ذكر مصدر في دائرة الإعلام والصحافة التابعة لوزارة الخارجية الروسية الأربعاء أن روسيا تتعاون مع إيران في المجال العسكري التقني منذ فترة طويلة، مؤكدا عدم إخلال بلاده بالتزاماتها الدولية، ومخالفته لأنظمة منع انتشار الأسلحة.
وقال المصدر في تصريح لوكالة أنباء نوفوستي إن سجل منظمة الأمم المتحدة يؤكد أن جميع صادرات روسيا من الأسلحة إلى إيران شفافة، وأن كافة المعلومات المرتبطة بها تقدم سنويا وبشكل منتظم.
وشدد المصدر على أن روسيا لم تـُصدر منظومة صواريخ "S-300" إلى بلدان الشرق الأوسط بما في ذلك إيران. وقال إن روسيا تزود إيران بأسلحة دفاعية لا يمكنها الإخلال باستقرار المنطقة.
وكان مصدر رفيع المستوى في الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني مع الدول الأجنبية قد أكد على وجود عقد موقع بين روسيا وإيران لتزويد الجانب الإيراني بمنظومة صواريخ "S-300" للدفاع الجوي.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته في حديث لوكالة أنباء نوفوستي إن منظومة "S-300" الصاروخية المتفق عليها لم تصل إلى إيران حتى الآن، مضيفا أن روسيا تقوم بتنفيذ العقد تدريجيا، ومشيرا إلى أن قيمة الصفقة تقدر بمئات الملايين من الدولارات.
وشدد المصدر على أن تنفيذ العقد بشكل كامل سيكون مرتبطا بطبيعة الوضع الدولي وقرار القيادة السياسية الروسية في هذا الشأن.
وتستطيع صواريخ منظومة "S-300" المطورة تدمير الأهداف الجوية على بعد 200-150 كيلومترا وتتميز بقدرتها على تدمير الصواريخ المجنحة والبالستية التي يصعب اكتشافها، بالإضافة إلى جميع أنواع الطائرات والمروحيات.
وتشير مصادر إعلامية روسية إلى أن تأجيل توريد الصواريخ لإيران يمثل خطوة على طريق التهدئة والمصالحة مع الإدارة الأميركية التي تُقلقها أنباء حصول طهران على أسلحة صاروخية متطورة.
ويرى مراقبون أن ذلك يتيح لروسيا استخدام صفقة الصواريخ "S-300" كورقة رابحة في مفاوضات تجريها مع الولايات المتحدة بهدف إرغام واشنطن على تقديم مقترحات مقبولة لموسكو.
الولايات المتحدة تجري تجربة لنظامها الصاروخي
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية الأربعاء أن الولايات المتحدة أجرت بنجاح تجربة لنظامها الأرضي المضاد للصواريخ من خلال اعتراض صاروخ باليستي قصير المدى في جزر هاواي في المحيط الهادئ.
وصرح المتحدث باسم الوكالة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ ريتشارد لينر لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الصاروخ الذي استهدف كان مداه أقل من 621 ميلا أي 1000 كيلومترا.
ويأتي هذا الإعلان متزامنا مع اعتزام كوريا الشمالية إطلاق قمر اصطناعي للاتصالات بين الرابع والثامن من أبريل/نيسان المقبل. وتشتبه واشنطن في أن تكون عملية الإطلاق تجربة جديدة لصاروخ بعيد المدى قادر على بلوغ ولاية ألاسكا الأميركية.
وقد أجريت التجربة الأميركية الثلاثاء من جزيرة هاواي لتدمير صاروخ متوسط المدى في المرحلة الأخيرة من رحلته بواسطة صاروخين اعتراضيين.
ويشكك بعض العلماء والبرلمانيين في فعالية مشروع الدرع الأميركية المضادة للصواريخ التي ستنشر في بولندا وجمهورية التشيك وينتقدون كلفته. ولم يحسم الرئيس باراك أوباما موقفه بعد، مكتفيا بالقول إنه سيدعم المشروع الذي طورته إدارة سلفه بوش إذا تبين أنه مناسب تكنولوجياويمكن تحمل تكاليفه.
المصدر:راديوسوا
بتاريخ 19/3/2009