التعلـيم الخـالـي ,, !!؟

(( التعليم الخالي ))



بسم الله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمداً بن عبدالله المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى تسليم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة .. اعزائي..



منقول يريد أن يصبح ما يشاء .....


وما أن يكبر ذلك الطفل ويقطع مسافاتِ عن نعومة أظفارهـ شيئاً فشيئاً حتى تُحكِمَ عليه يدا الواقع قبضتها ..

فتهم بضغطه من كل ناحية وصوب فتفلته تلك القبضة ليبدو ريشةً في مهب الريح ....


وتلك بداية النهاية.. أي في آخر مراحل التربية

وبالتحديد في العام الأخير من المرحلة الثانوية .. وفي تلك المرحلة والتي هي توافق سن المراهقة ! ينقسم الطلاب إلى فئتين :



الأولى ليس لها أهدافاً وأسلوبهم في الحياة ( مع الخيل ياشقرا ) .. وذلك لأسباب قد تكون تربوية اجتماعية لا مجال الآن للتطرق إليها .


الثانية قد حددت لها أهدافاً تطمح إلى تحقيقها فتبذل الغالي والنفيس لشق طرق الأهداف المرتقبة فتجد أجفانهم قد كحلها السهر .. وأجسادهم مرهقه وأنفسهم يغلفها الكدر ... أي تعليم هذا أيا بشر !


وبعد العناء والشقاء والبناء .. لطلب العلا !


يتخرج هذا الطالب .. وعيناه قد اختلجت فيها دمعتان .. دمعة الفخر بالنفس لتحقيق المبتغى وقطع نصف الطريق نحو الأهداف ... ودمعة ( ما القادم ؟! ) إن صح التعبير


يحمل الشهادة بنشواة فرحِ لا يعلمها سوى الله سبحانه .. سيذهب إلى الجامعة ليبدأ المشوار .. بإبتسامة تشق طلق المحيا .. وبأمل لا أفق له ..


وعند أبواب الجامعة ( في هذه اللحظات) يبدأ مرض خبيث يدعى التعليم العالي يتفشى في أطراف جسد الأمل ..!!؟


عندها يتوه في أفنية الجامعة وساحاتها الواسعة ..الخالية.. فترة من الزمن دون أدنى لوحة إرشادية .. يصارع ذلك الطالب ويناهض من أجل ذاك الأمل ..


حتى يرى ذلك المبنى الجميل ..!! ذا زوايا تغطيها الورود والأزهار العطرة والمساحات الخضراء الجميلة التي تنعكس على زجاج ذلك المبنى الفخم الرآئع .....


يستبشر الطالب خيراً وليته لم يفعل ...!!؟


يدخل تلك التحفة المعمارية الجميلة ..... التي كان يحلم بها ... التي سيقضي جزءاً من حياته ..


وبإبتسامة وردية مصدرها قلبٌ ينبض طموحاً يقابل الموظف الأول في التعليم الخالي ......


وحينها لا يعلم انه الموظف الأخير في نفس الوقت..!!؟



يقدم الطالب شهادته التي تكبد العناء فيها .. التي سهر الليالي ليحصل عليها .. التي ضحى كثيراً من أجلها ..


الموظف ومن دون النظر للشهادة يقول !


المعدل لا يسمح لك بالإنضمام للجامعة !!!!!!!!!!!



وقفه :
الطالب يطمح بالحصول على شهادة البكالوريوس في قسم اللغة الإنجليزية !
معدل الطالب : 79 %


لو اطلعنا على سجل الطالب الدراسي سنلاحظ أن الطالب حاصل على 100% في مادة اللغة الإنجليزية


أو ليس التعليم الخالي ؟!



عودة :



هنا سيكون الطالب قد تلقى أول سقطة في صعود جبل طموحاته .. والتي لا أرى أن له شأنٌ فيها ..!


إنما النظام سحب أقدام همة الطالب بيده الكريمة ! ليعيده قاع الجبل..



أو ليس التعليم الخالي ؟!


طالب آخر .. التحق بالجامعة وإغترب عن أهله ووطنه .. مجتهد .. مميز .. مبدع .. يشار إليه بالبنان دوماً وبمستقبلٍ زاهر


إلا أن شكله وهيئته لم تعجب ذلك الدكتور في تلك المادة ولم يجامله الطالب !


ليخبره الدكتور ومن بداية الفصل الدراسي بأنه راسب ولا داعي لحضوره باقي الحصص ..!!؟؟


ويستمر ذلك الدكتور نتن الأخلاق على كلمتة وبالفعل يحمل الطالب تلك المادة لأن الدكتور لم يعجب بشكله وصراحته !


وفي نهاية الفصل الدراسي يكرم ذلك الدكتور ويعطى من الشهادات والكؤوس ما يغطي حائط بيته ويتنقل بين أفنية الجامعة رافعاً رأسه العفن كبرياءً وما إلى ذلك ....


أما الطالب كل ما عليه أن يجد دكتوراً أخر ليأخذ تلك المادة عنده في الفصل القادم



أو ليس التعليم الخالي ؟!



طالب آخر .. أصطدم بجدار الواقع الصلب .. فأجل الطموح .. حتى أنه عمل هنا وهناك .. ليجمع المال عله يحقق طموحاته التي غفل عنها التعليم الخالي


وبعدما اشتد عوده وقوية ذراعه .. شد عزائمة للتعلم في الخارج .. وبعد عناء الأجراءات الطويلة اللا نهاية لها .. وبعد إنهاء كافة المستلزمات المادية في ( التعليم الخالي )
أخذ الموافقة أخيراً ........



يسافر ويغترب ليحقق طموحاته .. فيكتشف بعد مكوثة فترة من الزمن هناك .. أن التعليم الخالي أصدر بياناً يمنع الإبتعاث للخارج فيه !! وأنه ممن منعوا ...... !!!


أو ليس التعليم الخالي ؟!



طالب آخر .. يمتلك الشهادة الجامعية المتوسطة ( دبلوم سنتين ونصف حسب جدول الساعات المعتمد ) من مؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني بمعدل عالي ....

وكل ما يريده أن يكمل مسيرته التعليمية ...


يذهب للجامعات والمعاهد للمعادلة .. فيتفاجأ بالمعادلة التي لا صلة لها بالعدل !!!


سنتين من العمر الدراسي تذهب أدراج الرياح .. أمن معوض ؟!


بالطبع لا .....


وعندما أرسل شهادته لجامعات الدول المتقدمة ! يرحبون به بحرارة .. ويعادلون له السنتين كاملة !!


فيحيى الأمل من جديد .. وتذوب الدماء المتخثرة في العروق .. رغبةً في التعلم والعطاء والبناء


وأثناء إبتسامات الأمل .. تأتيك صفعة التعليم الخالي المعتادة


وهنا يقولون :

أولاً : نحن نعتمد تلك الجامعات إلا أننا بعد عودتك بشهادة البكالوريوس أو الماجستير يجب أن نعادل لك الشهادة مرةً آخرى !!


ثانياً : بإمكانك الإلتحاق بالبعثة ... ولكن ! بعد أن تدرس هناك ما يعادل 30 ساعة جامعية .. عندها ستنضم للإبتعاث


من أصدر ذلك القرار .. ألا يعلم أن الدخل الشهري للطلاب منخفض.!!
وساعات عمل تفوق الثمان !!


هذا إذا كان لديه دخل أصلاً !!



أو ليس التعليم الخالي ؟!




عجباً لنا أمة الإسلام والمسلمين .. العلم والمعلمين .. الثقافة والمثقفين ..


توأد الطموحات بلا حسيب ولا رقيب .. تغطيها الأتربة وتهجر وتهان بلا حسيب ولا رقيب
وما خفى كان أعظم ..!؟



وبعد كل تلك المعمعة نعود للمنزل وقد أكهلنا الركض خلف سراب الطموح .. فنقابل والدينا بنظرات الأمل ذاتها


فنكتفي بطأطأة الرؤوس وكفكفة الدموع ومواساة النفس


لتقوم سذاجة الواقع بتشييع جنازة طموح ذلك الطفل





فأخبروني !

أو ليس التعليم الخالي ؟!




عذراً أعزائي على الاطالة ..
منقول مع بعض الاضافات