر عن صلاة الجماعة فى المسجد فتقوم بالصلاة انت وصديقك ويقدمك لتكون اماما
وعندما تنتهى من الصلاة وتنظر خلفك تجد مايزيد عن ثلاثون شخصا قد صلوا خلفك
وربما تكون اصغرهم سنا

عندما تفتح البوم صورك وتتفقد صور اصدقائك وانت بالحضانة لتجد الملامح تغيرت وكذلك النفوس
وتجد اصدقاء الطفولة وقد تفرقوا ولم تنشر عنهم الحياة اى خبر
ربما تتذكر ماكان بينكم من مواقف كوميدية بريئة
ربما تدمع عينك وتنزل منها قطرات على هذه الصور
فتفيق انت من هذه اللحظة الحالمة وتعود الى عالم الواقع مجددا

عندما تسهر ايام الامتحانات _ زى الايام دى _ حتى صلاة الفجر وتنزل مع مايقرب من عشر افراد من كليات مختلفة وقد جمعكم السهر من اجل الامتحانات وتصلوا الفجر جماعة وبعدها تنطلقوا على البحر مباشرة للغناء فى الهواء الطلق بصوت عالى
ربما يغنى بعضنا خوفا من الامتحانات وربما يغنى اخرين على الظروف المعتمة التى تمر بها البلاد
وربما يغنى احدهم بحزن غريب ويبكى لان ابوه قد ترك امه
كل يغنى على ليلاه
لكن السمة المشتركة فى الغناء هى الاحساس بشجن غريب نتيجة الجو الفجرى الممتع والبحر الذى تتحرك امواجه فى الخلفية والحالات الانسانية التى نمر بها جميعا
جل هذه المشاهد تتلخص فى كلمة _ شجن _

عندما تسير فى الشارع الذى تربيت ونشأت فيه وانت صغير
وتجد ان الشارع قد تغيرت ملامحه
فتتفقد الاماكن
هذا مكان لعبت فيه الكورة مع فلان وعلان
وهنا كنت اجلس انا وخالد كى نضايق عم حسن البقال ونقوله يا_ حسن يا حرامى _
وهذا مكان كنت تنظر منه الى شرفة _ بلكونة _ صديقك احمد
ترى اخته التى تبادلك النظرات منذ فترة ليست بالقصيرة _ من يومين بالظبط _
وتضحك كثيرا لانكم الثلاثة انت واحمد واخت احمد لم تكونوا قد تجاوزتوا الثمن سنوات
وتضحك اكثر عندما عرف احمد صديقك بالحكاية وقد قرر ان يقاطعك ولكنها كانت احداث طفولية بريئة واحمد الان من اعز اصدقاءك
وعندما تتذكر ان اخته الان قد تزوجت وقد حضرت زفافها
تبتسم ابتسامة غريبة ... وتتنهد
وتقول ذكريات


عندما تسير فى اى مكان وتسمع اغنية قديمة لعبد الحليم او ام كلثوم وتتذكر الموقف الذى جعلك تحب الاغنية ايا كان هذا الموقف .... تغنى مع الاغنية وتتذكر الموقف وتحس بشجن غريب

عندما تذهب الى راس البر شتاء
وتتذكر ماحدث الصيف الماضى عندما امضيت الاجازة هناك
وكم المواقف التى حدثت فى مثل هذه الاماكن التى تمشى بها الان
سواء كانت المواقف كوميدية او تراجيدية

عندما تفتح التليفزيون وتجد مسلسلا قديما وتتذكر انك وانت صغير كنت تشاهده
وتذكر ايضا انك كنت تنام بعد هذا المسلسل مباشرة _ تحديدا بعد حديث الروح بتاع الشيخ طنطاوى كان بييجى الساعة تسعة ويخلص تسعة وخمسة _
وربما كانت والدتك تتابع معك المسلسل حينها وانت طفل
وعندما تشاهد الحلقة وترى المشهد الان وانت كبير ... تتذكر تعليق امك وقتها

عندما كلمت اول بنت فى حياتك
كم كان مظهر يديك مؤسفا وهى ترتعش من الحياء وكم كان صوت انفاسك مسموع
وكم كانت خدودك حمراء وقلبك تزيد نبضاته بصورة مفجعة
وانت ذاهب لتتحدث معها وقلبك يرتعد خوفا من احراجها لك
بالرغم من انك كنت تطلب منها ورقة وقلما لتخوض اول محاضرة لك فى الجامعة
عندما تتذكر هذا الموقف الان وانت على علاقة صداقة وزمالة بعدد كبير من البنات
تضحك على نفسك كثيرا وتحس _بشجن _
وكثيرا من المواقف
ولكن لا اذكرها الان
احس حين تحدث بحالة غريبة مابين الفرح والحزن
نسميها نحن بحالة
شجن