كتب عُلا عبدالله ٢٩/ ٤/ ٢٠٠٩سيطر الحديث عن تاريخ تربية الخنازير ودخولها إلى مصر، على ندوة ثقافية كانت مخصصة لمناقشة رواية أدبية تتحدث عن مجتمع جامعى القمامة فى القاهرة، حيث قال الكاتب الصحفى حلمى النمنم إن تربية الخنازير فى مصر ليست عادة مصرية، وإنما تعود بداياتها إلى الاحتلال البريطانى لمصر، مضيفا أن الإنجليز أدخلوا فكرة حظائر الخنازير لمواجهة مشاكل موت تلك الحيوانات أثناء شحنها فى السفن عبر البحر.
وأشار النمنم - فى ندوة مناقشة صدور الطبعة العربية لكتاب «أحلام وقمامة القاهرة» للكاتبة فوزية أسعد، بالصالون الثقافى للمركز القومى للترجمة أمس - إلى أن الشعب المصرى حول هذه التجربة الإنجليزية الأصل، إلى مهنة مصرية لها أصحابها وأسلوبها وحظائرها المنتشرة فى مجتمعات أساسها الاقتصادى تربية هذه الحيوانات والربح منها حول القاهرة الكبرى.
ولفت الكاتب إلى أن كتاب «أحلام وقمامة القاهرة» يُعد بمثابة «التقرير الوثائقى» الصحفى أكثر من كونه رواية أدبية، لأنه ركز - حسب قوله - على رصد نشأة وحياة الزبالين فى مصر بشكل تحقيقى عبر حوارات مع شيوخ مهنة «جمع القمامة فى القاهرة» والذين تعود جذورهم إلى عائلتى «دير تاسا» و«البدراى» من قرى محافظة أسيوط، التى ترمز لأقدم الحضارات المصرية، وفقا لما ورد فى الكتاب.
من ناحيتها، قالت مؤلفة الكتاب فوزية أسعد، إنها اختارت شخصية «أحلام» لتعبر بها عن بنات الفقر المدقع، اللاتى يتنازلن عن طموحهن فى التعلم أمام العادات والتقاليد، وتقبلن بالزواج من أحد رجال مجتمع القمامة المهددين بالإصابة بالربو والبطالة والفقر.
وأضافت الكاتبة أنها تهدف من خلال الكتاب إلى التشديد على أهمية تنمية مجتمع جامعى القمامة، علاوة على تمكين بنات هذا المجتمع وتنويرهن من خلال الدراسة والعمل وكسب المال، والتحرر إلى حد ما من قبضة السلطة الأبوية.
وأشارت المؤلفة إلى أنها رصدت كيفية انتقال عائلات بعينها من الصعيد إلى القاهرة لتعمل فى جمع القمامة وفرزها، ورؤيتهم لعملهم كمصدر لدر المال الكثير على المتحكمين فيه، ويعود بقدر قليل من المال على جامعى القمامة أنفسهم، لتسجل الرواية كفاح عدد من العائلات المسيحية التى توطنت فى أماكن فرز القمامة عند سفح جبل المقطم شرق القاهرة.
ولفتت فوزية أسعد إلى أنها حاولت فى كتابها - الذى تمت ترجمته من نسخته الأصلية بالفرنسية إلى العربية - أن تساعد فى القضاء على «ثقافة الصمت»، التى تسجن النساء والأطفال - حسب تعبيرها - فى أبشع أشكال التبعية للبؤس، مستعرضة عددا من الخبرات الصعبة التى يمر بها أفراد مجتمع «الزبالين» خاصة الأطفال.
وأوضحت أسعد فى كتابها «قدرة جامعى القمامة» على التعامل مع تنقلهم الدائم من منطقة إلى أخرى داخل المقطم، وإلقاء المسؤولية دائما عليهم فى حالة حدوث كوارث أو حرائق فى هذه المنطقة، راصدة خوفهم من نقل حياتهم ومجتمعهم بعيدًا عن جبل المقطم فى القاهرة دون وجود بديل مستقر، خاصة أنهم لايتمنون أن يكونوا أكثر من زبالين تحقق لهم جمع القمامة أحلام الثراء والمستوى الاجتماعى والاقتصادى الجيد.
المصدر المصرى اليوم