كنت قد قرأت منذ فتره مقالا للدكتور احمد خالد توفيق بعنوان "مقال مثير للغرائز" ومن ساعتها يراودنى ان افعل مثله بأن اكتب مقال ولكن ليكن مقال قليل الادب .. نعم مقال قليل الادب فقد مللت من الادب فلم لا اجرب مره ان اكون مقلا فيه .. نفسى اكون صايع كده، نعمل فرقعه والصحافه تكتب عنى ..
فللأسف ما يصعد فى بلادى هو قلة الادب وليس الادب ويقف الناس امامه بالطوابير منهم من يوافق على قلة الادب بدعوى حرية الفكر والابداع, ومنهم من يعترض على ذلك النوع ولكنه يقرأه بدعوى معرفة عدوه .. وآخرين محايدين يقرؤنه لمجرد المعرفه مع بعض الهايصين فى الهيصه يقرأ لمجرد انه حاجه كوووول ومطرقعه واحسن من التليفزيون.
نعم سأكتب فى قلة الادب تماشيا مع الموضه .. ولكن ماذا اكتب .. عايزين حاجه حلوه كده .. نعم سأكتب شعر عامى ملىء بالشتائم والفاظ الشوارع واذا عارضنى احدهم سأتشدق بأنى انقل حال الشوارع واكتب فى الواقعيه .. لكن كثيرون فعلوه من قبلى ونفذت منهم الشتائم ..
وجدتها سأكتب فيلما على مقاس روبى وهيفاء واليسا مع بعض، قنبلة الموسم .. ملىء بالمشاهد ال... احم .. سينقدونى طبعا هؤلاء المكلكعين مدعى الفكر والابداع والبتاع ولكن سأكون قبضت القرشين وسأعلق صورتى مع روبى وهيفا واليسا فى كل الشوارع .. سيدعو لى الشباب الغلابه وسأصبح فتى احلام كل البنات حتى لو كنت اشبه حيوان الحلنكيس .. ولكن امتلأت دور السينما بتلك الافلام ناهيك عن استحالة الجمع بين هيفا واليسا لأن غالبا كما سمعت معمولهم عمل وكيف اصل الى المخرج والمنتج.
قد اصل الى المنتج فهو يمتلك محلات جزاره شهيره جدا .. يكفى ان اشترى خمسين كيلو لحمه من عنده وسيعطوننى عنوانه ورقم الموبايل كمان .. لكن لا فمع اننى لا استطيع شراء تلك الكميه من اللحم فانا اريد ان اناقش قلة الادب من منظور جديد .. منظور كده مش عارفه بس اكيد جديد .. ايوركا كما قال عم ارشميدس بتاع كتاب الرياضيات، سأكتب مسلسل جديد لقناه كوميديه (سيت كوم) يعنى مليئا بالشباب المنحرف والافيهات الهابله والكوميديا المصطنعه واهو نتوه وسط الهيصه وماحدش يعرفنى .. مع وجود بنتين من بتوع وديع (موديلززز) فى المسلسل وسينجح, نعم سينجح وسأكتب منه عشرة اجزاء مع تركيب صوت الضحك على الكومبيوتر وسيضحك الناس الغلابه اللى مش فاهمين حاجه وسأقبض ايضا واصبح غنى .. وسآتى بعدها بمجموعه من الشباب المتحمس يكتبولى ويقبضون اللى فيه القسمة.
ولكن لا .. اريد ان اكون قليل الادب ولا احب ان اكون سخيفا وكمان انا مابحبش السخافه .. قلة ادب .. نعم سأكتب كتابا عن الانحرافات والمنحرفين واضعهم فى صورة الحملان الوديعه التى يظلمها المجتمع مع بعض التحابيش والوصف التفصيلى لانحرافاتهم وقلة ادبهم ولا مانع من بعض الصور التوضيحيه لاى فنان ايده حلوه ودماغه عاليه .. ولا مانع من ان يكون اسم الكتاب معبرا مثل وليد وغرفة البنات او اسم عام جدا ولكن محبش فى نفس الوقت مثل اجساد او عرايا .. سأصبح زعيما قوميا .. سيكرهنى البعض ولكن سيتعاطف معى الكثيرين، على قائمتهم هؤلاء المنحرفين الذين اكتب عنهم وبعدهم الشباب الغلابه الذى سيتعاطف كثيرا مع الصور التوضيحيه .. لقائات وتليفزيونات وصحافه وشوية فرقعه ده غير القرشين وولا حد هايعرفنى بعدها .. لكن للاسف هذه الكتب تملأ الاسواق الآن وانا اتمنى الاختلاف .. يعنى مافيش فايده .. اذن لن اكتب فى قلة الادب سأكتب عن قلة الادب واهو كله قلة ادب.
سأكتب عن قلة ادب الناس .. قلة ادب البنات الذين يلبسون الحجاب قال ايه مغطيين شعرهم مع البناطيل الضيقه جدا والبلوزه اللى برضه ضيقه سبحان الله والبوت غالبا فى الشتاء .. ده الدفا يعنى .. وهو ما اعتبره نوع من انواع قلة الادب على الحجاب فى حد ذاته فلا هى التزمت فى ملابسها وراعت الشباب الغلابه ولا هى اطلقت العنان لنفسها ولبست اللى نفسها فيه .. هى فى رأيى كمن رقصوا على السلم.
طبعا لا ننسى قلة ادب الشباب رجال المستقبل .. فالزى الرسمى هو البنطلون الساقط .. ساقط ساقط يعنى .. مع الحذاء الاحمر او الفحلقى .. مع نكش الشعر وتطويله كرجال الكهف .. واى تيشرت معفن فى الدولاب ويقف وسط الجامعه يعاكس دى ويبص لدى .. طبعا مع عمل الدماغ واهى كلها انفاس يا صديقى .. طبعا يظن الجميع اننى واحد من هؤلاء المكلكعين ارتدى قميص صوفى واسع وبنطال كالشوال واننى لم ارتدى الكوتشى فى حياتى .. سيقولون سخيف ورجعى ولكن لى الشرف ان اكون رجعى ان كانت تلك هى الرجعيه.
سأكتب عن قلة ادب الناس مع بعضها فى الشوارع .. قلة ادب السائقين على السائرين .. قلة ادب السائرين على السائقين .. قلة ادب السائقين والسائرين على بعضهم .. بل سأكتب عن قلة ادب عباد الله داخل بيوت الله وهو نوع من قلة الادب على بيت ربنا فى حد ذاته .. لا سأكتب عن قلة ادب قنوات الاغانى .. بل قلة ادب الاغانى نفسها التى انتقلت من قلة ادب الصوره فى الكليب الى قلة ادب الكلمات نفسها .. سأكتب عن قلة ادب الاعلانات.
سأكتب عن قلة ادب اسرائيل لا بل قلة ادب الحكام تجاه ماتفعله اسرائيل, سأكتب عن قلة ادب ضباط الشرطه الذين يعتبرونها بلدهم فقط ونحن ضيوف .. لا بل قلة ادب الحكو.., عاش السيد الوزير .. عاش الساده امناء الشرطه والقطنه ما بتكدبش .. لا لقد كتب الكثيرون عن كل هذا.
سأكتب عن الغلابه الذين افترت عليهم الدنيا وقلت ادبها عليهم ليقف الجميع صامتين امام قلة ادبها متشدقين بالكلام الكثير عن كسل هؤلاء الغلابه واستغلالهم للظروف .. يبدو انه لا فائده من الكلام .. سأنزل لأشترى ذاك البنطال الساقط لأصبح مثلهم فقلة الادب هى السلعه الرائجه تلك الاوقات وينصح بها الاطباء .. واوصيكم ان تكتبوا على قبرى بالبنط العريض "قلة ادب" .