وقفت أمام البحـــــــر وناجيته.........
أيها البحر المتلون بلون السماء صعب عليك أن تكون مرآة فأمواجك تمردت بالعصيان مثل ماتعبر السحب السماء .. في أعماقك لؤلؤ بريقه مثل نجوم السماء فإن كان كلامي عذبا فانثر بأمواجك رذاذ ماء أو اصنع لي من موجك مقعدا فلا أريد أن تسمعني الصخور والشطئان.
اسمع أيها البحر...فضيفك اليوم يريد المبات..من قال لك أنك إذا غضبت تحطم سفنا وتغرق من الناس أفواج فهاأنذا أتيتك متحطما بسفينة لا تمشي على الماء..مجاديفها تشرق وتغرب وتتكسر من دون حطام .
هاأنا بين أمواجك لا أخاف الغرق لأني غرقت مرا ومرات فإن كان حكمك لي أني شهيدُ فالحب ليس له شهداء.أخاف عليك يابحر من كلامي أن يرافقك خيالي وترى البرق يركض على موجك والرعد يجبرك بالكتمان..فإن كانت أمواجك ورق فأنا قلم كلي ألم ولو احترق الورق فإن احتراق قلبي مثل عود كبريت يأبى في عمقك المبيت..
دعني أعرفك على نفسي أولا..فأنا من كتب في الأشعار أعجباً من العجب وأنا من هجرت النساء بكل أدب نعم أنا من خرقت قوانين الأدب..أنا القلم الذي خرج عن طور النصوص واتهموني بلص اللصوص أنا من برأت المخصوص من الخصوص وأنا من حفر اسم عشيقته على الخواتم والفصوص أنا من جند أقلام الرصاص أنا من أشبع النثر بالخواص وأنا يا بحر في موجك خير غواص....
قصتي بدأت من مركب لا يسعه ميناء وأبحرت في بحور ليس لها أمواج بل أفواج غضب وسياج تعب وعتب ومن الكذب وجدت أعاجيب الحجج وطغاة الحجاج..
جزري لم تكن إلا محطات خيانة أخطئت فالاً بإنزال المرساة عبوري بها جعل لساني طليقا ورأي سديدا ليس خبرة ولا فطرة بل تجربة عن لإفراط غبــاء.
نساء في حياتي مثل هجوم الجراد وأميرات تعدهم على إصبعك وكم من مرة ترى الفراشات..وزهور يجذبك عطرها وفخاخها ومنصوبة بانتظام ..والقدر مثل ظلي يسير خلفي يوقعني في زلات والقمر يضيء دربي في صعوبة الظلمات...
تذاكر سفري لم يقبل بها أي طيار وحقيبتي هربت مع أول قطار ولم يعد لي غيرك يابحر مطار..
فإن قبلت بي فلا أريد أن أكون لك سندباد فقد رفضتني ليلى حين كان عندي سيفٌ وجواد..فأرضي قاحلة..وسمائي غابرة وبحري بيت ليس له باب ..وكل من حكيت له أن قصتي بلا حل..
قال أنني كـــذاب ..
وأظنك يابحر قد تناسيت من أنا حين ملأتك من دموعي حين رفضت رجوعي وأظنك قد نسيت يوما أني أنرتك بشموعي..أمواجك تتراقص بدموعي وتأخذها إلى أعماقك وتتركني مثل صخرة يحاول إيقاظها تلاطم الأمواج..
هل أجــد في عمقك قصرا مهجورا...وعلما منصوبا...وسطرا مكتوبا .. لأاني أبحث عن غير المألوف فأنا عاشق ملهوف لايصده خيبة أو خوف ..
فهل أجــد فيك حضنا صادقا يغني عن روعة الألماس
أجبني فإن كان في كلامي شك أو التباس...فوجودك هنا يابحر ليس له أســاس.....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ