لاينكر أحد أن جريمة حزب الله واعترافات أمينه العام حسن نصر الله استفزت الضمير المصري العام ـ كما لم يستفز من قبل ـ حتي أن المعارضين للنظام بل وللدولة ـ مثل الجماعة المحظورة ـ لم يستطيعوا أن يقفوا ضد الروح المصرية الجارفة للدفاع عن كرامة الوطن وسيادته. واعترفوا تحت قبة البرلمان, بجريمة حزب الله ضد مصر وأمنها القومي. وظهرت روح الصحوة المصرية كحائط صد ضد تطاولات حزب الله علي كرامة مصر وعزتها.. فالمصريون أدري بتضحيات مصر وشعبها من أجل القضية الفلسطينية منذ تفجرها وحتي الآن.. واذا كان البعض في المنطقة العربية يعتقد أنه بالتطاول علي مصر والتهجم علي قياداتها والذي ظهر جليا خلال أيام الاعتداء الإسرائيلي الغاشم علي غزة, أنهم بذلك يدافعون عن الفلسطينيين
فهم لا يرتكبون خطأ بل يرتكبون جريمة جديدة في حق الفلسطينيين والعروبة. ففي الوقت الذي كانت مصر تعمل فيه بكل قواها مستخدمة رصيدها السياسي والدبلوماسي في عالمها ومحيطها لكشف العدوان ووقفه عند حدوده وحماية غزة, والدفاع عن المصالح الفلسطينية, كانت تلك القوي تلعب لعبتها القذرة بتخطيط إيراني استخدمت فيه كل أدواتها وأحزابها وأموالها لإثارة حرب موازية وعدائية لضرب مصر وسياستها في نظر وعيون العرب بل والعالم كله, فاتهمتها في البداية بالتواطؤ, وعندما انكشفت تلك الفرية أو الفتنة اخترع خيالها المريض والمتآمر تهمة جديدة حاولت إلصاقها بمصر وهي التخاذل والضعف
وعندما ظهر الموقف المصري شامخا وقادرا وبعزة لا نظير لها حين حشدت العالم مرتين في شرم الشيخ لوقف العدوان علي غزة وإعادة تعميرها وإحياء حل الدولتين ثم واصلت دورها التاريخي بعد العدوان بتقوية ودعم الفلسطينيين, ولم شملهم وإنهاء تفكك الفصائل الفلسطينية وإعادة الوحدة بين فتح وحماس أو بين الضفة وغزة.
وانكشفت المؤامرة علي مصر وعلي فلسطين معا وصانعيها, ومن يعمل لصالح الفلسطينيين ومستقبلهم, ومن يستخدم القضية ممرا إلي الفتنة, وتحقيق مصالحه الذاتية والأنانية, بل لضرب قضية الشعب الفلسطيني وتهميشها لتحقيق مصالح الحكام في إيران وأحزابهم وعملاؤهم في العالم العربي, والذي أصبح الارتزاق بالقضية االفلسطينية مصدر عيشهم وبقاء نفوذهم السياسي, سواء علي بلادهم أو حماية لمصالح إيران الإقليمية.
ونقول للجميع إن زمن توظيف الشعب الفلسطيني للارتزاق وتكوين نفوذ سياسي وإقليمي انتهي, فالفلسطينيون بلغوا الرشد ويعرفون مصالحهم قبل غيرهم. ولكنهم اليوم فريسة في أيدي من لا يرحم, وهي التيارات الدينية سواء كانت جماعات محظورة في بلادها, أو فريسة لفكرة تصدير إيران لثورتها في منطقتنا العربية.
وهذه هي الحقيقة الخطيرة, التي أضعفت الثورة الفلسطينية في السنوات الأخيرة. فالفلسطينيون حركة تحرر وطني وليسوا جماعة دينية أو أحزابا متطرفة, وعلي الإخوة في حماس أن يعرفوا بوضوح الفرق بين حركة تحرر وطني من أجل فلسطين, وجماعة دينية إسلامية, فهذا هو ما يضعف عدالة القضية الفلسطينية وقوتها في عالمها. ونحن لا ننكر تأثير الإسلام وقوته علي الروح المعنوية للشعب الفلسطيني, ولكنه ليس الاستراتيجية الوحيدة التي تحكم قدرة هذا الشعب علي التحرر. ولعل من هذه النقطة تسلل الإيرانيون إلي جماعة حماس لسرقة قضيتهم وتوظيفها إيرانيا بعيدا عن مصلحة الشعب الفلسطيني.
ونعتقد أن مؤامرة حزب الله علي مصر ستنكشف أمام الإخوة في حماس, ليحصنوا أنفسهم من أن يقعوا فريسة للمؤامرات الإيرانية لتوظيف قضيتهم, وبالتالي هدمها بحجة إعلاء شأنها