رسالة من عمق سيناء إلي شعب مصر
القوات المسلحة..في أعلي درجات الكفاءة والاستعداد القتالي
المشير طنطاوي يشهد المشروع التكتيكي بالذخيرة الحية "بدوي 3" بشرق القناة
صد وتدمير قوات العدو.. رماية بالطائرات والمدفعية والصواريخ أصابت أهدافها بدقة
تنفيذ جميع المهام القتالية بأحدث الأساليب.. في ظروف جوية سيئة
إنجاز الأسلحة الشرقية والغربية لمهام واحدة.. تأكيد لنجاح سياسة تنويع مصادر السلاح
التدريب جسَّد قدرة قواتنا علي تنفيذ مهام غير مخططة مسبقاً.. والنجاح في مختلف الأجواء
النقاش المفتوح بين وزير الدفاع والضباط نموذج لعلاقة القائد بأبنائه وتواصل الأجيال
سيناء عبدالرازق توفيق
شهد المشير حسين طنطاوي القائد العام وزير الدفاع والانتاج الحربي المرحلة النهائية من المشروع التكتيكي بالذخيرة الحية "بدوي 3" الذي نفذته بنجاح وحدات القوات المسلحة في نطاق الجيش الثاني الميداني في ظروف جوية سيئة وذلك في المحور الأوسط في عمق سيناء في اطار خطة التدريب السنوية للقوات المسلحة.. واستمر تنفيذ المشروع 6 أيام.
أكد المشير طنطاوي خلال المرحلة النهائية للمشروع التكتيكي بالذخيرة الحية "بدوي 3" في عمق سيناء علي ضرورة الحفاظ علي الكفاءة القتالية العالية التي وصلت إليها القوات وذلك بمواصلة التدريب المستمر والجاد والواقعي وضرورة البعد عن النمطية في التخطيط والتنفيذ والاهتمام بالتدريب في مختلف الأجواء والأوقات فالحرب الحديثة لا تعترف بتوقيت محدد لتنفيذ العمليات القتالية.
أدار المشير طنطاوي نقاشاً مفتوحاً مع الطلبة والدارسين في الكليات والمعاهد العسكرية والوافدين من بعض الدول الشقيقة حول الدروس المستفادة والعبر من المشروع التكتيكي بالذخيرة الحية بدوي 3 في عمق سيناء.. واستمع لاسئلتهم واستفساراتهم واستيضاحاتهم وقام بالرد والتعليق عليها موجهاً بخبراته الغزيرة وكان النقاش نموذجاً لعلاقة القائد بضباطه الأصاغر وتأكيد المشير طنطاوي علي أهمية نقل الخبرات والدروس المستفادة وتعظيم دورها في تطوير الأداء.
أكد المشير طنطاوي علي أن العبرة ليست في السلاح الحديث ولكن في اسلوب استخدامه وتوظيفه وأن تحقيق المفاجأة والأخذ بزمام المبادأة يكمن في المقاتل والأساليب المتبعة في القتال.
أشاد وزير الدفاع بالمستوي الراقي والكفاءة القتالية العالية التي ظهرت بها القوات خلال تنفيذ المشروع التكتيكي بالذخيرة الحية بدوي 3 وتنفيذهم لمهامهم بنجاح في ظل ظروف جوية بالغة السوء الأمر الذي يعكس أهمية التدريب المستمر في مختلف الظروف.
تضمنت فكرة المشروع التكتيكي "بدوي 3" صد وتدمير قوات العدو واستعادة خط الحدود الدولية.. شاركت فيه قوات المشاة الميكانيكي والمدرعات والمدفعية والدفاع الجوي والصاعقة والمظلات والاستطلاع.. كما شاركت أحدث الأسلحة والمعدات من طائرات إف 16 متعددة المهام والناجيت والجازيل والأباتشي والميراج وشينوك ومي 8 ومي 17 والدبابة "ام 1 أ 1" وأحدث صواريخ الدفاع الجوي.
جسد المشروع التكتيكي نموذجاً مثالياً لمعركة الأسلحة المشتركة حيث تشارك جميع الأسلحة والقوات في التعاون في تنفيذ مهمة واحدة كذلك تطبيق أحدث أساليب القتال لتنفيذ وتحقيق المهام.
شارك في تنفيذ المشروع التكتيكي بالذخيرة الحية بدوي 3 بعمق سيناء وحدات المشاة الميكانيكي ذات الامكانيات المتقدمة التي تناسب مختلف أنواع الأراضي وعناصر من مختلف أنواع المدرعات الحديثة المتنوعة ذات التسليح المختلف ووحدات مدفعية الضرب المباشر وغير المباشر التي تتميز بالقدرة النيرانية العالية وعناصر من القوات الجوية بأحدث طرازات الطائرات التي تقوم بأعمال الاستطلاع والحماية الجوية والتأمين وتدمير الأهداف في العمق تحت ستر وسائل الدفاع الجوي التي قامت بالاشتباك مع الطائرات المعادية وتدميرها وعناصر من القوات الخاصة الصاعقة والمظلات التي قامت بأعمال الابرار الجوي لفصل الاحتياطات ومنعها من معاونة القوات المعادية.
بدأت المرحلة النهائية من المشروع التكتيكي بالذخيرة الحية بدوي 3 بقيام القوات الجوية بأعمال الاستطلاع لاكتشاف امكانات ومكونات ومقومات القوات المعادية كذلك تنفيذ أعمال الحماية وتدمير الأهداف المعادية في العمق باستخدام أحدث الذخائر للطائرات المقاتلة والهليوكوبتر المسلح وبمساندة الرمي غير المباشر ذي الكثافة النيرانية الهائلة لتدمير الأهداف المختلفة مع قيام القوات الميكانيكية والمدرعة بالهجوم علي دفاعات العدو وتدميرها بالنيران بمساندة عناصر الرمي المباشر وذلك تحت ستر وسائل الدفاع الجوي التي اشتبكت مع طيران العدو حتي تمكنت القوات البرية من تحقيق مهامها المخططة والاتصال بعناصر الأبرار من القوات الخاصة التي استولت علي أهم الهيئات في العمق وقامت القوات باستثمار أعمال القتال وتطويرها للاستيلاء علي هيئات حاكمة في العمق وتحقيق المهمة النهائية للمشروع التكتيكي باستغلال كافة وسائل النيران لحصر وتثبيت العدو وتدمير بالضربات المضادة وتحقيق المهام المكلفة بها.
كانت المرحلة الأولي للمشروع التكتيكي بدوي 3 تضمنت رفع درجات الاستعداد القتالي للقوات والتحرك علي المعابر المحددة وصولاً لمنطقة العمل واتخاذ القوات لأوضاعها ومرحلة القضاء علي نطاق الانذار والتغطية واقتحام الحد الأمامي للدفاعات وتدمير الانساق الأولي للعدو ليلاً باستخدام مقلدات "المايلز" لمختلف الأسلحة كنوع من الواقعية في التدريب القتالي التي تحقق نسبة من الاصابات المتبادلة عكس مدي التدريب الجاد والأداء المتميز في منظومة متكاملة لكافة عناصر معركة الأسلحة المشتركة الحديثة عكس التدريب مدي ما وصل اليه القادة والضباط والصف والجنود من مهارات ميدانية وقتالية عالية الدقة في اصابة الأهداف وتدميرها وسرعة تنفيذ المهام القتالية والنيرانية في الوقت والمكان المحددين والقدرة علي استخدام أحدث وسائل القيادة والسيطرة بين جميع العناصر المشتركة في المشروع التكتيكي بالذخيرة الحية.
دروس مستفادة
حققت الرماية بالذخيرة الحية سواء بالطائرات أو المدفعية أو الدبابات أو الدفاع الجوي أهدافها من خلال إصابات مباشرة للأهداف المعادية رغم صعوبة وسوء الأحوال الجوية الأمر الذي يعكس المهارة الفائقة التي يتمتع بها المقاتل المصري.. وانعكاس التدريب المستمر علي أدائه ووصوله الي درجة عالية من الاحتراف مكنته من الاستخدام الأمثل لسلاحه ومعدته في تحقيق اصابة مباشرة وتنفيذ مهمته في الاصابة الدقيقة كذلك قدرة المقاتل المصري علي العمل في مختلف الظروف وهذه تدعمه بعزيمة واصرار علي بلوغ أهدافه.
المشروع التكتيكي بالذخيرة الحية "بدوي 3" هو نوع من التدريبات غير المخططة مسبقاً والتي لا يستطيع تنفيذها إلا القوات القادرة الواثقة ذات التدريب والكفاءة العالية واستعداد قتالي في أعلي درجاته.
عكس التدريب التكتيكي ما وصلت اليه القوات المسلحة من مستوي راق واحترافية في الأداء ومهارة في استخدام منظومة من الأسلحة لتحقيق المهمة النهائية الأمر الذي يؤكد قدرة قواتنا علي الردع وحماية أرضه وحدود مصر ومصالحها الحيوية واستقرارها وسيادتها فالسلاح الحقيقي هو السلام الذي تحميه قوة قوية وقادرة متحصنة بالاستعداد والكفاءة العالية في أداء جميع المهام في مختلف الأوقات والظروف.
بدوي 3 يؤكد نجاح سياسة تنويع مصادر السلاح التي انتهجتها مصر عقب حرب أكتوبر فقد شهد المشروع التكتيكي بالذخيرة الحية مشاركة أسلحة ومعدات غربية وشرقية تعاونت وشاركت في تنفيذ مهمة واحدة بكفاءة عالية وأن السلاح الذي تحصل عليه قواتنا ليس قاصراً علي جهة معينة ولكنه سلاح يخدم مهمة ويوظف ويستخدم أفضل استخدام فها هي طائرات اف 16 الأمريكية والجازيل والميراج الفرنسية ومي - 8 ومي -17 الروسية تعمل جنباً إلي جنب لتنفيذ مهمة واحدة وهناك عنصر ثابت فقط هو المقاتل المصري الذي استطاع بنجاح استخدام كل هذه الأسلحة رغم اختلاف مصادرها في إنجاز مهامه علي أفضل وجه.
"بدوي -3" أكد علي أن المهمة القتالية لقواتنا والتدريب المستمر هو المهمة الرئيسية للقوات المسلحة.. وان المشاركة في عملية التنمية الشاملة للدولة لاتؤثر بأي حال من الأحوال علي هذه المهمة الرئيسية وفي الحالتين فإن الهدف الأساسي والرئيسي هو الشعب حمايته وتوفير الأمن والأمان له لذلك كان المشروع التكتيكي بالذخيرة الحية في عمق سيناء أرض البطولات والشهداء وما تضمنته من أداء ومستوي راق في تنفيذ المهام يؤكد أن قواتنا تدرك تماماً طبيعة مهمتها الأساسية وانها لاتتواني أو تتأخر في مساعدة الشعب الذي يضحي بالغالي والنفيس من أجل قوات مسلحة قوية وقادرة علي الردع فكرامته من كرامة قواته المسلحة.. وتلك العلاقة الابدية والحب والاحترام والثقة المتبادلة بينهما دعامة اساسية وركيزة رئيسية للقوة الشاملة التي تتوم علي الشعب والجيش والتلاحم بينهما.
القوات المسلحة ليست غائبة عما يحدث في المنطقة وتدرك كل ما يدور فيها.. وتدرك ايضا دورها في حماية أمننا القومي بأبعاده المختلفة.. وانها قوة مسئولة عن حماية وتأمين حدود الوطن وكل شبر من أراضيه مهما كلفها الأمر ولن تسمح بتجاوز حدودها فهي خط أحمر كما اكد قائدها الأعلي الرئيس مبارك بل تملك من القوة والمنعة ما يمكنها من الرد علي أي سلوك يهدد أمن هذا الوطن الصاع صاعين.
كما عكس التدريب ايضاً ان الدولة لا تبخل علي القوات المسلحة بأي دعم مبدأ اساسي فرغم الظرروف الاقتصادية والتكلفة لما يتطلبه مشروع تكتيكي بالذخيرة الحية إلا أن القوات المسلحة حريصة علي بناء قواتها وتأهيل وتدريب ضباطها وأن ذلك هو الاستثمار الحقيقي في بناء قوة تحمي وتبني وتشيد وتوفر المناخ المناسب لأبناء الوطن لإنجاز التنمية والنهضة الشاملة.
حضر المرحلة النهائية من المشروع التكتيكي بالذخيرة الحية "بدوي 3" الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وكبار القادة والدارسون وطلبة المعاهد والكليات العسكرية وبعض الوافدين من الدول الشقيقة. والضباط من مختلف الرتب الامر الذي يعكس حرصا شديدا من القيادة العامة علي تواصل الآجيال ونقل الخبرات وهذا يشكل أعلي مستوي التأهل والاعداد والاستعداد.