المشهد الثالث عشر ****************** اليوم أول أيام (طارق) فى العمل ، برغم أنه تشاءم مما حدث لـ (هيما) ، و لكنه أقنع نفسه بأن الأمر مختلف ، و أن (هيما) نحس و شؤم و بيغرق فى شبر ميه . استيقظ فى العاشرة صباحاً و توضأ و صلى الصبح و جلس على السجادة يدعو الله تعالى أن يوفقه و كان – بجهل منه - من ضمن الناس الذين يظنون أن صلاة الفجر ممتدة حتى يؤذن الظهر و صلاة العشاء ممتدة حتى يؤذن للفجر ، برغم أن آخر موعد لصلاة الفجر هو شروق الشمس و آخر موعد لصلاة العشاء هو منتصف الليل . المهم ... لبس اليونيفورم الجديد و نزل إلى الشارع مبكراً حتى يلحق بالموعد فيُكَوِّن بذلك انطباعاً جيداً عنه من أول يوم كان معرض السيارات فى حى ( عين شمس ) فوصل إليه قبل موعده بنصف ساعة عل الأقل و ذهب إلى صاحب المعرض الحاج ( فوزى) فوجده جالساً فى مكتب فخم ، زجاجى يطل منه على المعرض كله ، فقابله مقابلة جيدة و طلب له شاى الصباح فوزى : إن شاء الله تنبسط معانا يا (طارق) طارق : بإذن الله يا حاج فوزى : أهم حاجة فى شغلنا إن الوحد يكون مصحصح و نبيه و ناصح . طارق : طبعاً يا حاج ... دى أهم حاجة فوزى : فى شغلنا ده حتقابلك أصناف غريبة .... الطيب و النصاب و الأمين و الحرامى ، أهم حاجة محدش يضحك عليك طارق : إن شاء الله يا حاج فوزى : إحنا هنا عشرة ، أنا ،و الأستاذ ( مجدى) مدير المعرض و اللى ماسك الحسابات ، الأستاذ (محسن ) بياع ، الشيخ ( صبرى ) بياع برضه و الشيخ (شكرى) ميكانيكى ، الأسطى ( جمال) كهربائى سيارات ، و موظف الأمن اللى هو انت و زميلك اللى بتغير معاه ، و (شوقى ) عامل نظافة و ( منير) عامل بوفيه ، عاوزك تتعرف عليهم طارق : حاضر يا حاج ثم أعطاه ملفاً به بيانات كل واحد منهم كاملة ليتعرف عليهم على مهل فوزى : إنت المفروض حتقعد على المكتب اللى جنب الباب و عينك على اللى داخل و اللى خارج و اللى تشك فيه تتابعه كويس و تيجى تبلغنى طارق : مفهوم يا حاج فوزى : لازم كل يوم تمر على طفايات الحريق تتأكد إنها شغالة طارق : إن شاء الله أكون عند حسن ظنك يا حاج بعد ذلك نادى الحاج (فوزى) الأستاذ ( مجدى) ليتعرف على (طارق) و يأخذه يطوف به على الموظفين و تم التعارف بسرعة ثم ذهب إلى مكتب الأمن و تسلم الوردية من زميله و جلس لأول مرة على المكتب الذى يكشف المعرض كله مسروراً بالمكتب و الهاتف ، و تمنى لو اكتملت هذه المظاهر بمسدس يضعه فى جانبه و لكن الأحداث التى حدثت بالأمس مع الباشمهندس( هيما) جعلت الشركة تسحب كل المسدسات من موظفيها ... مر الوقت بطيئاً فحركة البيع و الشراء كانت ضعيفة جداً فكان يزجى وقته بالتطلع إلى ملف العاملين الذى أعطاه إياه الحاج (فوزى) ليتعرف عليهم ، و انشغل بالتطلع إلى بيانات الموظفين و صورهم ، ثم سمع طرقاً على الباب و دخل شاب وسيم ذو لحية مهذبة و رائحة طيبة يرتدى قميصاً بسيطاً و بنطلوناً قصيراً ، فانشرح طارق لرؤيته فقد ذكره بخاله (كرم ) و بـ (أسامه ) الذى أقرضه الحذاء . وقف طارق لتحية الداخل و قابل ابتسامته بمثلها و مد يده لتحيته و تذكر أن اسمه الشيخ ( صبرى ) البائع صبرى : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته طارق : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته صبرى : أنا جيت أتعرف عليك ، و أعرفك بنفسى طارق : يا أهلا و سهلاً صبرى : أنا أخوك (صبرى ) بكالوريوس تجارة و باشتغل هنا بقالى أربع سنين طارق : و انا إسمى (طارق) سنة تانية كلية تجارة صبرى : برافو عليك .... أنا أحب الإنسان المجتهد طارق : أهو منه تغيير ، و منه أحاول اعتمد على نفسى صبرى : جميل ... و بالمناسبة الحلوة دى عاوز أديلك هدية تفتكرنى بيها طارق : هدية ؟! مد صبرى يده فى جيبه و أخرج مصحفاً صغيراً جميلاً و أعطاه لطارق الذى تناوله منه فى سرور صبرى : بس على شرط طارق : شرط إيه ؟ صبرى : إنك تقرا فيه على الأقل صفحة كل يوم طارق : ( مبتسماً ) إن شاء الله ... و هدية مقبولة ... إنت عارف ..حضرتك بتفكرنى بإنسان بحبه جداً صبرى : مين ؟ طارق : أنا لى خال يشبهلك كتير ... و كلامه زيك كده صبرى : و الله ... ربنا يكرمه يا رب ... ابقى سلم لى عليه و إن شاء الله لو فى فرصة أحب إنى اتعرف عليه ثم انبعث صوت الأذان من مسجد مجاور فأطرق (صبرى) فى خشوع و أخذ يتمتم بكلام لم يسمعه (طارق ) فأخذه الفضول و لكنه سكت حتى انتهى الأذان و رفع (صبرى) رأسه طارق : ممكن أسأل حضرتك سؤال ؟ صبرى : اتفضل طارق : حضرتك كنت بتقول إيه دلوقت ؟ صبرى : كنت باردد الأذان ، يعنى بقول ورا المؤذن زى ما بيقول طارق : ليه ؟ صبرى : عشان النبى صلى الله عليه و سلم علمنا كده ، قال :" إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول .. " أحب (طارق) (صبرى) من أول لقاء و سر ه أن يكون معه فى مكان واحد مثل هذا الإنسان المحترم صبرى : ( ينهض) انت بتصلى يا أخ (طارق) ؟ طارق : آه أمال إيه طبعاً لم يذكر له أنه بدأ الصلاة من يومين اثنين صبرى: طيب إحنا بنقفل المعرض علينا وقت الصلاة و بنصلى كلنا جماعة ، تعالى اتوضا و صلى معانا خرج (طارق ) من المكتب و ذهب ليتوضأ و خرج من الحمام ليجد ( صبرى ) فى انتظاره ليريه مكان الصلاة ، فتأبط (صبرى) ذراع (طارق) و كأنه يعرفه من زمن فأحس (طارق ) بالألفة الشديدة و سار إلى حيث مكان الصلاة منشرحاً صلوا السنة و أقام الصلاة أحدهم ثم قدموا ( صبرى) ليأمهم فحدث أمر غريب فجأة و بدون مقدمات اندفع الشيخ ( شكرى) و اتخذ مكان الإمام ، متجاهلاً نظرات الإستنكار فى وجوه المصلين الشيخ شكرى : استقيموا يرحمكم الله .... الله أكبر انزعج (طارق) طبعاً لهذا الأمر ثم التفت إلى (صبرى) الذى ابتسم له فى هدوء و أشار إليه أن اطمئن ثم التفت إلى القبلة و دخل فى الصلاة . الشيخ شكرى : سمع اللهِ ( بكسر لفظ الجلالة ) لمن حمده و أخيراً بعد تطويل شديد انتهى من الصلاة ثم سلم و التفت إلى المصلين ينظر إليهم و كأنه يتحداهم انشغل كل منهم بالتسبيح و تطلع طارق إلى الشيخ (شكرى) الذى كان فى حوالى الأربعين من العمر و يبدو عليه أنه غير متعلم بعد قليل انصرف كل منهم إلى مكانه و قام ( صبرى ) و (طارق ) و ذهبا معاً و الشيخ (شكرى ) يتابعهم ببصره ذهب (صبرى) إلى مكانه و ذهب (طارق) إلى مكتبه و ذهنه مشغول بما حدث بعد قليل دخل عليه الشيخ (شكرى) شكرى : إزيك يا أخ (طارق ) طارق : الله يسلمك ... إزيك يا عم الشيخ شكرى : نحمد ربنا ... أول يوم ليك النهاردة مش كدة ؟ طارق : آه فعلا شكرى : بقول لك إيه يا أخ (طارق) طارق : نعم شكرى : إنت تعرف اللى اسمه ( صبرى) ده قبل كده طارق : أبداً ... أنا لسه متعرف عليه النهاردة شكرى : طيب ... بص يا أخ (طارق) النبى صلى الله عليه و سلم قالنا : " الدين النصيحة " و أنا عاوز أنصحك لوجه الله طارق : خير إن شاء الله ؟ شكرى : أنا عاوزك تقصر معاه على قد ما تقدر طارق: ( مستغرباً) ليه ... ده راجل كويس شكرى : إسمع الى بقولك عليه .... مش عاوزك تنخدع فى الناس كده على طول ... خلى عندك شوية حذر طارق : (قلقاً) حضرتك ليه بتقول الكلام ده ؟ شكرى : ده إنسان مش كويس ... منهجه فاسد طبعاً (طارق) لا يعرف معنى كلمة منهج أصلاً طارق : يعنى إيه ؟ شكرى : يعنى مبتدع ، ضال مضل ، ماشى على كلام شيوخ الضلالة اللى ربنا ابتلانا بيهم اليومين دول طارق : مش فاهم حضرتك تقصد إيه شكرى : بص مش حينفع أقولك على كل حاجة من أول مرة ... المهم عاوزك تكون حذر عشان محدش يفسد عليك دينك ... مش كل حاجة يقولها لك تصدقها طارق : الراجل مقالش حاجة ... ده يدوب لسة متعرفين قبل الصلاة شكرى : ما هو كده زى التعبان ... عاوز يسمم أفكار الناس ... و أنا حاولت إنى أخليه يسيب الضلالات اللى هو عليها دى مفيش فايدة طارق : طيب حضرتك ممكن تقولى بس هو بيعمل إيه غلط ؟ شكرى : ما انا قلت لك منهجه فاسد طارق : يعنى إيه ؟ شكرى : أصله شكله كده باين عليه من الخوارج طارق : خوارج ؟!!... يعنى إيه خوارج ؟ شكرى : مش عارف بالضبط ... بس الشيخ بتاعنا قالنا إن الناس دى خوارج ... بيتهألى إن الخوارج دول اللى هما بيخرجوا فى سبيل الله طبعاً (طارق ) غير فاهم و غير مقتنع شكرى : انت بتصلى فين يا أخ (طارق) ؟ طارق : بصلى إيه ؟ شكرى : بتصلى الجمعة فين ؟ طبعاً (طارق) لا يذكر آخر مرة صلى فيها الجمعة طارق : فى جامع صغير كده جنب بيتنا شكرى : بتحضر دروس ؟ طارق : ( يبتسم ) دروس إيه ؟ دا أنا حتى ما بروحش الكلية شكرى : لأ مش قصدى ... أنا قصدى بتحضر دروس لحد من المشايخ ؟ طارق : دروس دين يعنى .. ؟ لأ شكرى : و لا بتسمع شرايط لحد ؟ طارق : لأ ... بس ساعات باتفرج على التليفزيون على قناة الحكمة ... خالى بيقولى الشيوخ اللى فيها كويسين شكرى : لا حول و لا قوة إلا بالله ... حكمة إيه بس؟... دى المفروض يسموها قناة الضلالة طارق : الله !!! ليه كده ؟ شكرى : ما هو ده بقى المنهج اللى بقولك عليه ... لو عرفت المنهج الصحيح مش حتنخدع فى كلام الشيوخ دول طارق : ( مرتبكاً ) يعنى إيه طيب ؟ شكرى : لما تدرس المنهج حتعرف مين هم المشايخ اللى تاخد منهم العلم الصحيح طارق : إمممم شكرى : شوف انت ربنا بيحبك ... فيه قريب من هنا مسجد بيدرس فيه شيخ بقاله عشرين سنة ما بيدرس حاجة غير المنهج طارق : يا عم الشيخ منهج ده اللى هو ازاى يعنى ؟ شكرى : شوف أنا بقالى أكثر من خمستاشر سنة باحضر له و لسة بحاول أعرف المنهج ... الموضوع مش سهل ... ده موضوع كبير طارق : يعنى أنا المفروض أقعد عشرين سنة عشان أعرف المنهج ده ؟ شكرى : المهم تحاول ... و تحاول تحضر معايا للشيخ ده .. حيعجبك قوى طارق : حيعجبنى ازاى يعنى ؟ شكرى : ما بيهموش حد ... مدام لوجه الله ... بيضرب فى التخين ... ما شاء الله عليه ..... جريء طارق : يعنى بيتكلم فى السياسة و كده ؟ شكرى : (منقبضاً ) لأ سياسة إيه؟ ... إحنا ملناش دعوة بالسياسة ... الحاجات دى سيبناها لأهلها ... إحنا بتوع منهج طارق : (فى سره) يا دى النيلة على المنهج ( ثم بصوت عال ) أمال بيتكلم فى إيه ؟ شكرى : بيتكلم عن العدل و التجريح طبعاً هو يقصد ( الجرح و التعديل ) طارق : يعنى إيه ؟ شكرى : يعنى يقولك الشيخ ده اسمعه و الشيخ ده ما تسمعوش
روح-الزمالك14 عضو نشط
عدد الرسائل : 74 العمر : 34 البلد : ههههههههههههههههههه ما بلاش الهوايات : وانت مالك المزاج : منيل بنيلة نقاط : 46 تاريخ التسجيل : 23/11/2008
طارق : و قال نسمع مين بقى ؟ شكرى : و الله قالنا ما تسمعوش لحد خالص طارق : يعنى نسمعله هو بس ؟ شكرى : آه عشان هو صاحب منهج ... أما المشايخ دول معندهومش منهج طارق : برضه منهج ؟ شكرى : أمال إيه .. المفروض الواحد يتعلم المنهج قبل أىحاجة .... و اما تيجى معايا عنده حتفهم الكلام ده طارق : إذا كان انت بقالك خمستاشر سنة و لسة مفهمتش شكرى : ما أنا قلت لك الموضع كبير طارق : ربنا يسهل يا شيخ شكرى : ممكن نروح من هنا بعد الشغل ... هو درسه مرتين كل أسبوع طارق : ربنا يكرم إن شاء الله شكرى : المهم مش عاوزك تسمع كلام اللى اسمه (صبرى) ده ... لو عاوز يبقى عندك منهج سليم ابعد عنه و عن اللى زيه طارق : ربنا يهدينا يا عم لشيخ شكرى : لأ ده دينك لازم تحافظ عليه ... شوف أنا باعمل إيه ... مبخليهوش يصلى بينا أبداً ... طارق : آه ما أنا أخدت بالى شكرى : و بعدين سيبك من القنوات اللى طالعة جديد دى ... كلها مشاكل ... و حتأثر على منهجك طارق : بس الناس كلها بتشكر فيها ، و خالى قالى إن فيها مشايخ محترمين قوى شكرى : ( باستهزاء) زى مين بقى ؟ طارق : زى الشيخ (محمد حسان) شكرى : أهو ده أخطر واحد ... الشيخ بتاعنا قالنا إنه مش مخلص و إنه بيمثل طارق : بس كلامه كويس أنا سمعته شكرى : ما هو طول ما انت مش دارس المنهج ممكن تتغر فى أى واحد يطلع فى التليفزيون أو يقولك خطبة أو يطلع له شريط طارق : و الشيخ ( أبو إسحق) شكرى : ( و قد انقلبت سحنته ) أعوذ بالله ...أوعى تسمع له طارق : (مندهشاً) ليه بس ؟ شكرى : الشيخ بتاعنا بيقول لنا إنه مش عالم و لا حاجة و إنه بيتظاهر بأنه عالم .. عشان راح سمع شويه من الشيخ (الألبانى) طارق : مين الشيخ (الألبانى) ده ؟ شكرى : إنت مش عارف الشيخ الألبانى ... ده عالم كبير قوى .... باين كان بيشغل فى التفسير ... طارق : طيب فيه واحد اسمه الشيخ ( وجدى غنيم ) دمه خفيف قوى و بحب اسمعه شكرى : يا نهار اسود ... ده إخوانجى ... ده ضال مضل مبتدع قطبى سرورى طارق : هه ... امال أسمع مين ... أسمع أم كلثوم ؟ شكرى : و الله أرحم من مشايخ السوء دول ثم نهض و سلم على طارق على وعد بلقاء آخر طبعاً طارق كان عقله مثل البليلة .... لم يعد يفهم شيئاً ، كان يعتقد أن كل من لهم لحية مشايخ فضلاء يسمع منهم و يصدق ، و لكن هذه المرة يسمع كلاماً عجيباً المنهج ، العدل و التجريح ، ضال مضل مبتدع قطبى سرورى ، سب فى مشايخ تجلهم الناس و تحترمهم ، و لم يسمع منهم إلا كل طيب كان بفطرته و قلبه لا يصدق هذا الكلام ، و بخاصة أنه سمع خاله أكثر من مرة يمدح فى هؤلاء المشايخ استغرق وقتاً طويلاً فى التفكير حتى سمع أذان العصر فتذكر الترديد وراء الأذان فبدأ يردد خلفه ثم خرج للصلاة ، و تكرر نفس الأمر و اندفع الشيخ (شكرى) ليؤم المصلين . عاد إلى مكتبه و قد بدأ الزبائن فى التتابع فنسى ما حدث و بدأ يتابع ذلك العالم الجديد الذى يراه لأول مرة عالم السيارات ... ذلك العالم الغريب الذى يتمنى أن ينضم إليه قام من مكتبه ليقوم بجوله فى المعر ض و يشاهد السيارات التى يراها فى المجلات عن قرب ، ثم قام بعمل رسم كروكى للمعرض و مكان طفايات الحريق ثم ذهب إلى مكتبه ،و أخرج ملف العاملين و فتح صفحة الشيخ ( شكرى) و نظر فى خانة المؤهل الدراسى فوجد أنه يحمل الإعدادية . مر الوقت سريعاً و اندهش لأن أذان المغرب قد ارتفع ، فقام و توضأ و انضم إلى الجماعة و هو يستشعر رضاً عن نفسه لأنه قد صلى جميع الصلوات حتى الآن . اصطفوا و بدأوا الإقامة للصلاة و كان الشيخ (شكرى) مازال يتوضأ ، و كاد المؤذن ينتهى من الإقامة و قد قدموا ( صبرى) فإذا بالشيخ (شكرى ) يندفع جرياً من الحمام و الماء يتساقط من لحيته فيفتح فرجة فى الصف الأول و يجذب (صبرى) من ذراعه و يقول : شكرى : مش أنا قلتلك متصليش إمام قبل كده ؟ اغتاظ المصلين جداً من هذا الحدث و انفعل الاستاذ ( مجدى) مدير المعرض مجدى : جرى إيه يا (شكرى) ميصحش كده .. دى مش طريقة كان (صبرى) ساكتاً و احمر وجهه و لكنه لم ينبث بكلمة ، و (طارق) يتابع الموقف بانفعال شكرى : ده مينفعش للإمامة يا أستاذ(مجدى) مجدى : ليه بقى إنشاء الله ؟ شكرى : عشان ده مبتدع صبرى : خلاص يا جماعة .... اتفضل صلى يا (شكرى) شكرى : (بسخرية غلولة) يا سلام يا أخويا عليك و على تمثيلك مجدى : خلاص بقى يا (شكرى) ... مينفعش كده ... إحنا داخلين على صلاة يلتفت شكرى إلى القبلة ، و يرفع يديه مكبراً شكرى : الله أكبر .... بسم اللهُ الرحمنُ الرحيم ( بالضم) ثم قرأ الفاتحة بطريقة لا يقرأ بها الأطفال ، مليئة بالأخطاء ، لدرجة أن أقل المأموموين علماً كان يستطيع أن يقرأها افضل منه ناهيك أن صوته كان أجشاً مزعجاً ، ثم قرأ سورة الغاشية فأخطأ فى منتصف السورة فرده (صبرى) فلم يلتفت إلى رده و آثر أن يركع على أن يصحح له (صبرى) و أخيراً انتهت الصلاة و التفت إلى المصلين كعادته و نظر إليهم يترقب انطباعاتهم و نظرات التحدى فى عينيه . قاموا و قام (طارق) و مشى معه إلى مكتبه (صبرى) و جلسا معاً صبرى : حتعمل إيه دلوقت ؟ طارق : حاختم الصلاة صبرى : إزاى ؟ طارق : حاقول سبحان و الحمد لله و الله أكبر 33 مرة صبرى : ( مبتسماً) بص ... إحنا ختمنا الصلاة لما سلمنا ... دى اسمها أذكار ما بعد الصلاة بعد قليل سأل (طارق) (صبرى) طارق : هو انت منهجك إيه يا أستاذ (صبرى) ؟ صبرى : ( يضحك) هو (شكرى) قعد معاك ؟ طارق : آه قعد قعدة كبيرة ؟ صبرى : و قالك إيه ؟ طارق : قعد يكلمنى عن المنهج ، و العدل و التجريح و يشتم فى المشايخ صبرى : ( يبتسم فى هدوء) بقولك إيه .. مش انت قلت لى إنك ليك خال ملتزم طارق : آه صبرى : أما تقابله اسأله عن كل اللى سمعته ... و ابقى تعالى قلى قالك إيه ... ماشى ؟ طارق : ماشى صبرى : الساعة بقت سبعة ... المفروض إنى حامشى دلوقت ... مش عاوز حاجة ؟ طارق : ربنا يخليك صافحه (صبرى) و سلم عليه و انصرف جلس طارق على المكتب يفكر فى أحداث اليوم ، و فى كل ما قيل له و سمعه ، من الذى على حق و من الذى على خطأ ظل يضرب أخماساً فى أسداس ، و لما كان ضحل العلم قليل المعرفة فلم يصل إلى الحل الصحيح ، فقرر أن خير ما يفعله هو أن يرجئ هذا كله إلى أن يقابل خاله فيحكى له ما حدث ثم ينتظر منه أن يدلى له برأيه الذى يثق فيه . و لكى لا ينسى شيئاً مما حدث أخرج ورقة و قلماً و أخذ يخط فيها الخطوط الرئيسية لكل الحوارات التى دارت اليوم و الأحداث التى لم ترد له على بال قبل الآن . " يا ترى مين اللى صح و مين غلط " ----------- إلى اللقاء مع المشهد اللى بعد كده
روح-الزمالك14 عضو نشط
عدد الرسائل : 74 العمر : 34 البلد : ههههههههههههههههههه ما بلاش الهوايات : وانت مالك المزاج : منيل بنيلة نقاط : 46 تاريخ التسجيل : 23/11/2008
ياستى والله الزمالك دا حبى الاول فى الرياضه المصريه وانتى انسانه جامده جدا لانك حبه القصه الى انتى بتعرضيها حتى مع انها منقوله ودا المفروض يعنى وانا عن نفسى شايفها جميله جدا وشايفك اجمل منها بكتير//// انا اعتذرت اهه بس ردى عليا بقى واعرضى باقى الحلقات بسرعه شويه
agient13 عضو ماسي
عدد الرسائل : 1259 العمر : 36 البلد : انبارح كان عمرى 20 &&& الغاليه الهوايات : الشطرنج وتنس الطاوله والكمبيوتر والاكل المزاج : متغير نقاط : 870 تاريخ التسجيل : 22/11/2008
طيب احنا زنبنا ايه انا مستعده اعتذر لك بالنيابه عنه ومعدتش ترد عليه تاني
ايه ياست روبى انت جايه تهدى النفوس ولا تعملى ايه انشاء الله اهدى علينا كدا شويه الله يسترها معاكى العمليه مش ناقصه انتى جايه توقعى بينا ولا ايه داحنا اولاد فانله واحده وكما قال الشاعر الى خدته القرعه تاخده ام شعور ههههههههههههههههههه متحضرونا ياجماعه خلاص بقى ياروح الزمالك مش هسيبك غير لما تضحك
روح-الزمالك14 عضو نشط
عدد الرسائل : 74 العمر : 34 البلد : ههههههههههههههههههه ما بلاش الهوايات : وانت مالك المزاج : منيل بنيلة نقاط : 46 تاريخ التسجيل : 23/11/2008
ياستى والله الزمالك دا حبى الاول فى الرياضه المصريه وانتى انسانه جامده جدا لانك حبه القصه الى انتى بتعرضيها حتى مع انها منقوله ودا المفروض يعنى وانا عن نفسى شايفها جميله جدا وشايفك اجمل منها بكتير//// انا اعتذرت اهه بس ردى عليا بقى واعرضى باقى الحلقات بسرعه شويه
ياعينى صعبتوا علية
على العموم هو كل يوم حلقة علشان التشويق يا جماعة اوك
والقصة فعلا منقولة وانا قولت كدة فى البداية
وهنزل التتر 14اهو
روح-الزمالك14 عضو نشط
عدد الرسائل : 74 العمر : 34 البلد : ههههههههههههههههههه ما بلاش الهوايات : وانت مالك المزاج : منيل بنيلة نقاط : 46 تاريخ التسجيل : 23/11/2008
المشهد الرابع عشر ----------------------- النهاردة الجمعة و يوم الجمعة عند المصريين له وضعية خاصة ، البعض يرى أنه يوم إجازة يرتاح فيه الناس من العمل و يتم فيه كسر الروتين الذى يبدأ بالاستيقاظ مبكراً و الخروج لمعركة المواصلات اليومية ، و البعض يرى أنه يوم عبادة و ذكر و صلاة على النبى صلى الله عليه و سلم و قراءة سورة الكهف ، و بعض الناس يرى أنه يوم البخور و الفول المدمس بالزيت الحار و اجتماع الأسرة حول الإفطار . أما الأمهات الفضليات فيرين أنه يوم الغسيل و التنفيض و المسيح أو التسييق على رأى أم (طارق) التى تصر على أن تقول ( أسيق البلاط) بدلاً من ( أمسح البلاط). استيقظ الأب و الأم فى ذلك الصباح مبكراً كعادتهم و لم يحاولوا إيقاظ أولادهم فهم يعرفون أن ذلك من رابع المستحيلات أشعل الأب عوداً من البخور و دخلت الأم الحمام حيث الغسالة العتيقة ذات الموتور العالى و بدأ فى العزف المنفرد الذى ينافس أفضل قطار سكة حديد على خط القاهرة/الصعيد الدولى !! ثم دخلت إلى المطبخ لتعد لزوجها الإفطار الذى يصر على أن يكون مكوناً من كل ما له صله بالزيت باذنجان مقلى – فول بالزيت الحار – طعمية – بطاطس مقلية – فلفل مقلى – جبن قريش بالزيت .... إلى آخر كل ما تتخيله من أكلات بالزيت ، بل إنهم فى بعض الأحيان حين لا يجدون باذنجان يقلونه ، فإنهم يقلون الكوسة ، و يبدو أنهم فى طريقهم لقلى المحشى . المضحك انك تجد الأستاذ عبده والد طارق بعد أن يضرب كل هذا الديناميت فى بطنه المسكين تجده يشتكى من الحموضة و يقول كلمته الشهير بعد كل وجبة :" مش عارف الحموضة دى من إيه ؟ " خرجت الأم بصينية الطعام ووضعتها على المنضدة أمام الأب الذى كان يقرأ الجريدة فلما رآها نحاها جانباً و تلمظ باشتهاء و هو ينظر إلى صينية الطعام و بدأ الأب و الأم يتناولون إفطارهم بشهية عالية الأب : أيو كدة يا شيخة مش أكل الساندويتشات اللى فى الشغل ، آل جبنة فلمنك آل ... دى بتجيبلى إسهال كل أما آكلها الأم : و هو فى أحسن من أكل البيت ؟ يكسر بيضة على رأسه و يبدأ فى تقشيرها ببراعة الأب : ( متعجباً ) بذمتك يا فتحية شُفتى حاجة لما تاكليها تجوعك ؟ ... أهو أكل الشغل لما آكله أجوع أكثر كانت الأم أيضاً منشغلة بالطعام فلم تحسن الإنصات إلى ما قاله زوجها فقالت أى شيء الأم : ربنا يخليك لينا يا أبو طارق الأب : الواد طارق حيروح الشغل إمتى ؟ الأم : ( تمصمص شفتيها ) عينى عليك يابنى .... راجع الساعة واحدة بالليل الأب : و هيروح إمتى النهاردة ؟ الأم : راجع امبارح يا ضنايا على ما عملتله العشا كان راح فى سابع نومة الأب : ( و قد بدأ يتذمر ) هيروح النهاردة و لا لأ ؟ الأم : صحيته و أكلته فى بقه بالعافية .... أكل يا عين أمه لقمتين و مقدرش راح نايم تانى الأب: ( ثائراً ) يا ولية سألتك ميت مرة هيروح الزفت الشغل إمتى و انت شغالة مش راضية تفصلى الأم : ( بارتباك ) يوه ... جرى إيه يا راجل ... ما أنا جايلك فى الكلام أهه الأب : يعنى لازم تلفى على واسع ... متكلمى علطول الأم : أيوه يا خويا هيروح النهاردة بعد الصلاة الأب : فكرتينى ... المرة اللى فاتت حصلى موقف بايخ قوى الأم : خير إن شاء الله الأب : و أنا باصلى الجمعة نمت و الخطيب شغال الأم : طيب و إيه يعنى ... ما انت بتنام كل مرة الأب : بس المرة دى شخرت بصوت عالى ... و الناس قعدت تصحى فيه .. إنى أصحى .. أبداً ... الأم : أيوه انت حتقولى على شخيرك ؟ أمال إيه الى بيخلينى أنام فى الصالة ؟ الأب : مش عارف إيه اللى جرالى .... بقالى أربعين سنة بنام فى صلاة الجمعة و مكنتش بشخر خالص ... باين طلعتلى اللحمية الأم : بيقولوا أصلها بتطلع على كبر الأب : على رأيك .... ناولينى فحل البصل اللى جنبك ده تناوله فحل البصل فيفترسه و كأن بينهما ثأراً يخرج (وائل) من الحجرة مرتدياً التى شيرت الأحمر المميز لفريق الأهلى و عل رأسه تلك القلنسوة أو الطاقية أو الزعبوط أو ... لا أدرى ما سمها التى ابتدعوها للمتفرجين فى الاستاد ، و التى لا أجد شبيهاً لها إلا طاقيات حاخامات اليهود ، و قد رسم على وجهه شعار النادى الأهلى و أمسك طبلة تحت إبطه الأب : يعنى صاحى بدرى النهاردة يعنى وائل : ما أنا قلت لك يا بابا ... أنا رايح الماتش الأب : يا بنى حد يروح الاسماعيلية عشان يتفرج على ماتش .... متتفرج عليه فى التليفزيون وائل : يا بابا أنا مش رايح أتفرج .. أنا رايح أشجع .... لازم كلنا نقف جنب الفرقة ... ده ماتش مهم قوى الأم : يا بنى و إيه اللى حايجيلك من السفر و البهدلة وائل : مفيش بهدلة و لا حاجة ياماما ... إحنا مأجرين أتوبيس كبير ... حنروح النادى الأول ، و بعدين نروح اسماعيلية يسكت الأب فى يأس من إقناع ولده ، و يضع همه فى الأكل الأم : طيب تعالى كلك لقمة ... إسند بيها نفسك وائل : يا ماما ما انت عارفة ... لما يكون فيه ماتش للأهلى مبعرفش آكل و لا أشرب الأم : زى ما يكون حيقبضوك ... الله يخرب بيت الكورة على اخترعها وائل : ( مبرما) يووووه ثم يدخل حجرته ، و يخرج موبايله و يضرب رقماً و ينتظر حتى يأتيه الرد وائل : إيه يا جورج ... إنت لسة نايم ؟ ..... طيب يلا يا عم عشان منتأخرش .... عبد الرحمن ؟ ... لا يا راجل أروح مع مين ... مش هاروح معاه ... ده واد إتم ... يا عم لأ أنا و انت بس ...... حعدى عليك و نطلع على النادى الأتوبيس حيتجرك الساعة حداشر بالظبط ... مش عاوزين نتأخر .... آه حنلحق ... ما احنا حنمشى وقت صلاة الجمعة بتبقى الشوارع فاضية ....يلا بيس ... بقولك ....متنساش تجيب الزمارة معاك طبعاً فهمنا من هذا الحوار أن (وائل) له صديقان هما (جورج) و ( عبدالرحمن) (جورج) لذيذ و لطيف و جميل الصحبة ، أما (عبد الرحمن) إتم و رخم و كلاويه ساقعة ، و لا حول و لا قوة إلا بالله و الأهم من ذلك أن (جورج) أهلاوى صميم ، يعنى دمه أحمر على رأى (وائل) ، اما ( عبد الرحمن) فدمه ماسخ خرج من الحجرة بعد أن أكمل ارتداء ملابسة ، و سلم على أبويه و خرج كان بيت صديقه(جورج) قريباً من دارهم ، فوصل إليها سريعاً و اشترى الجريدة الرياضية فى طريقه ليتابع آخر الأخبار فكان شكله عجيباً نوعاً ، فالطبلة فى يمينه و الجريدة فى يساره أرسل رنة إلى موبايل (جورج) فنظر من الشرفة و أشار له أنه (نازل فوراً) لحظات و نزل (جورج) يحمل الزمارة ، و عانقا بعضهما و طبع كل منهما أربع قبلات على خد صاحبه جورج : ما تيجى يا بنى نكلم (عبد الرحمن) وائل : فكك منه بقى يا جورج ....يلا إحنا عشان منتأخرش ركبا إلى النادى ووصلا فوجداً أعداداً كبيرة قد سبقتهم وقد وقفوا أمام بوابة النادة تهتف للفريق بكل حماس و قوة كانت الساعة لم تبلغ العاشرة بعد ، فظلوا فى هذا (العبط) حتى جاوزت الساعة الحادية عشر ، و أخيراً وصلت الأتوبيسات فخفوا إليها و اتخذوا مقاعدهم و انطلقت الأتوبيسات ليس إلى الاسماعيلية مباشرة و لكن لتذهب بهم إلى فرع النادى الثانى فى مدينة نصر فوصلوا إلى هناك مع ارتفاع صوت الأذان فقام أحد المشجعين و كان سنه قد جاوز الخمسين و أشار إلى المشجعين داخل الأتوبيس أن أنصتوا إلى صوت الأذان ، فسكتوا جميعاً و أنصتوا فى خشوع و بعد انتهاء الأذان قال لهم ذلك الرجل الذى هو كبير المشجعين كبيرالمشجعين : حادعى يا جماعة و كلكم تقولوا آمين من قلوبكم ..... يا رب انصرنا على أعدائنا المشجعين : ( بصوت قوى ) آمين كبير المشجعين : يا رب الأهلى يغلبهم ثلاثة صفر المشجعين : آمين كبير المشجعين : يا رب رقق علينا قلب الحكم المشجعين : آمين كبيرالمشجعين : يا رب ما تشمتش فينا الزمالكوية المشجعين : آمين كبير المشجعين : يا رب بحق اليوم المفترج ده رجعنا مجبورين الخاطر المشجعين : آمين كبير المشجعين : يا رب كمل فرحتنا و ادينا الدورى المشجعين : آمين كبير المشجعين : إن شاء الله منصورين يا رجاله ... ما دام ربنا معانا أحد المشجعين : أهم أهم أهم ... الشياطين أهم المشجعين : أهم أهم أهم ... الشياطين أهم وائل : الأهلى عمهم ... و حابس دمهم المشجعين: الأهلى عمهم ... و حابس دمهم ثم أخيراً امتلأت الأتوبيسات و انطلقت إلى ميدان الوغى و الحرب و النضال ... إلى ستاد الإسماعيلية .......حيث المباراة المرتقبة. و كانت أصواتهم و تشجيعاتهم عالية جداً حتى أنهم قد مروا فى طريقهم على مسجد يصلى الجمعة فلم يخفضوا من أصواتهم . و كانت الأعلام تخرج من نوافذ الأتوبيس عليها شعارات النادى و التشجيع خرجوا إلى الطرق الدائرى ، و تشجيعهم ما زال مستمراً أحد المشجعين : بس الحكم بتاع المرة اللى فاتت كان ابن ( .....) ، كان حيضيع علينا الماتش طبعاً ما بين القوسين سب للدين ، و هذا شيء مألوف فى مثل هذه المواقف أحد المشجعين : على الله يجيبوا واحد غيره المرة دى كبير المشجعين : آه لازم ... و إلا حنخليها ضلمة أحد المشجعين : دا إحنا نولع لهم فى الاستاد أحد المشجعين : بس بتوع الأمن ولاد ( ..... ) حا طين نقرهم من نقرنا أحد المشجعين : ده واحد فيهم بن حرام ضربنى المرة اللى فاتت ضربة بعصايته خلانى ما عرفتش أقعد لمدة أسبوع أحد المشجعين كان يلبس فانلة داخلية ممزقة و قد دهن وجهه كله بالأحمر و حلق شعره
روح-الزمالك14 عضو نشط
عدد الرسائل : 74 العمر : 34 البلد : ههههههههههههههههههه ما بلاش الهوايات : وانت مالك المزاج : منيل بنيلة نقاط : 46 تاريخ التسجيل : 23/11/2008
بالكامل قام ووقف فى وسط الأتوبيس و لف نفسه بالعلم الأهلاوى الغالى ، و ظل يهتف للأهلى و هم يرددون وراءه و اشتعل حماسهم و كان يزيد كلما اقتربوا كبير المشجعين : بقولكم إيه يا رجالة .... عاوزين نبقى رجالة بجد ... لو ورينا الحكم العين الحمرا حيعمل لنا حساب و حيخاف يعمل حاجة غلط . أحد المشجعين : احنا وراك ... اللى حتقول عليه حنعمله كبير المشجعين : العيال بتوع الاسماعيلية ولاد ..... (سب الدين ) مستبيعين .......... و مستحلفين لينا من المرة اللى فاتت لما ضربناهم فى الاستاد بتاعنا .... عاوزين نبقى كلنا مع بعض ... لو اتفرقنا حيستفردوا بينا و حيضربونا مال جورج على وائل و سأله جورج : انت جبت المبايل معاك ؟ وائل : آه ... ليه جورج : ممكن يكون فيه لبش ... كنت سيبه وائل : لبش مين يا عم ... دا إحنا ناكلهم جورج : أنا سبت موبايلى يا عم أحد المشسجعين : (بصوت عال ) يا اسماعلية يا اسماعلية ... حانهدك و قلوبنا قوية المشجعين : ( بحماس شديد ) يا اسماعلية يا اسماعلية ... حانهدك و قلوبنا قوية مشجع آخر : ( يبدو أنه متخلف ) يا اسماعلية يا اسماعلية ... حنضربك بالجزمة كبير المشجعين : اقعد ياد يا بن ....( شتمه بأمه ) ...مش قلتلك متشجعش تانى .... تشجيعك كله بايظ المشجع المتخلف : انت دايماً كاسفنى كده يا كابتن ؟ كبير المشجعين : ياد مش ماشية ... السجع بايظ مشجع آخر : يا اسماعلية يا بلاليص .... حنرجعكوا بلابيص كبير المشجعين : أقعد ياد انت كمان ... إيه بلابيص و بلاليص دى ثم قام و التفت إليهم و تنحنح و بدأ فى إلقاء درسه كبير المشجعين : يا كباتن التشجيع ده فن .... لازم يكون الندا على السجع ... و لازم يكون كلمتين و رد غطاهم ، و يكونوا فى الصميم .... و اللى بيهتف يكون صوته قوى ... عشان يملا المشجعين حماس المشجعين : تمام يا كابتن كبير المشجعين : و مش عاوزين نزهق و لا نتعب ... طول الساعة و نص نشجع فريقنا و نشتم فريقهم ... دى حرب و لازم نكسبها ، ماشى يا رجالة ؟ المشجعين : (بجنون) ماشى يا كابتن كبير المشجعين : و مش حانمشى اللى كلنا مع بعض ... مش حنسيب حد ورانا ... ماشى يا رجاله المشجعين : (بجنون) ماشى يا كابتن ظلوا كذلك يهتفون و يصرخون و يتشنجون بمتهى الجنون وصلت الأتوبيسات إلى ستاد الاسماعيلية و دخلوا الاستاد و ذهبوا إلى المدرجات الخاصة بهم قبل موعد المبارة بأكثر ثلاث ساعات ، و كان مجلسهم فى الشمس الحارقة فلم يفت ذلك فى عضدهم ، فالمهمة التى جاؤوا من أجلها أرفع و أجل من كل التضحيات . قسموا أنفسهم مجموعات كل مجموعة لها دور مؤثر ، فهناك حاملى اللافتات الكبيرة ، و هناك حاملى الآلات الموسيقية كالطبل و الزمارات ، و هناك المشجعين بالهتافات ثم بدأوا فى المناوشات بينهم و بين جمهور الاسماعيلى أحد المشجعين : يا اسماعيلى يا غلبان .... طول عمرك دايماً خسران فرد عليهم مشجعى الاسماعيلى بهتاف مماثل و هكذا طوال ثلاث ساعات كاملة ، بمنتهى الحيوية و النشاط و أخيراً بدأت المباراة و ارتفعت الهتافات الجنونية من مشجعى الفريقين و السباب بأقذع الشتائم و سب الدين لأتفه الأسباب و كان معظم المشجعين لا يشاهد المباراة بل و يعطى للمعلب ظهره ، و مر الوقت و قاربت المباراة على الانتهاء و ما زال التعادل هو سيد الموقف كما يقولون و انتهى الوقت تقريباً ، ثم احتسب الحكم على فريق الاسماعيلى ضربة جزاء فى الوقت بدل الضائع فاشتعلت المدرجات ، و زاد السباب و الشتم و سب الدين، و كل يغنى على ليلاه ، فهذا يصرخ من ظلم الحكم ابن (.... ) و هذا يصرخ من الفرح و أن عدالة السماء قد نزلت على استاد الاسماعيلية لترد لهم حقهم السليب . و احتضن (وائل) (جورج) فى فرح و هم يمنون أنفسهم و تقدم أحد اللاعبين متصدراً لضربة الجزاء و سكت الجميع ، و سدد اللاعب ضربة الجزاء فصدها لاعب الاسماعيلى و دب الجنون فى مشجعى الاسماعيلى ، و صرخوا فى فرحة شديدة ، كذلك صرخ مشجعى الأهلى من الغضب و شتموا اللاعب الذى أضاع ضربة الجزاء بأقذع الشتائم ثم أفاق الجميع على صافرة الحكم ، و هو يعيد ضربة الجزاء ، فقد تحرك الحارس حركة غير قانونية و كأن بركاناً من الغضب انفجر فى الاستاد . فلت عيار المشجعين من كلا الفريقين ، و رمى مشجعى الاسماعيلى بزجاجات المياه و الطوب على الحكم و الملعب و شتموا الحكم و سبوا له الدين ، و اعترض اللاعبون و اعترض الجهاز الفنى للاسماعيلى ثم لم يجدوا بداً من تنفيذ كلام الحكم و أعيدت ضربة الجزاء و هذه المرة أحرز هدفاً ، و بعدها بدقيقة واحدة ارتفعت صافرة الحكم معلنة انتهاء المباراة بفوز الأهلى . طبعاً لك أن تتخيل مقدار الفوضى التى لحقت انتهاء المباراة خرج اللاعبون فى حراسة الأمن ، و امتلأت أرض الملعب بزجاجات المياة و الطوب الأدهى من ذلك أن السور الذى يفصل بين مشجعى الفريقين قد تحطم و دخل مشجعى الاسماعيلى على مشجعى الأهلى كأنهم الجراد فقد كانوا يفوقونهم عدداً و عدة و عتاداً ، و بدأ الهجوم التترى ، و لم تفلح مجهودات رجال الأمن الأفذاذ فى صد هذه الجحافل التى أرادت أن تشفى غليلها فى مشجعى الأهلى انقضوا عليهم انقضاضة الصاعقة ، فهزم جيش الأهلى و رجع القهقرى و تشتت شمله و أمسك (جورج) يد (وائل) و انطلقوا يهربون بنتهى الرعب جورج : ( يلهث ) يلا بسرعة يا وائل دول قربوا مننا وائل : يلا بسرعة و جرى (جورج )و تبعه (وائل ) بمنتهى السرعة ، و لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن تعثر (وائل) فى كرسى مقلوب فسقط على الأرض فترك (جورج) يده و فر بجلده ، و نظر إلى حيث (وائل) فوجد أربعة من مشجعى الاسماعيلى ضخام الجثث يحملون (وائل) و يرجعون به إلى صفوفهم الخلفية فأسرع (جورج) أكثر ليهرب و رأى كبير المشجعين : جورج : إلحق يا كابتن وائل اتخطف كبير المشجعين : تعرف تقول يا فكيك .... اهرب بحلدك أحسنلك ... متمعملش فيها بطل ... أحسن يقطعوك طبعاً الأخ ( جورج) لم يكن فى حاجة إلى هذه الوصية ، فكانت خطواته أسرع من أنفاسه أما (وائل) المسكين فقد وقع فى يد أربعة من المشجعين المسجلين خطر أمسكوه و (زنقوه) فى ركن ، فكاد (وائل) أن يبول على نفسه من الرعب كبيرهم : انت بقى أهلاوى مش كده وائل : و المصحف لاشجع الاسماعيلى يا كابتن أحدهم : الواد ده أنا عارفة ... ماشى وراء الأهلى فى كل ماتش وائل : الله يلعن أبو الأهلى على أبو اللى عايزين يشجعوه .... و حياة ربنا ما حاشجعه تانى كبيرهم : نعمل فيك إيه ؟ وائل : اعتقونى لوجه الله كبيرهم : قلعوه ملط -------------------- إلى اللقاء مع المشهد اللى بعد كده ------------------------------------------------------
روح-الزمالك14 عضو نشط
عدد الرسائل : 74 العمر : 34 البلد : ههههههههههههههههههه ما بلاش الهوايات : وانت مالك المزاج : منيل بنيلة نقاط : 46 تاريخ التسجيل : 23/11/2008
لاااااااااااااااااااااااااااا قولى كملى والله هيا البدايه كانت غلسه اوى وبعدين الاحداث اتعدلت شويه شويه لحد قبل النهايه بقت حلوه كملى لا والله هغير على قناه تانيه تكون سبقاكى فى الحلقات
روح-الزمالك14 عضو نشط
عدد الرسائل : 74 العمر : 34 البلد : ههههههههههههههههههه ما بلاش الهوايات : وانت مالك المزاج : منيل بنيلة نقاط : 46 تاريخ التسجيل : 23/11/2008
المشهد الخامس عشر ----------------------- سمع طارق أذان الجمعة و هو بعد ما زال نائماً ، ففتح عينيه فى إرهاق ثم تثائب فى كسل ، و أغمض عينيه ثانية ، و لكن صوت الأذان كان عالياً ، فأزاح الغطاء و جلس مكانه يفرك فى عينيه و يهرش فى رأسه لم يكن من عادته أن يصلى الجمعة و لكن هذه المرة أراد أن يتغلب على كسله ، و لكن جفناه ثقيلان كأنهما جبلان حدثته نفسه أن يعود إلى النوم ثانية و استحلى هو هذا النداء ، ثم نفض رأسه فى قوة كى يفيق ، و يبعد هذا الخاطر عن رأسه ثم تذكر أنه لم يصل الصبح ، فتضايق و استغفر ثم نادى أمه فأتت أمه و على يديها أثر رغاوى مسحوق الغسيل الأم : صباح الخير يا طارق .... إيه اللى صحاك دلوقت ؟ لسة بدرى على الشغل طارق : يا ماما مش أنا قلت لك صحينى أصلى الصبح ؟ الأم : ما هانش على أصحيك و انت جى تعبان بالليل طارق : ( ما زال يفرك فى عينيه) يا ماما مينفعش ... ابقى صحينى أصلى ياماما بعد كده الأم : حاضر يا حبيبى .... ربنا يقوى إيمانك ينزل (طارق) رجليه و يضعهما على الأرض و هو ما زال جالساً على السرير و يضع مرفقيه على ركبيته و يضع رأسه على كفيه الأم : انت حتقوم خلاص ؟ طارق : آه ياماما حاروح أصلى الجمعة الأم : ( باستغراب) حتروح تصلى الجمعة ؟ طارق : آه ... و بعد كده مش حاسيب الصلاة تانى الأم : ربنا يكرمك يا بنى ... عقبال أخوك طارق : خالى (كرم ) ما اتصلش ؟ الأم : اتصل و قال إنه جاى النهاردة ... و يمكن يبات معانا كام يوم طارق : و الله ؟ اشمعنى ؟ الأم : أصله بيوضب فى شقته طارق : طيب كويس أصلى كنت عاوزه ضرورى طارق : أمال بابا فين ؟ الأم : ( و هى تخرج من الحجرة) راح يصلى ... حتلاقيه فى الجامع ثم ينهض بكسل و يدخل الحمام ليتوضأ ، ثم ارتدى ملابسه و نزل إلى مسجد شارعهم كان المسجد متوسطاً فى المساحة لا هو بالكبير و لا هو بالصغير ، و لكنه للأسف أوكل به إمام و خطيب لم يحبهم أهل الحى ، من أجل ذلك كان الإقبال على المسجد ضعيف جداً ، حتى أنه فى يوم الجمعة لا يكاد نصف المسجد يمتلأ ، و معظم المصلين من كبار السن و أصحاب المحلات المحيطة و انصرف الناس إلى مسجد من مساجد أنصار السنة ، لأنهم كانوا يسمعون فيها خطبة قيمة و الإمام صوته شجى و قراءته طيبة دخل طارق إلى المسجد و كان الخطيب قد بدأ الخطبة فنظر يبحث عن مكان فارغ فوجد مكاناً فى آخر المسجد شبه مظلم ووجد أباه و ليس جواره أحد . وجده قد ارتكن إلى حائط المسجد و قد راح فى نوم عميق و فتح فمه و علا صوت غطيطه ، فذهب و جلس بجواره و جعل يوقظه و أخيراً بعد محاولات كثيرة انتبه الأب : هه ... فيه إيه ؟ طارق : قوم يا بابا ... الأب : عاوز إيه؟ ... فين أمك ؟ طارق : ( يهمس) قوم يابابا إحنا فى الجامع ... انت مش حتبطل حكاية النوم دى ؟ الأب : ( يتمطى )منمتش و لا حاجة أنا صاحى أهه طارق : قوم يا بابا اتوضى الأب : ليه ؟ طارق : عشان نمت كل هذا و الخطيب يخطب الأب : لأ .. ما أنا واخد بالى ... عملت حسابى و قاعد كويس ... بس انت إيه اللى جابك النهاردة يعنى ؟ هز (طارق ) كتفيه و لم يرد ثم التفت إلى الخطيب يسمع ما تبقى من الخطبة ، و أسند الأب رأسه إلى الحائط ثم بعد قليل سافر مرة أخرى و قد اطمأن أن (طارق ) بجواره سوف يوقظه عند الصلاة ، ثم ارتفع صوت غطيطه ، والتفت إليه وائل فانتقلت إليه عدوى النوم الذى لم يشبع منه بعد ، فتثاءب بقوة و تثاقلت أجفانه فظل يقاوم النوم ، و لكن الحق يقال ، كان النوم أقوى منه و معركته الشرسة معه انتهت لصالح النوم ، فأسند طارق رأسه على الحائط و أغمض عينيه و راح فى سبات عميق ..... خخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ انتهت الخطبة و أقيم للصلاة و صلى الناس و بدأوا يخرجون من المسجد ، و ما زال (طارق) و أبوه نائمين و انتبه إليهم (عواد) خادم المسجد فخف إليهما و جلس بجوار الأب يهزه برفق عواد : حاج (عبدو) ... حاج (عبدو ) ... قوم يا حاج يفتح أبو (طارق) عينيه فى صعوبة و هو غير منتبه لم يجرى ، فلما رأى (عواد) أدرك الموقف عبده : إيه يا عواد .... قاموا الصلاة ؟ عواد : صلاة إيه يا أبو (طارق) ما صلينا و خلاص عبده : بجد و الله ؟ عواد : مصلتش قدام ليه كنا صحيناك ؟ عبده : ( بخجل ) الواد (طارق) ابنى كان قاعد جنبى و قلت إنه حيصحينى يشير عواد إلى (طارق) الذى أسند رأسه إلى الحائط هو الآخر و قد ذهب فى سبات عميق فينهض الأب بحياء ليوقظ ولده النائم عبده : طارق ... طارق ... قوم يفتح طارق عيناه ثم يدرك الموقف فينتفض فزعاً
روح-الزمالك14 عضو نشط
عدد الرسائل : 74 العمر : 34 البلد : ههههههههههههههههههه ما بلاش الهوايات : وانت مالك المزاج : منيل بنيلة نقاط : 46 تاريخ التسجيل : 23/11/2008
طارق : و مصحتنيش ليه يابابا ؟ عبده : أنا كمان كنت نايم طارق : ( بأسف) يعنى المرة اللى آجى فيها تروح على نومة ؟ ثم اتلفت أبوه إلى (عواد) عبده : حد أخد باله يا (عواد) ؟ عواد : لأ يا أستاذ( عبده) عبده : الحمد لله ... مش عارف صلاة الجمعة دى زى ما يكون فيها منوم ثم يخرج و (طارق) و يصعدان إلى المنزل ، فتستقبلهم الأم باشة الأم : عينى عليكو باردة ... أيوه كده عشان ربنا يرضى علينا طارق : بقولك إيه ياماما ... جهزي لى الفطار عشان أمتأخرش على الشغل الأم : من عينى يا حبيبى ثم تسرع إلى المطبخ لتعد طعام الإفطار ، فى حين يدخل هو غرفته يصلى الصبح و الظهر انتهى من الإفطار سريعاً ثم ارتدى ملابسه و سلم على والديه و انطلق إلى عمله ********************** وصل (طارق)إلى عمله قبل موعده بربع الساعة فذهب ليسلم على الحاج فوزى صاحب المعرض طارق : سلامو عليكم يا حاج فوزى : أهلا يا طارق ... أخبارك إيه ؟ طارق : الحمد لله يا حاج فوزى : بقولك إيه يا طارق .. طارق : أأمر يا حاج فوزى : الشيخ صبرى اتصل النهاردة و قال إنه مش جاى ، خليك معايا النهاردة ممكن أطلب منك شوية حاجات طارق : تحت أمرك يا حاج .... بعد إذنك ذهب لى حجرته و جلس على المكتب فوجد المصحف الذى أهداه إياه ( صبرى) ، فأمسكه و جعل يقلب فيه و جعل يتذكر آخر مرة أمسك فيها بالمصحف ، كانت فى رمضان الفائت ، و هاهو رمضان هذا العام على الأبواب ، إذن فقد مر عليه عام كامل لم يسمك فيها مصحفاً بيده و لم ترى عينه فيها كلام الله عز وجل . أحس حنيناً نحو المصحف ففتحه و أخذ يقلب فيه و يبحث عن سورة (الرحمن) فقد كان يحبها ، فلم يفلح بحثه طبعاً أى قارئ متمرس للمصحف يجد أى سورة بسهولة. فتح الفهرس و بحث عنها حتى وجدها و بدأ يقرأ فيها .... سمع من خطيب المسجد أنها عروس القرآن .... و كان لها قصة لا يذكرها ، بدأ القراءة ... الرحمن ... علم القرآن ... خلق الإنسان ... علمه البيان و استغرق فى القراءة و أحس لها حلاوة فى قلبه و ظل كذلك حتى أذن لصلاة العصر فقام و صلى معهم طبعاً مأموماً بالشيخ (شكرى) و ذهب إلى مكتبه و هو يستشعر مللاً ، فما من أحد يكلمه و ما من عمل يقوم به ، ثم تذكر طفايات الحريق فقام و طاف بها فوجد أنها على ما يرام بعد قليل جاءه الساعى يستدعيه إلى مكتب الحاج (فوزى) دخل المكتب فإذا الحاج جالساً خلف مكتبه و أمامه تجلس سيدة من النوعية التى يراها فى الأفلام متبرجة تبرجاً شديداً ، رائحة عطرها(6) قوية جداً ملابسها قصيرة ضيقة لما رآها أُخِذ بشدة فلم يتكلم و لم يسلم ووقف مرتبكاً لا يدرى ما يصنع ، و كان الحاج(فوزى9 منهمكاً فى الحديث مع السيدة فوزى : إن شاء الله حتعجبك يا شريفة هانم ... إحنا شغلنا معروف شريفة : ما أنا جيت على السمعة يا حاج .... العميد (شعبان) هو اللى شكرلى فى عربياتك فوزى : العميد (شعبان الشرقاوى ) هو انت تعرفيه ؟ شريفة : أنا بنت خالته فوزى : يا أهلاً و سهلاً ... طيب مش تقولى ... دا انت صاحبة مكان شريفة : ميرسى يا حاج فوزية : طيب ممكن أجربها يا حاج ؟ فوزى : يا سلام .... انت تؤمرى ثم التفت إلى (طارق) فوزى : روح خلى الشيخ شكرى يخرج التيوتا الزرقا و يسيب المفاتيح فيها ، و تعال لى يخرج طارق بسرعة ليخبر (شكرى) ثم عاد بسرعة كانت الهانم تشرب مشروباً بارداً و الحاج (فوزى) يكلمها بحرارة فوزى : أنت شرفتينا يا مدام شريفة : ميرسى خالص يا حاج ... إنت جانتى خالص فوزى : يا ريت حضرتك تسلمى لنا على سيادة العميد ( شعبان) و تبلغيه تحياتنا شريفة : يوصل يا حاج فوزى : (لـ طارق) خلاص يا طارق ؟ طارق : كله تمام يا حاج فوزى : بص يا (طارق) الشيخ صبرى مجاش النهاردة ... فأنا حاطلب منك طلب طارق : أأمر ياحاج فوزى : إنت حتروح مع الهانم و هى بتجرب العربية طارق: (و هو يكاد يقفز فرحاً ) حاضر يا حاج شريفة : طيب أنا حقوم أجربها و ارجع تانى ياحاج فوزى : أنا حاجى أوصل حضرتك شريفة : مفيش داعى للتعب يا حاج ثم تعبث فى حقيبتها و تخرج جاوز سفر و تمد به يدها للحاج شريفة : باسبورى يا حاج فوزى : ليه إن شاء الله ...عيب يا (شريفة) هانم ... هو انت زبونة ولاَّ إيه إنت صاحبة مكان ... و الله ما يحصل شريفة : الأصول ما تعزلش يا حاج فوزى : خلاص أنا حلفت .... و بعدين إحنا لينا نظرة فى الناس ... اتفضلى أما أوصلك شريفة : ( تضع جواز السفر فى حقيبتها ) خلاص يا حاج اللى تشوفه يخرجان و طارق فى إثرهما حتى يصلان إلى السيارة التى وضعوها أمام المعرض ، فيتفح لها أحدهم الباب و يهمس الحاج (فوزى) فى أذن (طارق) فوزى : إركب جنبها و خليك صاحى ... إوعى تخليها تبوظ حاجة فى العربية طارق : حاضر يا حاج فوزى : ربع ساعة و ترجعوا علطول طارق : حاضر يا حاج يركب طارق بجوارها و هو فى منتهى الضياع ، فهذه أول مرة يركب سيارة فخمة كهذه و الأدهى أنه يركبها بجوار امرأة مثلها انطلقت بالسيارة فى نعومة المحترفين و (طارق) يراقبها فى هيام،فأحست به و التفت إليه و هى تبتسم ابتسامة أطارت ما بقى له من عقل شريفة : إسمك (طارق) مش كده ؟ طارق : آه شريفة : بتشتغل فى المعرض بقالك كتير ؟ طارق : آه ( ثم ينتبه) لأ .. النهاردة تانى يوم شريفة : ( تضحك بخلاعة) و بتعرف تسوق بقى يا (طارق) ؟ طارق : لأ ... مبعرفش أسوق شريفة : لأ لازم تتعلم .... تحب أعلمك ؟ طارق : تعلمينى ؟ شريفة : آه ... ما انفعش ؟ طارق : لأ ... مقصدش شريفة : انت عندك كام سنة يا (طارق) ؟ طارق : عندى 22 سنة شريفة : و بتدرس يا (طارق) طارق : آه ... أنا فى كلية التجارة تبتسم له شريفة ، ثم فجأة يتقلص وجهها و يبدو عليه الألم و تمسك بصدرها ، فيشعر (طارق) بالذعر طارق : إيه ... فيه إيه ... مالك ؟ شريفة : مش عارفة آخد نفسى ... أصل أنا عندى الربو ثم تركن السيارة على جانب الطريق و تفتح حقيبة يدها تبحث فيها عن شيء ما شريفة : هو فين العلاج ... أنا نسيته و لا إيه ؟ طارق : علاج إيه ؟ إنت بتاخدى علاج ؟ شريفة : أيوه ... يظهر إنى نسيته ثم أمسكت صدرها فى قوة و جعلت تشهق بعنف و كأنها تستجدى نسمات الهواء فأحس طارق رعباً لم يحسه قبل ذلك طارق : طيب و بعدين ... شريفة : فيه أجزخانه قريبة من هنا طارق : طيب يلا بسرعة تنطلق بالسيارة مرة أخرى فى إعياء حتى تقف أمام صيدلية على الجانب الآخر من الطريق العكسى ، و تحاول أن تفتح الباب فشعرت بإعياء شديد فأسندت رأسها على المقعد طارق : إيه مش قادرة تنزلى ؟ تهز شريفة رأسها نفياً و لا ترد طارق : طيب اسمه و أنا أجيبهولك ؟ شريفة : (و صوتها لا يكاد يسمع) تستستين طارق : إيه ؟ شريفة : تستستين و تفتح حقيبتها و تخرج له ورقة من فئة الخمسين جنيهاً و تعطيها له فيأخذها و يجرى إلى الصيدلية ، و يدفع الباب الزجاجى و يقتحمها و يجرى إلى الصيدلى فيجده مشغولاً مع زبون آخر فيقاطعه طارق : لو سمحت يا دكتور الصيدلى : لحظة واحدة طارق : معلش لو سمحت ... الحالة خطيرة فيلتفت إليه الصيدلى مهتماً الصيدلى : خير ؟ طارق : عاوز (تستستيس ) الصيدلى : إيه ؟ طارق : (تستستيس ) الصيدلى : ده بتاع إيه ده ؟ طارق : ده بتاع الربو الصيدلى : مفيش حاجة اسمها كده طارق : الله يخليك دور كويس ... دى الست بتموت الصيدلى : يا بنى و الله ما فى حاجة اسمها (تستسيس) طارق : طيب أعمل إيه دلوقتى ؟ الصيدلى : روح هاتلى الروشتة ... و لا هاتلى إسم الدوا صح طارق : حاروح أسألها تانى و أجيلك يخرج طارق جرياً من الصيدلية و يذهب حيث ترك (شريفة) و السيارة طبعاً كلنا نعلم أنه لا توجد ( شريفة ) و لا توجد سيارة و لا يحزنون و أكيد كلنا توقعنا أن السيدة المحترمة (شريفة) هانم ما هى إلا لصة سيارات محترفة كل هذا لا يهم .. الذى يهمنا هو بطل قصتنا ... الشاب المطحون (طارق) .......يا ترى ماذا حدث له ؟ ---------------------------------------- إلى اللقاء مع المشهد اللى بعد كده
روح-الزمالك14 عضو نشط
عدد الرسائل : 74 العمر : 34 البلد : ههههههههههههههههههه ما بلاش الهوايات : وانت مالك المزاج : منيل بنيلة نقاط : 46 تاريخ التسجيل : 23/11/2008
المشهد السادس عشر -------------------------- كانت ليلة سوادء ادلهم سوادها و تراكمت أكدارها و تعاظمت همومها [ و تفشحطت أربازها ] فى قلب (طارق) ذلك الشاب المسكين الروش طحن . خرج من الصيدلية بمنتهى البراءة و اتجه حيث ترك السيارة و بها المرأة التى تركها تجاهد حتى تدخل الهواء إلى رئتيها فما وجد السيارة و لا المرأة و لا وجد حتى رئتيها . كادت أن تصيبه لوثة ... يا لهوى ... الولية راحت فين ... يكمن رجعت المعرض؟ .... يمكن نسيتنى و مشيت ؟..... يمكن أنا اتأخرت عليها ؟... يمكن أنا نسيت المكان ؟.... يمكن بتلف و حترجع تانى ؟.... يمكن السما تمطر كتاكيت ؟ .... يمكن ... يمكن ... يمكن هكذا حدث نفسه بكل ممكن و لم يتخيل و لم يخطر له على بال أن هذه المرأة قد سرقت السيارة ، و أنها قد ضحكت عليه و أنه لا مؤاخذه حمار سهل الخداع كان مجرد التفكير فى هذا (الاحتمال) فوق قدرته على (الاحتمال) ( أظن أن هذاجناس) . كان هناك برنامج إذاعى قديم اسمه : ماذا تفعل لو كنت مكانى؟ حقاً ... ماذا تفعل لو كنت مكان طارق ؟ هل تلطم الخدين ؟ ... هل تقف أمام أى سيارة مارة و تريح نفسك و تنتحر ؟ .... هل تفقد الذاكرة ؟... هل تفقد وعيك ؟ ... هل تفقد شهيتك ؟ ....هل تدخل الحمام ؟ هل تدخل مطعم لتناول الغداء ؟ ماذا تصنع ؟ لا تقف هكذا مفتوح الفم عاجز عن أن تفعل أى شيء . إذن هيا نقترب من طارق و نرى رد فعله ... كان طارق أشبه ما يكون بسائق فقد قدرته على التحكم فى سيارته كان يكلم نفسه كما قلنا و يفترض جميع الفرضيات الممكنة و غير الممكنة ، المهم أن عقله الباطن قد استبعد تماماً فكرة أن تكون المرأة قد سرقت السيارة ، و أظن أن هذا نوع من أنواع الدفاع التى يتخذها العقل للحفاظ على سلامته ... التمويه ... التلافى فالصدمة المباشرة لها تأثير مدمر . دار على عقبيه و عاد إلى الصيدلية فتوجه إليه الصيدلى باهتمام يظن أنه قد جاء بالاسم الصحيح للعلاج الصيدلى : هيه... إسمه إيه ؟ طارق : ( بذهول ) الست أخدت العربية و مشيت الصيدلى : نعم ؟ !!! طارق : خرجت لا لقيتها و لا لقيت العربية الصيدلى : و ما قالتش على اسم العلاج ؟ بدأ طارق يفيق رويدا رويدا و يستشعر ما هو فيه من مصيبة قد تودى بمستقبله طارق : بقولك الست باين عليها سرقت العربية الصيدلى : سرقت العربية ؟!! .. عربية مين ؟ طارق : عربية الحاج (فوزى) .... اللى أنا شغال عنده فى المعرض شعر الصيدلى أن طارق يهذى و أن ملامح وجهه تتحول إلى الجنون فخرج من وراء ( الكاونتر ) الصيدلى : آآه .... طيب اقعد و إهدى و كل مشكلة و ليها حل طارق : ( بصوت عال و كأنه اكتشف هذا الآن) يا لهوى ... الولية سرقت العربية يربت الصيدلى على كتفه و يحاول تهدئته طارق : دا أنا لسة مبقاليش يومين شغال عنده .... أنا رحت فى داهية ثم يجرى إلى الشارع و هو يحدث نفسه ، و ترك وراءه الصيدلى يضرب كفاً بكف يجرى طارق إلى حيث ترك السيارة فيجد سيارة أخرى شبيه بها فيظن أنها هى فيجرى عليها و لكن كيف تكون شبيهة بها و هذه السيارة حمراء و التى سرقتها المرأة زرقاء و السيارة التى سرقت كانت تيوتا ملاكى و هذه نصف نقل ... يبدو أن عقله قد بدأ (يفوت ) فكر أن ينتظر فى المكان الذى تركها فيه لعلها تعود و بالفعل وقف عشر دقائق حتى تيقن أنه لن تعود ، و بدأ عقله يعود إليه شيئاً فشيئا ، و المصيبة تتبدى بكل أبعادها المرأة لصة ... السيارة سرقت .... كان من المفروض ألا يترك السيارة مع المرأة و لكنها جميلة و أنيقة .... و تقول : ميرسى ..... كيف تكون مثلها لصة ؟ يا لهوى يامَّة .... مستقبل ابنك ضاع يامَّة ..... يا خيبة أملك فى ابنك يامَّة كل هذا و هو يضرب رأسه بيديه و كأنه يندب ، أو هو بالفعل يندب رأسه أصبح و كأن به ألف موتور .... يفكر فى أشياء غريبة يفكر فى ثمن السيارة ... و كم من السنين يحتاج أن يعمل عند الحاج بالمجان حتى يسده فكر فى مصاغ أمه ... لو باعته ممكن يجيب قرشين كويسين نكمل عليهم و نسد ثمن السيارة لكنه تذكر أن أمه ليس لديها إلا حلق فالصو فردة و فردة فكر فى فكرة عبقرية أخرى - ممكن بابا يقدم على معاش مبكر و ياخد مكافأة نهاية الخدمة ... ممكن تكون حوالى عشرين ألف جنيه لكنه تذكر أن ثمن السيارة يتعدى المائة ألف جنيه - ممكن خالى كرم يدينى ثمنها ... أكيد معاه فلوس ... ما هو مسافر السعودية ... لأ الإمارات ... يادى النيلة ... مفيش فايدة ثم جلس على الرصيف فى حالة ذهول تام لا يدرى ماذا يصنع ثم انتفض فجأة و كأنما لدغه عقرب حينما سمع جرس الموبايل نظر فى الموبايل فإذا صديقه (هيما) ، يفتح عليه طارق : (هيما)... إلحقنى يا هيما هيما : ( بذعر ) فى إيه ؟ ... مالك ؟ طارق : أنا اتسرقت يا (هيما) هيما : يا نهار اسود ....كان معاك كام ؟ طارق : كان معايا عربية هيما : عربية إيه ... انت حتهرتل ؟ طارق : و الله العظيم العربية بتاعة المعرض اتسرقت منى هيما : يخرب بيتك .... و انت فين دلوقت .... و إيه اللى حصل ؟ طارق : ( و كأنه أفاق ) إقفل يا يا له ( ثم يصرخ ) إقفل يا يا له .. هو أنا ناقصك يغلق الموبايل ... و يقف فى عرض الطريق ينظر إلى السيارات التى كان أصحابها يشتمونه لأنه يقف فى وسط الشارع يرن الموبايل مرة أخرى ... كان الحاج (فوزى) طبعاً ... يرتعد و يكاد يغشى عليه و أخيرا يفتح طارق : ( برعب ) ألو فوزى : ( بقلق ) أيوة يا طارق ... أنتو فين يا حبيبى طارق : .............. فوزى : (بتوجس) طارق .... ألو طارق : أيوة يا حاج فوزى : إيه يا طارق مال صوتك ؟ طارق : ............... فوزى : فيه إيه يا بنى ؟ إنتو فين ؟ طارق : (يبكى) الولية سرقت العربية يا حاج فوزى : بتقول إيه ؟ ..... نهار أبوك إسود طارق : ضحكت على و سرقتها يا حاج فوزى : تعالى لى ... فى دقيقة واحدة تكون هنا يغلق الموبايل ، و يشعر طارق أنه قد ارتاح قليلاً ... فوقوع البلا و لا انتظاره يشير لتاكسى و يركبه إلى المعرض و ينزل و قد استسلم لقدره ، فيجد الحاج فوزى أمام باب المعرض و معه جميع العمال و الموظفين و قد علتهم الكآبة و كأنهم يتلقون عزاء عزيز لديهم جال برأس (طارق) المشوش أن يقول لهم :" شكر الله سعيكم " و لكنه رجح إن قالها أنهم سيقتلونه فابتلع لسانه استقبله الحاج (فوزى) بهدوء مصطنع و إن كانت عيناه تقتدان ناراً ، فوضع يده على كتفه و سار به حتى دخل مكتبه و دخل معهما الأستاذ مجدى مدير المعرض و أغلق الباب خلفهم و جلسوا على أنتريه بجوار مكتب الحاج و أحاطا بـ (طارق) الذى كان يبدو أن الصدمة كانت من القوة بحيث أنه لم يعد مبالياً بما يحدث فكان هادئاً و كأن شيئاً لم يحدث فوزى : قولى إيه اللى حصل يا (طارق) حكى له طارق ما حدث بالتفصيل فوزى : و معرفتش راحت فين ؟ طارق : لأ فوزى : ( يخاطب مجدى ) اتصل بالبوليس مجدى : حاضر ... فوزى : (و كأنه انتبه لشيء ما ) استنى ... العميد (شعبان) .... قالت لى أنها بنت خالة العميد (شعبان) ... الله يخرب بيت أم العميد (شعبان) ثم أخرج الموبايل و بحث عن نمرة العميد (شعبان) حتى وجدها و اتصل به شعبان : ألو فوزى : أيوة يا سيادة اللوا ... أنا الحاج (فوزى ) شعبان : أهلاً يا حاج فوزى ... مسمعناش صوتك من زمان فوزى : باقول لحضرتك إيه ... أنا واقع فى مشكلة كبيرة شوية شعبان : خير يا حاج فوزى : جاتلى بنت اسمها (شريفة) قالت لى إنها بنت خالة حضرتك ... و كانت عايزة عربية شعبان : ( بلهجة تحذيرية ) شريفة مندور؟ ... إوعى يا حاج ... البنت دى مجنونة .... إوعى تديها حاجة ... أنا بقولك أهه فوزى : ( يكاد يبكى) ما أنا إديتها خلاص و اللى كان كان شعبان : يا نهار اسود ... و بعدين حكى له ما حدث بالتفصيل و نوع السيارة و لونها شعبان : و الواد الجحش اللى كان معاها بيسبها و ينزل ليه ؟ يلتفت (فوزى) إلى طارق و ينظر له بغل فيطرق (طارق) أسفاً و خجلاً فوزى : ده لسه حسابه معايا مجاش شعبان : بس انت غلطان برضه يا (فوزى ) كنت على الأقل كلمنى فوزى : شكلها ما حدش يشك فيه أبداً ... و بعدين أنا بعت معاها واحد بغل يركب معاها طبعاً نحن نعرف من هو هذا البغل !!!! شعبان : برضه ما يمنعش إنك غلطان يا (فوزى) فوزى : أهو اللى حصل بقى يا فندم ... إيه العمل دلوقت ؟ شعبان : طيب سيبنى يا (فوزى) أنا حاعمل شوية اتصالات و ربنا يسهل فوزى : يعنى فيه أمل يا باشا ؟ ... ممكن العربية ترجع تانى ؟ شعبان : ربنا يستر ... مش عاوز أوعدك أغلق الحاج ( فوزى ) الخط و قد علاه الكرب و الغضب ثم التفت إلى طارق بمنتهى الغضب ثم لكمه بمنتهى القسوة فى صدره و قال بمنتهى الغل ( كله بمنتهى ) : فوزى : و انت حتقعد هنا لحد ما نشوف آخرتها ... و لو العربية دى ما رجعتش حا .... لم تسعفه الكلمات فى تصوير ما سوف يفعله بـ (طارق) فسكت أما (طارق) فقد تلقى الضربة و تكوم على الأرض فى ألم و جاهد لاستنشاق الهواء و العجيب أنه تذكر اسم الدواء فقال لنفسه طارق : لو كان معايا الـ ( تستستيس ) كنت سلكت بيه صدرى كان (مجدى) مدير المعرض متوتراً ، و لما رأى منظر (طارق) أحس بالخوف مجدى : براحة شوية يا حاج ... إن شاء الله كل حاجة حتتحل فوزى : ( و عيناه تدور فى محجريهما) أنا الحاج (فوزى) تضحك على واحدة زى دى ؟ مجدى : (مهدئاً ) يا حاج إهدى و كل حاجة حتبقى كويسة إن شاء الله فوزى : ( و كأنه لم يسمعه) لأ و تيجى تدينى الباسبور رهن و أنا أقولها : عيب .. إنت صاحبة مكان مجدى : ( يربت على كتفه) و الله يا حاج كل حاجة حتتحل ... بس انت متعملش فى نفسك كده مرت نصف ساعة على هذا الوضع و هم ينتظرون رنين الهاتف المحمول ، و كان الحاج (فوزى) يدور كالأسد الحبيس فى الحجرة و (مجدى) مرتبك مرة يقف و مرة يجلس ، اما طارق فكان يراقب كل ذلك بقلة اكتراث و كأن الأمر لا يعنيه من باب ( خربانة خربانة ) و أخيراً رن جرس الهاتف فهرع الحاج (فوزى ) ، و حتى تكتمل السخرية كان اتصالاً خاطئاً ( أصلها ناقصة ) صوت شاب : ألو الحاج فوزى : أيوة صوت شاب : (بنعومة) ممكن أكلم (نرمين) يا أنكل ؟ فوزى : النمرة غلط يا إبنى صوت شاب : يا عمى إنت بتعمل كده ليه؟ ... أنا عاوز علاقتى ببنتك تبقى فى النور فوزى : بنتى ؟... بنتى إيه ؟.... النمرة غلط يا إبن الكلب ثم يغلق الخط بعصبية ثوانٍ و رن الهاتف مرة أخرى و كان العميد زفت ( شعبان) فوزى : أيوه يا باشا شعبان : أيوة يا حاج فوزى فوزى : خير يا فندم شعبان : خير يا حاج إن شاء الله .... البنت فى القسم ... مسكوها فى الكمين لما كلمتهم و اديتهم مواصفات العربية ، بس البنت حاولت تهرب فخبطت العربية خبطة صغيرة كدة فوزى : ( يتنفس الصعداء ) الحمد لله ... بسيطة يا باشا .. أهم حاجة الجثة موجودة شعبان : (يضحك) أيوه ... الجثة موجود .... ابقى خد بالك بعد كدة فوزى : خلاص يا باشا ... فعلاً محدش بيتعلم ببلاش ينهى المكالمة و يقول لـ(مجدى ): فوزى : يلا حتيجى معايا مجدى : طيب و (طارق ) ؟ فوزى : سيبه مرزوع لحد ما نيجى يخرجان و يغلقان الباب وراءهما على طارق الذى يتنفس الصعداء فقد حلت المشكلة و إن كانت ستترك آثارها على نفسيته طويلاً يشعر فجأة بأن رصيده من الطاقة قد أوشك على النفاد ، فينظر إلى الكنبة و لا يتردد فى أن يفرد جسده عليها و يضع ذراعه على عينيه و يذهب فى سبات عميق . الواد باين عليه معندوش دم .. ----------- إلى اللقاء مع المشهد التالى
روح-الزمالك14 عضو نشط
عدد الرسائل : 74 العمر : 34 البلد : ههههههههههههههههههه ما بلاش الهوايات : وانت مالك المزاج : منيل بنيلة نقاط : 46 تاريخ التسجيل : 23/11/2008