قالت ولاء نزار ريان ابنة القيادي نزار ريان القيادي في حركة حماس الذي استشهد هو وزوجته وعدد كبير من أفراد عائلته في قصف إسرائيلي لمنزله ، إن والدها كان يقول إن ثلاجة الموتى لن تسع جسده الضخم " .
وفي حديث لوكالة "معا" الفلسطينية قالت : "لقد ربّانا والدنا على حب الشهادة في سبيل الله ولو سألتم شقيقتي شوشو- وتقصد عائشة ذات الاربع اعوام والتي قضت مع والدها- لقالت لكم كم انها تحب ان تموت شهيدة فداء للدين ولفلسطين".
وتضيف "لم يستطع والدي النوم في الليالي الاخيرة فقد قدمت الى المنزل سيدة واشتكت له من سوء اوضاعها المعيشية قائلة، انها قامت بغمر الخبز بالمياه واطعام ابنائها، ومن هول ما قالت لم يستطع والدي النوم سائلا الله ليل نهار أن يرفع عن الشعب الفلسطيني الحصار ويفرج كربته" وتتذكر ولاء حين قال والدها: "قال أبي يا الهي هل وصل بنا الامر الى هذه المرحلة الا تجد سيدة ما تطعم اطفالها؟!".
قبل ان يستشهد بساعة واحدة توجهت زوجة ابنه الاكبر بلال ايمان عصفورة إلى منزله حيث استقبلها ضاحكا: "هل تريدين ان تستشهدي معنا؟"، فأجابته نعم، فقال لها: "اللهم تقبلنا جميعا شهداء"، وآخر ما رأته عصفورة هو أطفاله يلهون حوله وأحدهم يساعد والدته في مهام المنزل.
قنبلة واحدة تزن طناً كاملاً أتت على منزل الشيخ البروفيسور الجامعي نزار ريان بالكامل ولأول وهلة من شدة الضرر الذي لحق بالمنازل المطلة على الشارع ظن فريق "معا" أن منزل الشيخ واحداً منها، إلا أن التوغل قليلاً بين المنازل المدمرة يشير الى وجود شيء ما كان يسمى منزلاً وقد سوي بالارض.
الشهيد الذي يحوز على درجة الدكتوراة في علم الحديث قال في آخر أيامه لأطفاله كما تنقل عنه زوجات ابنائه بلال وبراء ومحمد إنه كان يمازح اطفاله قائلا: "من يحب ان يستشهد معي" فأجابه جميع اطفاله: "نحن يا بابا إما ان نموت معا أو نعيش معا"، حتى أن ابنه الصغير عبد الرحمن قال: "لا استطيع ان اتخيل يا والدي ان تستشهد ولا أراك بعدها اريد ان استشهد معك".
ايمان عصفورة ابنة الاكبر التي بدت مجللة بالصبر، قالت "لقد تعرفت الى كافة ابناء عمي الشهداء وزوجات عمي وكان الشهداء جميعا كأنهم احياء مبتسمين لقد رأيتهم قبل استشهادهم بدوا لاعبين وكأنهم حلقة من بلور بالقرب من والدهم في منزلهم قبل استهدافه".
وتروي عن عمها الشهيد قوله لأبنائه: "أحب ان استشهد واذهب مباشرة للجنة" فقال له اطفاله: "يا أبانا انهم يضعون الاطفال بالثلاجات"، فأجابهم: "لا اريد سأشعر بالبرد ثم أن ثلاجة الموتى لا تتسع لجسدي الضخم أنا أريد أن أُدفن مباشرة وأذهب للجنة".
استشهد الدكتور نزار ريان مع أسرته المكونة من زوجاته الاربع هيام تمراز ومعها ابناءها غسان 17 عاما وعبد القادر، ونوال الكحلوت ومعها اطفالها اية 12 عاما، ومريم 11 عاما، وزينب تسعة اعوام، وعبد الرحمن اربع اعوام، وعائشة ثلاثة اعوام، وزوجته ايمان كساب مع طفلتها حليمة وزوجته الرابعة شيرين عدوان مع طفليها اسامة بن زيد وريم.
ربنا يرحمه ان شاء الله