لا يمكن النظر الى تكريم الشاه الا بأعتباره احترام وحبا للشعب الايرانى فى أرض مصرية..اما احتضان الايرانيين للارهابيين قتلة الرائيس الراحل انور السادات فلا يمكن النظر اليه الا باعتباره عملا عدائيا ضد مصر و شعبها..
فاذا كان النظام الحالى مختلفا مع شاه ايران فى السياسة وفى الحكم ن فلن يكون ابنائكم او احفادكم فى المستقبل فى مثل هذا الموقع. كما انكم لا تسطيعون مهما يستمر حكمكم فى طهران ان تلغوا تاريخ ايران او اسرة الشاه، فهو جزء من التاريخ .
ونحن فى مصر نعرف ذلك اليوم، فقد كانت الثورة المصرية فى بداية حكمها فى صراع مع اسرة محمد على التى اسقطتها. ولكن عندما نضجت الثورة واصبحت دولة اعادت الاعتبار لكل الاسرة الحاكمة السابقة ولاخر ملوكها. ودفن الملك فاروق فى مصر، وعاد الامراء وحصلوا على جوازات سفر مصرية ، بل ان كثيرين من المصريين يطالبون اليوم بالكثير لاعادة الاعتبار لاسرة محمد على وملوكها وامرائها، ونحن نتعامل فى هذه القضية بلا خوف ولا نرتعد مثلما يحدث فى ايران اليوم تحت حكم ملالى الفقيه الذى يحكم باسم الله فى الارض، مع ان الله ليس له خليفة الا الانسان، وكلنا لنا حقوق متساوية امامه سبحانه و تعالى .
اننا فى بلد الحريات ومصر دولة قوية لا تقمع ابنائها، بل تفتح كل الابواب، ولا يمكن مقارنة الفعل المصرى المتحضر مع شاه ايران بالاسلوب الذى تتعاملون به مع قتلة الرئيس الراحل انور السادات. فالاول فعل متحضر يراعى التاريخ و الجغرافيا، و ايران ومصر كيانان و حضارتان مستمرتان فى الشرق الاوسط وستشاركان فى بنائه و تطويره واستقراره مهما تغيرت ظروف الحكم ومؤسساته اما اسلوب تعامل حكام طهران فهو ليس كذلك ويجب الا اقول هنا ايران، فالشعب الايرانى صديق، وله قيم وحضارة قديمة مثل مصر، تماماً. ونحن نقدرها ولكننا نختلف مع حكام ايران الان ولا نختلف مع الشعب الايرانى. فحكام ايران يلعبون بالدين الاسلامى، ويدفعون بالامة الاسلامية الى صراع طوائف بين الشيعة والسنة فى العراق ولبنان وسوريا وفى الخليج العربى بل فى القرن الافريقى وفى السودان والصومال ايضاً .
وفى مصر يتدخلون فى الشأن الداخلى، وعليهم أن يعرفوا و يدركوا جيداً انه عندما تمجد قاتلاً وارهابياً مصرياً قتل رئيسه غدراً وهو متخف فى الزى العسكرى رمز الكرامة فانك تتدخل فى شأن مصرى خالص، و عندما ترفض السياسة المصرية المستقرة لادارة الصراع مع اسرائيل و تنصب نفسك قيما على الشأن المصرى فانت تتدخل فى الشأن المصرى الداخلى. بل اكثر من ذلك اقول للايرانيين، يجب ان تفهموا، فانتم هنا بهذا الاسلوب تحرضون بعضا من المصريين ضد حكومتهم، و حكام طهران بهذا الاسلوب الجديد يضعون انفسهم فى مكانة اعداء مصر، فهم لا يريدون الاستقرار و يمجدون الارهابيين، ليقولوا للمتطرفين نحن ظهركم، تجندوا معنا، وسوف ندفع لكم بل سوف نحمى اعمالكم الارهابية ونمجدها ونبرر جرائمكم بل نغسل صفحتكم المشينة و نسبغ عليها صفات البطولة والمجد وانها من الاعمال الاسلامية، وهى من ذلك براء بل هى الوجه الارهابى القبيح فى ابشع صورة عرفها الانسان منذ بدء التاريخ الانسانى وحتى الان.
الا تدركون ان هذا الفعل العدائي يصل الدرجة افعال الحرب! وهل تتصورون اننا من السذاجة بحيث نبتلع طعم انكم الذين تقودون المنطقة ضد امريكا واسرائيل. الا تعرفون اننا اقوياء بما يكفي حتي نكشفكم ونعرف لعبتكم الخطيرة ضد امتنا العربية وضد شعوبنا العربية بل والاسلامية؟
اننا نقول لكم بكل صراحة ابتعدوا عن قضايا العرب، ولا تتدخلوا فى شئون منطقتنا، واديروا صراعكم الخارجى على حسابكم و ليس على حساب مصالحنا. وتوقفوا عن الاعمال العدائية حتى نتمكن من مساعدتكم فأنتم الذين فى حاجة اِلينا ونحن لسنا فى حاجة اِليكم.
ان مصر الان من القوة والمكانة الاقليمية والدولية بحيث تستطيع ان توفر لكم مساعدة فى صراعاتكم الخارجية التى صنعتموها بأيديكم، ولكن افعالكم العدائية وتخطيطكم العدوانى ضد المنطقة يجعلنا نحاذر من اطماعكم فى المنطقة