اكتشف الباحثون أن نقص عنصر الحديد في الجسم، ولو كان بصورة بسيطة، قد يضعف تفكير السيدات وقدرتهن على التعلم والتذكر.
وأوضح العلماء في جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية، أن تعاطي مكملات الحديد يساعد في عكس هذا الأثر ويزيل أية اضطرابات أو مشكلات في التعلم والذاكرة ناتجة عن نقص هذا العنصر المهم في الجسم.
وتعتبر الدراسة الجديد الأولى من نوعها التي تربط نقص الحديد ببطء التفكير والاستيعاب وضعف الذاكرة، وتظهر أن مكملاته تعادل الخلل وتمسح التأثير السلبي.
ونبه العلماء إلى أن مكملات الحديد لا تكون مفيدة للسيدات اللاتي يملكن مستويات طبيعية منه لذا لابد من قياس مستوياته في الدم قبل استخدامها.
وقام هؤلاء بمتابعة أكثر من 100 سيدة خضعن لاختبارات الذاكرة والتعلم، تراوحت أعمارهن بين 18 - 35 عاما، عانت نصفهن من نقص بسيط في الحديد ولكن دون ظهور فقر الدم الكامل الذي ينتج بصور رئيسة عن نقص شديد في هذا العنصر، فيقل تعداد الدم الكامل نتيجة انخفاض إنتاج خلايا الدم الحمراء الحاملة للأكسجين.
ولاحظ الخبراء أن النساء في الاختبار الأول الذي تمثل في تذكر مجموعة من الصور عرضت على شاشة الحاسوب، نسين ثماني أسئلة من أصل 54 في حال تمتعن بمستويات طبيعية من الحديد في دمائهن، بينما أضاعت السيدات المصابات بنقص العنصر ضعف هذا العدد.
ولكن بعد إعطاء النساء المريضات 60 ملليغراماً من مكملات الحديد يوميا ثم قياس مستوياته في دمائهن للتأكد من رجوعها إلى وضعها الطبيعي لمدة 4 أشهر، تبين أن أداءهن في الاختبارات تحسن كثيرا ووصل إلى نفس مستوى السيدات الأصحاء.
وكانت الدراسات السابقة التي أجريت على الفئران، قد ربطت بين نقص الحديد واختلال الوظائف الكيماوية للدماغ، وقد تنطبق نفس الآلية على السيدات، لأن الحديد يساعد في تحسين إنتاج الكيماويات العصبية في المخ كالدوبامين والسيروتونين، وبالتالي استعادة القدرة على التعلم والتذكر وتصحيح الأخطاء المتواجدة.
وأشار الباحثون في اجتماع الجمعية الأمريكية للفسيولوجيا ووظائف الأعضاء، إلى أن 20 في المائة من السيدات عامة، يعانين من نقص مزمن في الحديد، ولابد لهن من قياس مستوياته في دمائهن قبل أن يهرعن لابتلاع أقراصه، لأن الحديد الزائد في الجسم يضر ولا ينفع، ويسبب مشكلات صحية أهمها تلف الكبد