التلوث السمعي خطر يهدد صحة الإنسان.! بالإضافة إلى ما يسببه التلوث السمعي من عصبية واكتئاب وقلة النوم وتعكر المزاج، فإن زحمة المواصلات في حد ذاتها تتسبب في تدهور الحالة النفسية والأداء الوظيفي والرضا العام بالمستوى ....
التحضر أحد أسباب التلوث السمعيوتعد سائل النقل هي أكبر المسببات للتلوث السمعي، والسيارات هي وسيلة النقل الأكثر سببا في ذلك، إلا في حالة الساكنين إلى جانب قضبان القطار أو بجانب المطارات.. ويؤثر التلوث السمعي على قدرة الناس على الاتصال وعلى الأداء المدرسي والنوم والمزاج، بالإضافة إلى تأثيره السلبي على القلب؛ حيث يتسبب في زيادة حالات ارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية وعلى حاسة السمع.
الضوضاء والإصابة بالأورام..إلى جانب تأثيرها على الحالة النفسية والعصبية للإنسان أفادت دراسة علمية أن التعرض إلى الضوضاء الصاخبة لفترات طويلة ، قد يزيد من احتمال حدوث ورم ينمو في العصب الذي يربط الأذن بالمخ والمرتبط بفقدان السمع وطنين الأذنين والدوار أو فقدان التوازن.
وقد أجرى الباحثون مقابلات مع 146 مريضا و564 شخصا من الأصحاء الذين خضعوا للملاحظة فيما يتعلق بأنواع وفترة التعرض للضوضاء الصاخبة ، وقد ارتبط التعرض للضوضاء الصاخبة والتي جرى تعريفها بأنها التي تتجاوز معدل 80 وحدة سمعية ، بزيادة ملحوظة في فارق أورام العصب السمعي.
وأضافت الدراسة أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذه الأورام ، هي آلتي يتعرض أصحابها لضوضاء الماكينات أو الآلات الكهربائية أو معدات البناء والموسيقى بما في ذلك من يعملون في صناعة الموسيقي، مشيرة إلي أن احتمال الإصابة المرتبط بالتعرض للضوضاء وجد لدى كل من الرجال والنساء ، وأنه لم يقع خطر فيما يتعلق بالإصابة بأورام في العصب السمعي ، مع التعرض للضوضاء الصاخبة حين تستخدم وسائل لحماية السمع.
إن الضوضاء ليست بالأمر السيئ طوال الوقت لكن لها فوائدها أيضاً، وخاصة إذا أراد تجاهل أصوات عالية أخرى يتبرم منها ولا يريد سماعها ومثال علي ذلك؛.. إذا كنت تعيش بالقرب من شارع مزدحم بالسيارات، ولا تريد سماع أصواتها المزعجة فاستخدام النافورة التي ينبعث منها صوت الماء ستكون ضوضاء محببة إليك وتريد سماعها بدلاً من أصوات السيارات المزعجة، كما أن أصوات المكيفات الهوائية العالية تكون مفيدة في بعض الأحيان إذا كنت تعمل في مكتب مزدحم بالموظفين ولا تستطيع التركيز، فصوته المزعج سيكون سيمفونية عذبة بالمقارنة مع أحاديث الموظفين.
ومن الممكن أن تكون الضوضاء مفيدة للأطفال أيضاً، فقد أكدت دراسة بريطانية حديثة أن السكن بالقرب من الطرق التي تكثر بها الحركة والضوضاء لا تحد من قدرة الطفل علي القراءة، بل إنها يمكن أن تحسن من قدرته علي التذكر.إلا أن الجمع بين الطرق الصاخبة والقرب من المطارات في مكان المعيشة يؤثر سلبا وبشكل ملحوظ علي قدرات الأطفال وسرعتهم في تعلم القراءة .
التعرض للضوضاء يزيد من احتمال حدوث أورام
الإسلام ومكافحة الضوضاء...إن ديننا الإسلامي الحنيف يوجه الإنسان إلى الاعتدال في كل شيء, ولهذا يكره الجلبة والضوضاء والضجيج بغير مسوغ, لما لها من آثار سيئة في حياة الإنسان, كما يكره الصوت الخافت الذي لا يسمع . ولقد ذكر لنا القرآن الكريم من وصايا لقمان "عليه السلام" لابنه, وهو يعظه, وهو رجل آتاه الله الحكمة, هذه الوصية الناصعة (واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) "سورة لقمان أية 19".
وقد ذم الله تعالى المشركين في القرآن الكريم بقوله
(وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصدية) "سورةالأنفال أية 35" أي صفيراً وتصفيقاًً وضجيجاً, لا ينسجم مع ما يجب للبيت الحرام من توقير, وما ينبغي أن يتوافر للصلاة من سكينة وخشوع.
الإحساس نعمة...وأخيراً... إذا كنت من محبي الأصوات العالية فعليك أن تحترس مما تسببه من ضوضاء لغيرك.. لا تسبب الإزعاج ممن يحيطون بك، فإذا كنت تعاني من ضوضاء الأشخاص الذين يعيشون من حولك، فلتكن أنت من ضمنهم، كن حساساً ومراعٍ للآخرين.. لا تقم بالأنشطة الحيوية في ساعات متأخرة من الليل، أو إذا كان هناك مريض أو من يذاكر أو ينام اخفض صوت التليفزيون والكاسيت... وتجنب إقامة الحفلات المزعجة... لا تزعج من حولك بالحيوانات الأليفة التي تمتلكها .. فالإحساس نعمة...!