يعتقد البروفيسور الكسندر باغروف ان اكتشاف الماء على كوكب المريخ كما اظهر ذلك تحليل التربة التي أخذها الجهاز الأمريكي "فينكس" ، لا يضيف معلومات جديدة في التصورات حول كيفية نشوء المجموعة الشمسية. و أن البحوث الفلكية متطورة في بعض القطاعات لكنها غير متكاملة ولهذا فان "ماء المريخ" يعتبر شيئا هاما بالنسبة إلى توضيح بعض الأمور الضرورية لتطور الحياة على الكوكب.
والبروفيسور الكسندر باغروف الدكتور في الفيزياء والرياضيات أكد أن واقع وجود الماء في المريخ بحد ذاته يتسم بأهمية بالنسبة إلى الطب. حديث باغروف هذا نشرته إحدى وكالات الأنباء الروسية والتي قال فيها أيضا أن الطب كله يعتمد الآن على تحليل شكل الحياة في الأرض فقط ، ونحن لا نستطيع بدراسة أنفسنا فحسب معرفة كيف نشأت الحياة وبموجب أية قوانين تطورت ، علما أن البشر لم يعرفوا حتى الآن تماما قوانين نشوء الحياة عموما ، ومعرفة ذلك يعتبر شيئا هاما للغاية بالنسبة لإدراكنا للكون.
يوجد الماء في المريخ (تبلغ درجة الحرارة المتوسطة هناك 40 درجة مئوية ، بينما تهبط في ليالي الشتاء إلى 125 درجة مئوية تحت الصفر) بشكل جليد فقط والذي لا يمكن أن يتحول إلى سائل ، لأن الجو الهش والضعيف الشحنات في هذا الكوكب لا يمكن أن يحافظ على الدفء فترة طويلة.ربما ان الماء جاء إلى المريخ بواسطة المذنبات الكثيرة في المجموعة الشمسية ، حيث يوجد الماء في نوى المذنبات بكثرة ، ويعتقد أن المذنبات بالذات نقلت الماء إلى كوكبنا الأرض أيضا ، وفي اغلب الظن أن جميع المحيطات والبحار والأنهار هي من مياه المذنبات.
وفي أغلب الظن فإن الجليد الذي عثر عليه في المريخ هو ماء متجمد سقط مع مادة المذنبات.
إن وجود مصادر مياه محلية يتسم بأهمية كبيرة بالنسبة إلى استيطان المريخ في المستقبل. فأن التكنولوجيا الأرضية ستولد إن عاجلا أو آجلا الظروف المناسبة تماما على "الكوكب الأحمر" من اجل معيشة الإنسان هناك. لكن التحليق إلى المريخ سيبقى مسألة الزمن البعيد وربما أكثر من مائة عام.
وفي كافة الأحوال لن تتم في العقود القريبة القادمة غملية تحليق لسفن مأهولة إلى المريخ ، وتكمن القضية في ان معالجة القضايا العلمية والتقنية المتعلقة بالتحليق إلى المريخ لا تعتبر من أصعب الأمور ، فأن الأرض خلال ملايين السنين من وجودها قد"استوعبت"في حركتها كل مخاطر سيول النيازك المارة عبر مدارها ، لكن السفينة الفضائية قد تواجه في طريقها إلى المريخ سيول النيازك هذه التي ربما ستهاجمها. كما يعرقل طيران المركبات المأهولة إلى المريخ عامل آخر هو وجود الأشعة الكونية مثل البروتونات الشمسية.
وفي الوقت الحاضر تعمل سفننا المأهولة على ارتفاع 250 كيلومترا فوق الأرض وتتمتع بحماية المجال المغناطيسي الذي يعكس جميع هذه الجسيمات. أما في مجال الفضاء البعيد فلا توجد أية حماية من هذه الجسيمات. علما ان هذه لا تشكل خطرا على المعدن ، بينما تهلك البشر. ولهذا يجب قبل كل شئ تأمين سلامة رواد الفضاء كليا في مثل هذه الرحلات البعيدة.