.........فى الافاق وفى انفسهم ...........

عالمى
مجموعة من الأحاسيس والمشاعر والتأملات والأفكار , مشاعرى تجاه نفسى مشاعرى تجاه
الأشياء ومشاعرى تجاه الناس . عالمى هو عالمى الاصغر مع نفسى وعالمى الاكبر مع الكون
بكل ما فيه من الهواء الذى اتنفسه , الارض وما عليها من جماد وحى سواء كان حشرة او طائر
او انسان او حتى صندوق او صورة لشئ ما .
ابحث عن قطعة موسيقى لاسمعها فتأتى معها بعالم كبير يشير الى كل شئ فى هدوء وصمت
او حتى فى ضجيج عندما تعلو نغمات الموسيقى وتصبح قوية وجريئة.
اشعر ان عقلى قدرى واحيانا اشعر انه اثمى وخطيئتى .

منذ بدء الخليقة مليارات البشر يعيشون ويموتون الى ان يشاء الله الخالق , ما انا الا فرد فى وسط
هؤلاء , اعرف القليل منهم , اتواجد فى ذاكرة القليل القليل منهم ,ولكن هؤلاء الاقلاء هم عالمى
الكبير , منهم جاءت حياتى ومعهم تستمر , منهم تسمو فضائلى ومعهم كانت ذنوبى واخطائى.

الحياة
نتسائل ما هو معناها ومغزاها , نترك مغزاها لخالقها مقدرها ومنهيها , ونحاول فى معرفة معناها
هل هى جملة لفيلسوف قديم فى ثلاث او اربع كلمات ؟
ام هى حياة كل انسان من المحيا الى الممات ؟
ام هى لحظة ميلاد كائن من الكائنات ؟

فى حالة افتراض ان عمرى سوف يكون 60 او 80 او حتى 100 سنة بالرغم من انه عدد كبير من
السنوات الا انه فى عمر الحياة لا شئ
" ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا الا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين
كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين "
________________________سورة يونس ( 45 )

فى حالة افتراض مقابلة 100000 انسان فى تلك الفترة ,
ربما فى خلال 200 سنة جميعهم سوف يكونوا فى مكان واحد لا يعلمه الا الله .
فى حالة شهرة معينة سواء كانت خير او شر سيتم مداولة تاريخ حياة هؤلاء لمدة الف , الفين ,
10 الاف سنة ربما , ايا كانت هذه المدة فى النهاية ,
كل ذاكرة ولها نهاية .

اذا ما هى الحكمة والسبب من وجودنا على الأرض , ربما البعض يقول رحلة مؤقتة لتحديد
نوعية الجزاء وبالتأكيد هذه حقيقة الامر , ولكن لما خلقنا فى مجموعات ولما نقابل اشخاص
بعينهم وتجمعنا بهم مواقف بعينها مع العلم بأن كل ذاكرة ولها نهاية . فى حالة انتهاء
الذاكرة اتصال الكائنات ببعضها لا ينتهى انما هى مجموعة من
حلقات السلسلة المتصلة والمتداخلة .
كل حلقة هى مجموعة من الناس فى فترة من الوقت لهم القدرة على التأثير فى بعضهم البعض
,ولهم الحق فى تقوية ذاكرة بعضهم البعض ,ومن طبيعتهم توصيل الحياة لحلقات اخرى مع
استحالة استمرارية الاتصال او الذاكرة بين تلك الحلقات .

فى سبيل توضيح هذه الحكمة ربما يمكن تقسيمها الى :
1_حكمة مؤقتة :بمعنى حياتنا على الارض كمجموعات حتى لو استمرت بعد نهاية العمر سيكون
هذا الاستمرار والتأثير لمرحلة معينة (مثال نفترض ان الناس الى كانوا عايشين من 20 الف سنة كان فيهم ناس مهمين واثروا فى حياة الناس الى فى تلك الفترة وما بعدها بشوية انما استحالة يستمر تأثيرهم لدلوقتى بالرغم
من اكيد فى ناس من نسلهم وهكذا مثلا كمان 30 الف سنة صعب يكون الناس الى احنا فاكرينهم دلوقتى
يكونوا لسة فى ذاكرة الناس الى هييجوا ...........)
2_حكمة مؤجلة :وهى اعمال كل انسان على حدة والتى سوف تؤهله الى مقابلة ربه لمحاسبته فيها خيرا
كانت ام شر
"من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وما ربك بظلم للعبيد "
____________________________سورة فصلت (46)

اذا يبدو واضحا ان الاهمية الاكبر لابد وان تكون للحكمة المؤجلة لانها فى حقيقة الامر دائمة
سواء كانت مكافئة او عقاب .
اذا ما اهمية تلك الحكمة المؤقتة مع معرفة اولا انها بالمقارنة بتلك المؤجلة تبدو لحظات , وثانيا انها واذا
كانت ظاهريا تبدو مؤثرة طويلا الا انها منتهية الذاكرة مهما طال امدها .

بالاستعانة باحاسيسى تبدو اهمية تلك الحكمة ليس فى ذاكرة الفرد على حدة ( كاختراع شئ مثلا ويظل
فى ذاكرة الدنيا لسنوات عدة ) وانما فى العلاقات بين الافراد داخل كل حلقة سواء كانوا على اتصال
ببعضهم او يفصلهم افراد . بالطبع هذه العلاقات تبدو ملائمة وجيدة على المستوى الفردى واليومى
والانسانى وعلى المستوى الدنيوى ( فى قضاء الامور والاحتياجات ) وانما فى اعتقادى تبدو الاهمية
الاكبر لتلك العلاقات فى تأثير الافراد على بعضهم البعض فى سبيل تحقيق كل انسان لمهمته التى
يرجوها فى سبيل تحقيق واجباته المتعلقة بالاخرة اى الحكمة المؤجلة .

وهنا اعود بحديثى الى بدايته عن العالم الاصغرمع النفس والعالم الاكبر مع الكون حيث تكمن
العلاقة الابدية للحكمة من وجودنا المؤقت فى الحياة حتى لو طال مع
اعدادنا للحقيقة الدائمة فى الاخرة .

اذا اهمية معاملة الناس بحكمة وخير لا ينتهى عند المفهوم الدنيوى وانما لاهمية ذلك التأثير التى
يمكن ان تسببه تلك المعاملة على رحلة كل انسان على حدة والتى نهايتها اما مكافئة او عقاب ,
فربما يظهر الايمان الحقيقى لانسان ما من مجرد لحظة تأمل فيها انسان اخر او كائن او صورة
او سمعت اذنه كلمة بسيطة غير مقصودة وانما تأثيرها يدعوه الى النظر الى الخالق الاكبر بعيدا
عن حدود الزمان والمكان .

(سنريهم ءاياتنا فى الأفاق وفى انفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق او لم يكف بربك أنه
على كل شئ شهيد )
______________________________سورة فصلت (53)

..........................................